يجد المتسولون فرصة ذهبية لاستغلال طيبة نفوس الناس في شهر رمضان بحجة تعاظم الأجر حيث يعتبر التسول من أكثر ''المهن'' انتشاراً في العالم وفي دول العالم الثالث بشكل عام· رأسمالها بسيط يكون أحياناً عبارة عن عاهة خلقية حقيقية أو اصطناعية كرجل أو يد مقطوعة أو عين مقلوعة أو ما شابه ذلك، يرافق هذا ارتداء المتسول زي العمل الرسمي والذي يكون عادة عبارة عن ملابس مهترئة يكون لونها مائلاً للبني الداكن مع وجود بقع متفرقة هنا وهناك، وفي بلدان أخرى قد يرتدي المتسول بنطالوناً مقطوعاً نال منه الزمن ما ناله·· أما في وقتنا الحاضر فلم يعد لوجود العاهات أهمية فقد يكون الرجال أو النساء في قمة الأناقة لكنهم مع هذا يتسولون متذرعين بأنهم يحتاجون أموالاً للعلاج أو لدفع إيجار المنزل· والمشكلة أنهم لا ينتظروننا نقدم لهم ما نحمله في جيوبنا بل يركضون وراءنا ويرهقوننا بالتوسلات·
أما أسلوب المتسول الغربي فهو أكثر ذوقاً وأدباً إذ نراه جالساً على قارعة الطريق باحترام، وعندما تمر بجانبه سيبادرك بتحية طيبة وبعدها سيقول لك إذا سمحت هل تحمل عملة معدنية زائدة وبالطبع يقصد النقود، وغالباً ما تكون النقود المعدنية في أوروبا عبئاً زائداً تحمله في جيبك فتفرح بوجود شخص يريد أن يخلصك منها فتعطيه إياها بكل سرور، عندها سيشكرك باحترام·
على العموم يشكل التسول ركيزة من ركائز اقتصادات السوق للمجتمعات الشرق أوسطية وبالنظر إلى عدد الأغنياء من المتسولين، أقترح إنشاء نقابة عامة للمتسولين للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم ومكتسباتهم·
يحيى عبدالله
عدد اليوم
