46 قتيلاً بغارات ومعارك الجيش اليمني و «القاعدة»

استمرت المعارك لليوم الثالث على التوالي في لودر بجنوب اليمن بين مقاتلي القاعدة الذين يحاولون السيطرة على المدينة والمقاتلين المدنيين المدعومين من الجيش، وقد أسفرت مواجهات وغارات جوية أمس عن 46 قتيلا بحسب مصادر محلية. وقال مصدر محلي لوكالة فرانس برس إن “29 عنصرا من القاعدة قتلوا في المعارك” بينما أكد مصدر من “لجان المقاومة الشعبية” التي تحارب القاعدة أن “خمسة من الشباب الذين يدافعون عن لودر قتلوا”. وذكر مصدر من اللجان أيضا أن مسلحين سلفيين يشاركون في المعارك ضد القاعدة وان مقاتلي اللجان يحتجزون “16 أسيرا من القاعدة بينهم قياديان محليان الأول يدعى (حردبة) والآخر يدعى (دارديس)”. وأشار إلى أن “المعارك متواصلة بالأسلحة الرشاشة والجيش يقصف من الجبال المجاورة بالأسلحة المدفعية”. وذكر هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الاشتباكات أسفرت أيضا عن سقوط 16 جريحا من رجال المقاومة الشعبية وأن بين قتلى اللجان مسؤولا محليا سابقا. وقال إن ضحايا لجان المقاومة “سقطوا جراء سقوط قذيفة أطلقها عناصر القاعدة من جبل الحمراء شمال لودر”. من جهة أخرى، أفاد سكان وشهود عيان أن طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية أغارت مساء أمس أربع مرات على منطقة العين جنوب لودر. وأفاد شهود أن 12 عضوا في القاعدة قتلوا في الغارات وشوهدت جثثهم تنقل من المكان. وقد أكد مصدر محلي هذه الحصيلة. وذكر احد الشهود لوكالة فرانس برس أن مقاتلي القاعدة الذين كانوا ينتشرون بالقرب من المدخل الجنوبي للودر فروا وتحصنوا في جبل العكر المجاور. وكانت مصادر محلية أكدت في وقت سابق أمس أن الاشتباكات العنيفة تجددت صباحا عند المدخل الجنوبي للودر بالقرب من محطة الكهرباء، وهي نقطة كانت شهدت مواجهات دامية الثلاثاء. وأشارت المصادر إلى أن “القاعدة لا تزال تصر على السيطرة على المدينة” الاستراتيجية التي تقع في نقطة الوصل بين عدة محافظات جنوبية، وهي تطوقها دون السيطرة على مداخلها. ويتركز القتال في شمال وشرق وجنوب لودر الواقعة في محافظة ابين الجنوبية التي يسيطر تنظيم القاعدة على قطاعات واسعة منها منذ نهاية مايو الماضي، لاسيما على عاصمتها زنجبار التي تبعد 150 كلم عن لودر. وأكد مصدر عسكري أن الجيش الذي انسحب من جبهة المعركة الاثنين وترك الساحة للمقاتلين المدنيين، عاد لينشر فجر أمس ثلاث دبابات وعدة مركبات عسكرية لمساندة لجان المقاومة الشعبية. وبذلك تكون حصيلة قتلى المعارك في لودر ارتفعت منذ اندلاعها صباح الاثنين إلى 156 قتيلا على الأقل بينهم 14 عسكريا على الأقل. وكانت تلك الاشتباكات اندلعت صباح الاثنين عندما هاجم مسلحو القاعدة ثكنة ياتوف العسكرية شرق مدينة لودر. وقد انسحب الجيش في اليوم نفسه من الثكنة وركز على القصف المدفعي من ثكنته الرئيسية على جبل مطل على لودر من الناحية الجنوبية. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها الإلكتروني أمس إن قوات من الجيش، مدعومة بمليشيات قبلية محلية، وجهت “ضربات موجعة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة خلال الساعات الماضية في مدينة لودر”، مؤكدة مقتل “عدد من قيادات وعناصر التنظيم”، بينهم سعوديون وصوماليون وباكستانيون، في “قصف مدفعي”، استهدف أسفل جبل “زارة”، ومناطق أخرى. وذكر سكان محليون في “لودر”، لـ«الاتحاد» أن المدير السابق لمديرية “لودر”، محمد جعبل، وهو شخصية اجتماعية بارزة في أبين، قُتل، ظهر الأربعاء، إثر سقوط قذيفة هاون على سيارته بالقرب من معسكر اللواء 111 مشاة. وأوضحوا أن المسلحين الذين يحاولون منذ ثلاثة أيام اقتحام البلدة قصفوا عددا من منازل الأهالي ما أدى إلى تضررها بشكل جزئي. إلى ذلك، قال مصدر بالسلطة المحلية لـ”الاتحاد” إن الجيش ومليشيات المقاومة الشعبية “سينتصرون” على تنظيم القاعدة، لافتا إلى توافد “مجاميع كبيرة” من رجال القبائل المحلية، خصوصا من قبيلة “العواذل”، لنجدة أهالي “لودر”، ومساندة القوات الحكومية في قتال “القاعدة”، الذي توعد قبل أيام، باستعادة السيطرة على هذه البلدة، التي كانت حتى يوليو من العام الماضي، واحدة من أبرز معاقله في أبين. وذكر مصدر محلي آخر بأن رجال المقاومة الشعبية تمكنوا من أسر اثنين من قيادات تنظيم القاعدة خلال المواجهات التي دارت أمس (الأربعاء) على مشارف بلدة “لودر”. وأوضح المصدر أن الأسيرين هما مسؤول تنظيم القاعدة في بلدة “شقرة”، جنوب أبين، أحمد دراديش، وقيادي آخر يدعى عادل حردبة. وأعلن “ملتقى شباب لودر”، وهو تكتل شبابي محلي يساند المليشيات القبلية في حربها على “القاعدة”، إن 150 من أبناء بلدة “لودر”، ينتمون إلى الجماعة السلفية، ويدرسون حاليا في “دار الحديث” ببلدة “دماج” بمحافظة صعدة (شمال)، مركز هذه الجماعة المتشددة، “سيصلون إلى لودر للدفاع عن مدينتهم من تلك العناصر الإرهابية”، حسبما أفادت صحيفة “أخبار اليوم” اليمنية الأهلية، في عددها الصادر أمس الأربعاء.