محمود خليل (دبي) - كشف العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الادارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي عن تمكن فرق المكافحة الاقتصادية التابعة لإدارته من إلقاء القبض على ساحرة افريقية استنزفت أموال مواطنة تحت وهم معالجتها من صداع دائم، فيما جدد تحذيرات دأب طيلة الفترة الماضية على إطلاقها من أعمال السحر والشعوذة مشدداً على أنها مجرد أكاذيب وادعاءات للاستحواذ على أموال الضحايا.
وقال إن الساحرة التي تم إلقاء القبض عليها تمارس أعمال السحر والشعوذة بالخفاء منذ 28 عاما داخل وخارج الدولة، مبينا صدور حكم بحقها في وقت سابق بالحبس والإبعاد على خلفية قضية احتيال.
وأوضح العميد المنصوري أن إلقاء القبض على الساحرة تم من خلال كمين أعدته لها ادارة المكافحة الاقتصادية بشرطة دبي بعد ورود بلاغ من مواطنة أفادت فيه بأنها تعرفت على الساحرة المتهمة عبر عدد من الصديقات اللواتي اكدن أنها تعالج بعض الأمراض بالأعشاب. وقال المنصوري إن المواطنة أوضحت في بلاغها أنها لجأت للساحرة لكونها تعاني من الصداع الدائم مبينة أنها ذهبت الى مسكن الساحرة في منطقة حمدان التابعة لمركز شرطة المرقبات، حيث تقابلت معها وشرحت لها آلامها.
وأشارت المبلغة إلى أن الساحرة طلبت منها بادئ الأمر مبلغ 3 آلاف درهم لعلاج أعطته إياها لاستخدامه لثلاثة أيام فقط، مبينة أن طلباتها المالية تلاحقت بعد ذلك حيث طلبت منها في المرة التالية للمقابلة مبلغ 5 الاف درهم مقابل مجموعة أعشاب وماء، وفي المرة الثالثة مبلغ 14 ألف درهم.
وقال المنصوري إن المبلغة أفادت في بلاغها بانها لجأت للشرطة بعد أن تيقنت أنها لم تستفد من العلاج الذي قدمته لها المتهمة وان الأخيرة تستنزفها ماليا ضمن عملية عملة نصب واحتيال.
وأضاف المنصوري انه بناء على البلاغ تم التحقق من المعلومات وصحة البلاغ، وتم التأكد أن المرأة لم تحمل أية تراخيص تؤهلها لممارسة الطب الشعبي، وليست طبيبة، ولا تعدو عن كونها دجالة، ولذلك تم إعداد كمين مستخدمين احد عناصر الشرطة النسائية، وارسالها الى المرأة لعلاجها حتى طلبت منها مبلغ 14 ألف درهم من المرة الأولى، وعليه تم ضبطها متلبسة وهي تأخذ المبلغ العائد للشرطة.
وتسلم عنصر الشرطة بعض اللفائف الذي تبين لاحقا أنها عبارة عن بخور، وبعض الأعشاب التي تباع بمحال البقالة ولا يزيد سعرها على 5 دراهم، لافتا إلى انه بتفتيش سكن المرأة تم العثور على اللبان والبخور وسبح، وعبوات كلها عبارة عن أسحار، وتبين أيضا ان المرأة مطلوبة في بلاغ سابق منذ عام 2008، وصادر ضدها حكم بالحبس في قضية احتيال لمدة شهرين مع الإبعاد إلا أنها لم تقم بالتنفيذ.
وقال المنصوري إن المتهمة اعترفت بانها تمارس مهنة السحر منذ 28 عاما داخل وخارج الدولة، واهمها الادعاء بفك السحر، والتوفيق بين الزوجين، وتقريب الأحبة وغيرها.
على الصعيد ذاته، كشف العميد المنصوري أن مؤشر ضبطيات جرائم السحر والشعوذة ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 10% بواقع 11 قضية قابلها 10 ضبطيات من هذا النوع في العام 2010.
وأوضح أن الكثير من ضحايا تلك القضايا لا يقدمون على الإبلاغ، من باب الاستحياء، أو عدم الكشف عنهم أمام المجتمع، ولكنهم يتحملوا خيبة الأمل عن الإبلاغ، وخوفهم من التورط كمتهمين في تلك القضايا باعتبارهم هم الذين يساهمون في استمرارية هؤلاء النصابين في الإيقاع بضحايا اخرين.
وحذر المنصوري أفراد المجتمع من الانسياق وراء هذه الأوهام الكاذبة، مناشدا الجميع، خاصة النسوة عدم الجري وراء هؤلاء النصابين، محذرا من أن ذلك يتسبب في أحاين كثيرة بهدم وضياع أموال اسر، مؤكدا بان شرطة دبي بكافة فرقها البحثية والأمنية ستقف بالمرصاد في وجه هؤلاء النصابين في أي مكان.
عدد اليوم
