الرياض (الاتحاد)
سيكون التشيلي كارلوس فيلانويفا محور الاهتمام في المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، حينما يقود فريقه اتحاد جدة بمواجهة الفيصلي، في مباراة يتطلع من خلالها إكمال نجاحاته هذا الموسم، بحصد لقب يضيفه إلى رصيده.
ويمثل فيلانويفا قصة لاعب تم اعتباره استنفد كل ما لديه، وأصبح بحكم «المنتهي» بتقدير نادي الشباب سابقاً، ليتم تكريمه وإعلان رحيله عام 2016، بعد رحلة حافلة بالعطاءات في ملاعبنا بدأها عام 2009، لكن لم يكتب له الاستمرار بها، ليحزم حقائبه ويتوجه إلى جدة.
ومنذ انضمامه إلى الاتحاد قبل نحو عامين دخل اللاعب قصير القامة وصاحب المهارات العالية قلوب جماهير «الإتي» سريعاً، وتحول إلى حالة عشق امتدت لتشمل أرقاماً مميزه توجها بتدوين اسمه في السجل الشرفي للدوري السعودي للمحترفين، بعدما فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري لموسم 2017 - 2018، بالإضافة إلى فوزه بلقب أفضل لاعب وسط عن هذا الموسم.
ومر الاتحاد بظروف صعبة بسبب تراكم الديون وتعرضه لعقوبة انضباطية من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وحرمانه من التسجيل لفترتين على التوالي، لكن ذلك لم يحد من توهج التشيلي صاحب اللمسات السحرية والتمريرات الماكرة والتسديدات القاتلة، وباعث المتعة الكروية على المستطيل الأخضر كما وصفته وسائل الإعلام السعودية.
فيلانويفا الذي تحدى قواعد الكرة وتوافق مع جميع الظروف المحيطة بفريقه بفضل مهارته الرائعة، وقدرته على قلب موازين المباريات من أنصاف الفرص التي حولها لأهداف محققه أمام المرمى، دائماً ما يظهر في أحلك الظروف وأصعبها وينقذ فريقه في أصعب الظروف، حتى بات الرقم الصعب في الملاعب السعودية، ومن أهم الأسماء التي يعتمد عليها ابن بلده سييرا مدرب الاتحاد، في رسم خططه التكتيكية، ويتوقع أن يوكل له بمهام متنوعة في المباراة النهائية الليلة.
لم يأت اختيار صانع ألعاب الاتحاد كأفضل لاعب في الدوري السعودي للمحترفين للموسم الماضي مجاملة، كونه اللاعب الذي أسهم بشكل لافت في تخطي فريقه لعقبة الكوكب في الدور الـ32 من بطولة كأس الملك، بعدما استطاع تعديل النتيجة لفريقه في المباراة، وسجل هدفاً في الوقت الصعب، وعاد ليصنع هدف التفوق، بينما لم يتوقف عند هذا الحد حتى بعث الأفراح للمدرج الاتحادي، عندما سجل الهدف الأول أمام الاتفاق في الدور ثمن النهائي، وصنع الهدف الحاسم الذي نقل فريقه للدور ربع النهائي.
وفي مواجهة الشباب بربع النهائي خرج مصاباً في منتصف الشوط الأول، ليعود أكثر قوة في مواجهة نصف النهائي أمام الباطن، إذ قاد فريقه في مباراة مثيرة كان نجمها الأول بلا منازع، وظهر في الوقت الصعب معيداً فريقه لأجواء المباراة بعد تسجيل هدف التعادل، وعاد مرة أخرى لتعديل الكفة لصالح فريقه بتسجيل الهدف الثاني، وصنع الهدف الرابع، وأطلق رصاصة الرحمة في شباك الباطن بالهدف الخامس.
ولأن لغة الأرقام لا تعترف بالمجاملة، كان فيلانويفا الرقم الصعب في بطولة الدوري، وصنع أكثر من 49 فرصة تهديف محققة أمام المرمى لزملائه اللاعبين، لم يستغل منها سوى 7 فرص، وحرمت الإصابة عشاق المتعة من أنغامه الكروية بعدما غيبته عن 4 مواجهات هذا الموسم، من خلال 20 مباراة خاضها في منافسات الدوري، وجاء في المرتبة الثانية في صناعة أفضل الأهداف في الدوري بعد السوري جهاد الحسين لاعب التعاون، بينما استطاع زيارة شباك الخصوم في مسابقة كأس الملك في أربع مناسبات، وصنع خمسة أهداف خلال المباريات الأربع التي خاضها في المسابقة.
وأبدى فيلانويفا سعادته الغامرة بفوزه بأفضل لاعب في الدوري السعودي، والبالغة 250 ألف ريال سعودي وجائزة أفضل لاعب وسط وحاز على المبلغ نفسه، مبيناً أنه لم يتوقع الفوز بجائزتين في موسم واحد، ولكنه عاد ليؤكد أن الموسم الماضي كان من أفضل المواسم له في عالم المستديرة، لافتاً إلى أنه قدم خلاصة خبرته لصالح الاتحاد، وتمنى أن يتوج هذا العطاء بتحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وقال: لكي نسعد الجماهير الاتحادية التي وقفت مع الفريق، ولتتويج الجهد المبذول طوال الموسم الرياضي، كما أن الفوز باللقب سيمنحنا إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا في الموسم المقبل.
عدد اليوم
