الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تعبئة في دولتي السودان استعداداً لحرب جديدة

تعبئة في دولتي السودان استعداداً لحرب جديدة
12 ابريل 2012
دعا برلمان السودان ونظيره في دولة جنوب السودان المنفصلة حديثاً أمس السكان في كل من البلدين الى الاستعداد لحرب جديدة بينما تستمر المعارك منذ يومين على طول الحدود المشتركة بينهما في منطقة نفطية متنازع عليها. ففي الخرطوم، قرر المجلس الوطني السوداني (البرلمان) أمس وقف التفاوض مع جنوب السودان وسحب وفد الخرطوم المفاوض فوراً من اديس بابا. وقالت وكالة الانباء السودانية الرسمية إن “الهيئة التشريعية القومية بمجلسها الوطني والولايات قررت وقف التفاوض مع الجنوب وسحب الوفد المفاوض فورا”. وكانت هذه المحادثات شهدت تقدما كبيرا تمثل بالاعلان عن زيارة تاريخية مطلع ابريل الى جوبا للرئيس السوداني عمر البشير للقاء نظيره في جنوب السودان سلفا كير. وقد ألغيت الزيارة في نهاية المطاف بعد معارك جرت في 26 و27 مارس. واضافت الوكالة أن البرلمان السوداني قرر أيضا “إعلان التعبئة العامة لمجابهة الوضع الأمني الراهن”. وكان نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم يوسف، أعلن مساء أمس الأول “النفرة الكبرى” رداً على الاعتداء على منطقة “هجليج” من قبل دولة جنوب السودان، مؤكداً أن الأمر بات مسؤولية الدولة وستلقن الأعداء درساً لن ينسوه. ووجه في ندوة سياسية بالأبيض حاضرة شمال كردفان بتسيير لواء الردع اعتباراً من الأربعاء (أمس)، مشدداً على أنه “لا تفاوض مع دولة الجنوب”، وأن الأمر أصبح مسؤولية الدولة لحماية حدودها والدولة ستتحمل مسؤولياتها “وتلقن الأعداء درساً لن ينسوه” طوال حياتهم. وأوضح أن الجيش الشعبي يسعى ضمن خطته لاحتلال مناطق “تلودي وكادقلي والأبيض، إلا أن سعيهم سيخيب وأن الطابور الخامس سيموتون بغيظهم”. من جهته، دعا والي شمال كردفان أهل الولاية إلى إعداد العدة، قائلاً “إن الأبيض ستظل ثابتة وعصية ومتمسكة بالجهاد في وجه من يريدون أن تكون دولة الجنوب معولاً لهدم السودان”. وقال مستشار الرئيس السوداني، أحمد بلال، وممثل حكومة الأحزاب العريضة، إن الاعتداء على هجليج هو اعتداء على الأمة السودانية، وقال إن الحرب المفتعلة من قبل الجنوب تستهدف الإسلام في المقام الأول وليس المؤتمر الوطني”. وفي جوبا أكد رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني ايقا أن على شعب جنوب السودان الاستعداد من أجل الدفاع عن نفسه إذا ما سعى السودان “فعلا إلى الحرب”، داعيا النواب أمس إلى تعبئة السكان في هذا البلد الجديد. وقال ايقا إن “الخرطوم يمكن أن تسعى إلى حرب حقيقية.. وإذا لم تدافعوا عن انفسكم، سيتم القضاء عليكم، لذلك يتعين عليكم تعبئة الشعب ميدانيا ليكون على أهبة الاستعداد”. ميدانياً استمرت المعارك أمس على الحدود بين السودان ودولة الجنوب التي تواصل اتهام الشمال بشن عمليات قصف جوي. واتهمت وزارة الخارجية السودانية الجنوب بالتوغل في عمق أراضي الشمال في “أخطر” انتهاك لأراضيه منذ استقلال دولة الجنوب في يوليو 2011. وقال رحمة محمد عثمان أمام الصحفيين “أعتقد أنه الأخطر (توغل) منذ انفصال جنوب السودان وهذا يضر بمنطقتنا الرئيسية للانتاج النفطي”. وأوضح ان قوات جنوب السودان توغلت 70 كلم في الأراضي السودانية وأصبحت داخل منطقة هجليج النفطية، داعياً الأسرة الدولية إلى “الضغط على جنوب السودان لسحب قواته من هجليج بدون شروط مسبقة”. وأكد نائب مدير الاستخبارات العسكرية في جنوب السودان ماك بول أن جيش جنوب السودان اتخذ مواقع في حقل هجليج النفطي الذي يطالب به البلدان وانتزعته الخرطوم من جوبا أمس الأول. وقال لوكالة فرانس برس من بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الحدودية الغنية بالنفط في جنوب السودان إن “الجيش الشعبي لتحرير السودان اتخذ مواقعه في هجليلج وعمليات القصف مستمرة”. وأوضح أن القصف استمر طوال الليل. ويؤمن حقل هجليج النفطي قسماً كبيراً من إنتاج النفط السوداني منذ تقسيم البلاد. من جهة أخرى، نفى متمردون سودانيون أمس مساندتهم لجيش جنوب السودان في الهجوم على منطقة هجليج. وقال المتحدث باسم متمردي “الحركة الشعبية - قطاع الشمال” ارنو انتوقلو لودي لفرانس برس عبر الهاتف “ليس لدينا دخل بهذا نهائيا”. وكانت الخرطوم أعلنت أنها سترد بكل الطرق على الهجوم الذي قام به جيش جنوب السودان مدعوما بقوات التمرد على ثلاث مناطق في جنوب كردفان أبرزها هجليج”. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان إن” اعتداءات لقوات غاشمة تتبع لدولة جنوب السودان على السودان باتجاه مدينة هجليج تحركت من عناصر الجيش الشعبي والمرتزقة من داخل دولة جنوب السودان، يتقدمها الحقد وسوء النية والرغبة المتجذرة في تواصل الحرب”. وأكد الصوارمي أن المعارك لا تزال حامية الوطيس ولم ينجل موقفها بعد. وقال البيان “إن الاعتداء يأتي تجاوباً للرغبات المتصلة لرئيس دولة جنوب السودان؛ سلفا كير ميارديت، وآماله في استمرار أمد الحرب بين السودان ودولة جنوب السودان بما يكرس لقطيعة تدوم واعتدت قوات غاشمة تتبع لدولة جنوب السودان على حدودنا الجنوبية باتجاه مدينة هجليج”. وقال الصوارمي في بيان للشعب السوداني “إن هزيمة الحركة الشعبية في أبيي وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان لم تكن رادعاً لها لإيقاف نواياها العدوانية البغيضة، فبينما لا تزال المعارك الآن حامية الوطيس ولم ينجل موقفها بعد فإن قواتكم المسلحة الباسلة المظفرة تعدكم بنصر جديد على من أسماهم فلول الغدر والخيانة في معركة سيدفع ثمنها كل من سولت له نفسه التعدي على مقدرات البلاد”. وقال مراسل قناة “الجزيرة” الإخبارية القطرية في الخرطوم؛ المسلمي الكباشي، إن الهجوم الجنوبي تم بقيادة رياك مشار، نائب رئيس جنوب السودان، كان كبيراً ومن ثلاثة محاور، وإنه أوقع خسائر كبيرة جداً. وأضاف أن سيطرة دولة جنوب السودان على منطقة نفطية مهمة تابعة للسودان تطور كبير من جانبها، وأنه قد يضع في يدها ورقة قوية للمفاوضات، كما أن الخيارات محدودة أمام الحكومة بالخرطوم لأن استخدام سلاح الطيران لاستعادة السيطرة بهذه المنطقة سيشكل خطراً على مصادر النفط. ونقل مراسل “الجزيرة نت” عن مصادر بالمنطقة قولها إن العاملين بحقول النفط السودانية بالمنطقة قد غادروها بعد إغلاق آبار البترول تحسباً لأي أضرار قد تلحق بها. كما تمكنت قوات سودانية من إجلاء عمال نفط آخرين إلى مواقع أخرى. ويقاتل متمردو الحركة الشعبية شمال السودان الذين ينتمون لقومية النوبة الافريقية الحكومة السودانية منذ يونيو الماضي. كما اتهم السودان متمردي حركة العدل والمساواة في دارفور بالقتال الى جانب قوات جنوب السودان على الحدود بين البلدين. إلا أن المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم بلال قال عبر الهاتف من لندن “هذا قتال بين السودان وجنوب السودان”. وأضاف بلال “لسنا طرفاً في هذا النزاع رغم أن قواتنا لديها وجود في جنوب كردفان”. وينفي جنوب السودان مساندته للمجموعات المتمردة في السودان. وبعد اندلاع الاشتباكات الحدودية مطلع هذا الشهر قال بيان صادر عن البيت الأبيض في واشنطن إن الرئيس الأميركي باراك اوباما طلب من رئيس جنوب السودان سيلفا كير أن يتحلى بأقصى حالات ضبط النفس وبألا يتورط في دعم الحركات المتمردة في جنوب كردفان.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©