أحمد مرسي (الشارقة) ـ طالب عدد من المواطنين ومراجعي قسم الولادة في مستشفى القاسمي في الشارقة بضرورة زيادة أعداد الحضانات داخل القسم لاستيعاب أعداد أكبر من الأطفال ممن يولدون ولديهم مشكلات صحية تستدعي بقاءهم فيها لأيام عدة، وذلك لتجنيبهم عناء البحث عن أي حضانات بديلة في المستشفيات الأخرى، والخاصة منها على وجه التحديد.
وأكد عدد من مراجعي المستشفى ممن حضروا الى المستشفى في حالات ولادة لزوجاتهم خلال الفترات الماضية أن هناك معاناة حقيقية يشعر بها من يحتاج وليده للحضانات كونها مكتملة العدد بصورة مستمرة لافتين الى أنه من الصعب قبول من يرد إليهم من تحويلات عبر المستشفيات الخاصة الأخرى.
بدورها أكدت إدارة المستشفى أنها تمتلك حالياً 18 حضانة وأنها كاملة العدد بصورة مستمرة ويصعب على إدارة المستشفى قبول أطفال جدد يتم تحويلهم من قبل المستشفيات الخارجية الأخرى، كما أنها تحاول دائماً إيجاد المكان للمواليد الذين تستدعي حالتهم الصحية ذلك.
وقال هشام محمد عبد الله، من سكان الشارقة، إنه رزق بمولود خلال الفترة الماضية في أحد المستشفيات الخاصة وأخبره الأطباء أن حالة المولود تستدعى بقاءه قرابة شهر في الحضانات، وأن عليه دفع مبلغ قد يصل إلى 70 ألف درهم للموافقة على ذلك، مشيراً الى أنهم نصحوه بالتوجه الى مستشفى القاسمي بالشارقة بالنظر لأسعار الحضانات فيها والتي تعد بسيطة قياساً باستغلال المستشفيات الخاصة، موضحاً أنه وبالتوجه إليهم أخبروه بأن الحضانات لديهم مشغولة بصورة مستمرة ومن الصعب توفير أي منها لاستقبال وليده نظراً لوجود حالات فيها تحتاج أيضاً الى نفس الرعاية التي يحتاجها وليده وهم ممن ولدوا في المستشفى.
ولفت إلى أنه اضطر الى إبقاء ابنه أسبوعاً في حضانة داخل مستشفى خاص كلفته أكثر من 15 ألف درهم ولم يكن أمامه أي خيار آخر.
وأشارت علياء السيد، من سكان الشارقة، إلى أنها وزوجها رزقا بمولود الشهر الماضي وتمت الولادة في مستشفى خاص وأخبرها الطبيب أن المولود يعتبر من الأطفال الخدج الذين يحتاجون الى رعاية ويجب وضعه أياماً عدة في حضانة، لافتة الى أن صدمتها كانت كبيرة لدى معرفتها أن سعر اليوم الواحد في الحضانة يتجاوز الألفي درهم، وهو مبلغ ليس في استطاعتهما تحمله، مما جعلهما يلجآن للاستعانة بمستشفى القاسمي بالشارقة، إلا أن الأطباء أخبروهما أن القسم “مكتمل العدد“ بصورة مستمرة وأن هناك كثيرين في مثل حالتهم، وعليه من الصعب إيجاد مكان لهم.
وطالبت أن يكون هناك اهتمام أكبر من قبل الجهات الخيرية والمتبرعين بشأن تزويد تلك المستشفيات بالحضانات، نظراً لأهمية الأمر والذي يعتبر تخفيفاً على الأسر حال استقبالهم مولوداً جديداً يحتاج للرعاية في بداية مولده.
4 آلاف مولود
من جهته، أكد الدكتور خالد خلفان بن سبت نائب المدير الفني لمستشفى القاسمي، واستشاري جراحة الأطفال في المستشفى، أن وحدة العناية المركزة للأطفال بالمستشفى تضم 18 حضانة وأنها كانت في السابق أقل من ذلك، وقامت وزارة الصحة بزيادتها، كما يوجد مسعى بزيادة 4 حضانات أخرى خلال الفترة المقبلة لتساعد في التقليل من الضغط المستمر عليها حالياً.
وقال إن تلك الحضانات مشغولة طوال الوقت نظراً للأعداد الكبيرة من الولادات التي يشهدها المستشفى، والتي تعتبر المستشفى الأكبر التابعة لوزارة الصحة والتي تغطي مساحة عمرانية كبيرة من أرجاء الدولة وتستقبل حالات كثيرة، حيث شهدت أكثر من 4 آلاف حالة ولادة خلال العام الماضي، وهو ما يؤكد الزحام الكبير على تلك الحضانات.
وقال إن من بين الحالات التي تحتاج الى الحضانات، الأطفال الخدج والأطفال ممن يحتاجون الى عمليات عند ولادتهم، وعليه بات من الطبيعي جداً أن يتم تقديم تلك الرعاية للأطفال الذين تتم ولادتهم داخل المستشفى، وهو أمر لا يعني رفض أي حالة تأتي من الخارج، بل لا تمانع إدارة المستشفى قبول أي مولود يحتاج الى ذلك إذا ما توفر له مكان.
وأضاف بأن الطبيب يضطر في كثير من الأحيان، وبعد التأكد من استقرار حالة المولود الى الإسراع في إخراجه من الحضانات كي يحل مكانه طفل آخر في حاجة إليها، وهو ما يحدث في كثير من الأحيان.
وطالب بن سبت بتعاون أكبر مع إدارات المستشفيات الخاصة للتخفيف قدر المستطاع على مستقبلي المواليد الجدد ممن تستدعى حالتهم الصحية البقاء في حضانات، والذي قد يتجاوز سعر اليوم الواحد لديهم في أغلب الأحيان الألفي درهم، وذلك للمساعدة بعض الشيء في حل تلك المشكلة، موضحاً أن سعر اليوم الواحد في حضانات مستشفى القاسمي يبلغ 100 درهم فقط وهو دعم كبير تقدمه الدولة للمراجعين وهو ما جعل الجميع يحاول الاستعانة بحضانات مستشفى القاسمي لحل مشكلتهم والتخفيف عليهم بعدم تحمل نفقات إضافية عند استقبالهم مواليد جددا.
عدد اليوم
