إطلاق حملة للتصدي لمشكلة الطلاق وتشجيع الزواج بين المواطنين والمواطنات

أطلقت «صندوق الزواج» أمس حملته التوعوية الثالثة تحت شعار "نحو أسرة آمنة مستقرة"، في محاولة للتصدي لمشكلة الطلاق داخل المجتمع الإماراتي، متوجهة عبر مجموعة من وسائل الاتصال الإعلامية والتكنولوجية إلى الشباب المواطن لتهيئتهم لحياة زوجية مستقرة. وتهدف الحملة التي أطلقتها أمس الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة ورئيس مجلس إدارة صندوق الزواج وتستمر لمدة شهر إلى تشجيع زواج المواطنين من مواطنات عبر التأكيد على أثر ذلك في بناء أسرة أكثر استقرارا تنعكس على ثقافة الأبناء وتنشئتهم. كما تهدف إلى إقناع الشباب بترشيد الانفاق سواء تعلق الأمر بالمهور أو الأعراس الجماعية، وإبراز النتائج الإيجابية لسيادة القيم والممارسات الأخلاقية في المحيط الأسري مثل الاحترام المتبادل بين الزوجين، وتنمية روح الود والألفة والتسامح. كما يسعى الصندوق من خلال حملته الثالثة التي تأتي تكميلية للحملتين الإعلاميتين السابقتين إلى تقديم صورة واقعية عن أنشطة الصندوق وخدماته الرامية لتحقيق الاستقرار الأسري، وخدماته في مجال الإرشاد الأسري. وأكدت الشامسي في مؤتمر صحفي أمس على أهمية الاستقرار الأسري في دولة الإمارات، وأحد أهم القضايا المجتمعية التي تتطلب تعاون مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة والأهلية لتحقيق الاستقرار الأسري. وأشارت الشامسي إلى أن الأسرة الإماراتية تعيش اليوم في ظل بيئة ثقافية وإعلامية مفتوحة ومغايرة لما تعودت عليه في الماضي، إضافة إلى أن أنماط القيم تغيرت وتزايدت معدلات نمو الأسرة النواة على حساب الأسرة الممتدة التي كانت تجمع العائلة بكل ما تعنيه من تواصل بين الأجيال وتعزيز قيم وأخلاقيات روح الجماعة المتماسكة. وأوضحت الشامسي أن الحملة الثالثة اعتمدت رؤية جديدة تقوم على انتاج تسعة أفلام اعلانية لتذاع في معظم القنوات والمحطات التلفزيونية والإذاعية، فضلا عن تنظيم حلقات نقاشية ومنتديات حوارية تشارك فيها مؤسسات معنية بأهداف الحملة والتي تصب بالمحصلة في الحفاظ على الأسرة باعتبارها أهم خلية في المجتمع. وعلى هامش إطلاق الحملة، أوضحت الشامسي أن نسبة الطلاق بين المستفيدين من منح الصندوق لا تتجاوز حاليا النصف في المائة، عازية ذلك إلى تكثيف حملات التوعية والمحاضرات التي تركز على أهمية استقرار الأسرة، موضحة أن الفئة المستهدفة من هذه الحملة هي الشباب المواطن في الدولة كافة وليس فقط المستفيدين من منح الزواج. وأوضحت الشامسي أن تنفيذ الحملة هو ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والمتمثلة في أن يكون لصندوق الزواج دور فاعل في المساهمة في تكوين الأسرة الاماراتية القائمة على أسس سليمة لتحقيق التماسك والاستقرار. وفي إطار خطة المركز لتحفيز الشباب على الإقبال على الأعراس الجماعية، قالت الشامسي إن الصندوق يعمل خلال الشهرين المقبلين على تهيئة الفتيات لتقبل فكرة العرس الجماعي، وبما يخفف من نفقات الزواج، لاسيما أن عرس النساء أكثر كلفة من عرس الرجال، متوقعة أن يشهد عام 2010 أول عرس جماعي للنساء. وقالت الشامسي إن الصندوق ومن خلال العرس الجماعي سيتيح المجال أمام الشباب ممن لا تنطبق عليهم شروط الحصول على منحة الصندوق بالمشاركة بالعرس الجماعي لتقليل نفقات الزواج، موجهة دعوة إلى القطاع الخاص ورجال الأعمال لمساندة صندوق الزواج في تنظيم الأعراس الجماعية في أي إمارة من إمارات الدولة. وتستهدف الحملة الثالثة المتزوجين حديثا من أبناء الإمارات لاسيما وأن معدلات الطلاق تتزايد خلال السنوات الخمس الأولى عقب الزواج، والمقبلون على الزواج لتهيئتهم لحياة زوجية مستقرة، وحثهم على عدم المغالاة في المهور ونفقات الأعراس، فضلا عن استهدافها المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية، والمؤسسات الاتحادية والأهلية والخاصة لحثها على الدخول في شراكة استراتيجية مع الصندوق لتحقيق مصالح مشتركة. ويتوقع الصندوق تحقيق درجة أعلى من الوعي الأسري بين الفئات المستهدفة من الحملة يتعزز من خلاله مفهوم الأسرة ومتطلبات الاستقرار، سواء على مستوى الانفاق الزواجي أو أسلوب المعاملة، ومعايير اختيار الزوجة. وتحقيق درجة أعلى من الاتجاه الايجابي نحو الاسرة المستقرة ينعكس على حسن المعاملة الزوجية، وتبني ممارسات ايجابية نحو الأبناء، وبما يحد من المخالفات الزوجية ومعدلات الطلاق وزيادة الزواج من المواطنات مقارنة بغيرهن، وفضلا عن تحقيق المزيد من الإدراك الإيجابي والصورة المتميزة لصندوق الزواج كمؤسسة اجتماعية وشريك رئيسي في التنمية الاجتماعية المستدامة. أفلام درامية تعتمد الحملة لتحقيق أهدافها على إنتاج أربعة أفلام درامية مدة كل منها 45 ثانية سيبثها الصندوق عبر القنوات التلفزيونية الثلاث (أبوظبي، دبي والشارقة) بمعدل 120 مرة خلال الشهر الحالي. كما سيتم انتاج أربعة أفلام خدماتية تعرض صورة واقعية لصندوق الزواج والخدمات التي يقدمها، إضافة إلى فيلم وثائقي يعرض الجوانب القانونية والإدارية للصندوق ومستقبله، وحلقات نقاشية تتناول مواضيع الانفتاح الثقافي والاستقرار الأسري، ومعايير اختيار الزوجة وأثرها في الاستقرار الأسري