الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف عبد العزيز بين «أسطرة» الوقائع ومعايشة الحلم في القصيدة

يوسف عبد العزيز بين «أسطرة» الوقائع ومعايشة الحلم في القصيدة
12 Apr 2012
بكلمات حميمة استعاد الشاعر يوسف أبو لوز ثلاثين عاما من التجربة الشعرية لجيل الثمانينات في الشعر الفلسطيني في الأردن، وهو يقدم صديقه وابن جيله في الشعر الشاعر يوسف عبد العزيز، في أمسية تنقل فيها الشاعر بين عوالمه المتنوعة، ضمن الأمسية التي أحياها في بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة القديمة مساء أمس الأول، وسط حضور ضعيف يشير إلى المستوى المتدني لحضور مثل هذه الأمسيات. الأمسية كانت مناسبة لاستعادة مناخات هذا الشاعر، في تنقله بين العام والخاص، بين الجمعي والفردي، وقدمه الشاعر أبو لـوز بذكريـات تبدأ مع منتصف السبعينيات من القرن العشرين، حين التقى مع يوسف عبدالعزيز في معهد دار المعلمين التابع لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، ثم تحدث عن يوسف بوصفه أحد أفراد ذلك الجيل الشعري الفلسطيني في الأردن يمثل كما يقول واحد “من أبناء شجرة الشعر الخضراء التي جلسنا تحت ظلالها في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وما زالت خضراء حتى الآن، فهو واحد من أبناء جيلي أنا وعمر شبانة وإبراهيم نصر الله وطاهر رياض وزهير أبو شايب”. ويقول أبو لوز عن صديقه ومجايله “لا يستعير يوسف ملح كتابته من التذهن، أو من العقل البارد أو المناسبة الباردة أو من الحادثة العابرة، إنه فوق ذلك كله، ولذلك أشعر أنا شخصيا بشيء من طراوة الماء في شعره، هذا الشعر الذي يمتلك قوة داخلية على جعل القارئ يلمس ويشم ويصغي ويرى ثم يرقص بإيقاع يشبه أنوثة المرأة وذكورية الرجل. صورته الشعرية هي نتاج ذاته واقتراحه الإبداعي وحده، ومن هنا تأتي فرادته وتكمن أصالته في غابة من الشعراء فيها ذئاب وأفاع وعقارب وفيها أيضا ملائكة وقديسون، هو ينحاز إلى الأبيض والشفاف والجميل في هذا العالم الذي يصنعه بيديه”. دلفنا إلى الأمسية، فكانت أجواء يوسف هي نفسها التي يعرفها كل من عايش تجربة هذا الشاعر منذ ما يزيد على ثلاثين عاما، منذ بداياته في مجموعته الأولى “الخروج من مدينة الرماد” التي كانت بداية قوية لشاعر في مطلع العشرينات من عمره، فصنع قصيدته من لحم الواقع والفنتازيا والحلم الرعب والكوابيس، صنع تجربة فريدة تجمع الوطن والإنسان في حالة من الاغتراب الكبير، اغتراب الفرد واغتراب الإنسان عن وطن غادره في طفولته، فظل يلاحقه في صوره وأشكاله كلها، حتى وهو يكتب عن المرأة/ الأنثى. في قصائد يوسف عبد العزيز تلتقي الهمسة بالصرخة، والمطر بالصحراء والشجر والقرى، في عالم تميزه قدرة على صنع صورة باهرة، تبدو لوهلة صورة ذهنية، أو داخلة في مجال العجائب والغرائب، لكنه صورة حية تجتمع فيها روح الشاعر ومعاناته، صورة تملك القدرة على “وقعنة” الحلم والرغبات، والقدرة في الآن نفسه على “أسطرة” الوقائع وتحويلها إلى عالم خارق خارج عن المألوف. لن ندخل في تفاصيل أمسية الشاعر وما ألقى من قصائد، ربما لكثرة ما ألفناها، لكننا في كل مرة نستمع إلى القصيدة ونكتشف فيها الجديد الذي يحتاج قراءات عدة لاكتشافه، فهي قصيدة تختزن ذاكرة متعددة الأبعاد، وتتطلب غوصا في روح الشاعر وقلبه ورؤيته إلى العالم، هذه الرؤية التي تميز قصيدته بين قصائد جيله العربي وليس الفلسطيني/ الأردني فقط.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©