نظام عالمي لإدارة مواقف السيارات في أبوظبي قريباً

أكد معالي عبدالله العتيبة رئيس دائرة النقل في أبوظبي التزام الدائرة بوضع الخطط الضرورية لتوفير مواقف كافية للسيارات في جزيرة أبوظبي، عبر تبنّي أحدث الأفكار والتقنيات والحلول وبذل كافة الجهود اللازمة لدفع عجلة التنمية المستدامة في الإمارة “لنرى في المستقبل القريب نظاما عالميا فعالا وذا كفاءة عالية في إدارة مواقف السيارات”. وقال معاليه في افتتاح فعاليات “المؤتمر الثاني لمواقف السيارات في الشرق الأوسط” الذي انطلقت فعالياته في أبوظبي أمس، إن الدائرة لمست خلال وقت قصير على بدء تطبيق خطة “مواقف” المتكاملة لإدارة مواقف السيارات في مدينة أبوظبي، تحسناً ملحوظاً في أعداد المواقف في أكثر المناطق ازدحاماً في المدينة. وأضاف العتيبة أن دائرة النقل في أبوظبي حققت خلال شهر واحد على إطلاق “مواقف” نجاحاً منقطع النظير، لافتاً إلى أن هذه الخطوة هي أحد العناصر الرئيسية لخطة النقل البري التي جرى تصميمها لحل المشكلات المرتبطة بقلة عدد مواقف السيارات بشكل منظم وآمن وذي كفاءة عالية في العاصمة. ولفت معاليه إلى تلقي الدائرة ردود أفعال إيجابية من مختلف شرائح الجمهور على خدمة “مواقف” رغم أنه لم يمر شهر واحد فقط على إطلاقها، حيث تحمس الجمهور لهذه الفكرة على اختلاف شرائحه. وأعرب العتيبة عن سعادة دائرة النقل برؤية الجمهور يستفسر عن خططها المقبلة، متوقعاً أن يتفهم أصحاب المركبات بشكل أفضل خطة إدارة المواقف مع نهاية العام الجاري، وأن تحظى الدائرة بدعمهم الكامل في تدفق الحركة المرورية ضمن مدينة أبوظبي. وأشار إلى أن “مواقف” تقدم حلولا قصيرة ومتوسطة الأجل، وذلك من خلال زيادة عدد المواقف في بعض المناطق الرئيسية وسط العاصمة من خلال وضع أجهزة دفع صديقة للبيئة بغية حث المستخدمين على تقليل وقت الاستخدام، وبالتالي تمكين أكبر عدد من الأشخاص من الاستفادة من الموقف الواحد على مدار اليوم، إضافة إلى وقف التعديات التي تحصل عادة على المواقف العمومية كوضع السيارات فيها لعدة أيام. وكانت دائرة النقل أعلنت مؤخراً عن البدء بتنفيذ خطة “مواقف” على مدى عامين بتكلفة تزيد على مليار درهم، وكشفت لـ”الاتحاد” عن عزمها طرح مزايدة ضمن هذه الخطة لبناء مبنيين للمواقف متعددا الطوابق يعملان بالنظام الآلي، بالإضافة إلى طرح مناقصة لبناء مبنيين معدنيين للمواقف بنهاية شهر نوفمبر الجاري، على أن تجهز هذه المباني الأربعة خلال 8 أشهر إلى سنة، على أن يوفر كل مبنى 300 موقف. تهيئة البنية التحتية قال معالي رئيس دائرة النقل في أبوظبي إن القيادة الرشيدة للدولة تنظر إلى مسيرة نمو وتطور العاصمة بشكل “براجماتي” فريد من نوعه، وبنظرة تقوم على تهيئة البنية التحتية لتستجيبَ بفعالية للاحتياجات المتغيرة للاقتصاد المتنامي بشكل مستمر، مع الاستجابة لتزايد عدد السكان والنمو الهائل الذي طال جميع جوانب الحياة. وأضاف معاليه أن تطوير شبكة طرق حديثة ووضع نظام نقل مبتكر وتنظيم مواقف السيارات باتت من الأمور الملحة التي تتطلب استجابة قصوى تواكب مسيرة التنمية بمجملها التي تشهدها أبوظبي. وأكد أن إطلاق الخطة الشاملة للنقل البري جاء بهدف وضع الخطوط العريضة لتطوير النقل في الإمارة، حيث إنها تمهد الطريق لاتباع سياسات وإجراءات استراتيجية لتحسين هذا القطاع الحيوي. وأشار العتيبة إلى أن خطة النقل البري الشاملة تعد جزءاً من استراتيجية أكبر وأعم تضع في مقدمة أولوياتها تطوير عاصمة خضراء أقل ازدحاماً وأكثر اخضراراً تماشياً مع خطة أبوظبي لعام 2030. وتهدف الخطة إلى رسم معالم أبوظبي الحضارية والارتقاء بالعاصمة إلى مصاف العواصم العالمية من حيث انسيابية الحركة المرورية وتطور نظام النقل والخدمات المميزة والمساحات الخضراء الشاسعة والبيئة الخلابة للعيش وإقامة الأعمال في أحد أفضل الأماكن على خريطة السياحة العالمية. ولفت العتيبة إلى الزيادة المطردة في أعداد المركبات وازدحام الطرقات التي تعاني منها أغلب المدن العالمية، بما فيها أبوظبي التي تشهد نهضة عمرانية واسعة وزيادة سكانية ملحوظة كانت لها تبعات مؤثرة مثل بقية المدن الأخرى في العالم الأمر الذي نجم عنه نمو مشكلات كبيرة، وعلى رأسها مشكلة مواقف السيارات وسط العاصمة. وأظهرت الدراسات بحسب العتيبة، ازدياداً في أعداد المركبات المسجلة في الإمارة ما بين الأعوام 2005 وحتى 2008 بمعدل 16% سنوياً، كما أظهرت ارتفاع نسبة أعداد الأشخاص الحاصلين على رخصة القيادة بمعدل 10% سنوياً. وأوضح العتيبة أن هذا الازدياد المتسارع أدى إلى قلة أعداد المواقف، مشيراً إلى أنه زاد من حدة هذه المشكلة استخدام البعض للمواقف بطريقة خاطئة وعبثية، حيث نمت ظاهرة الوقوف العشوائي في الإمارة بشكل يخشى أن يؤثر على تطور وتنمية المدينة والمظهر الجمالي العام. ونوه العتيبة إلى أن دائرة النقل في أبوظبي بتوجيهات القيادة الرشيدة استجابت للمتطلبات والاحتياجات الحالية والمستقبلية للإمارة في هذا الخصوص، ووضعت يدها بيد بلدية مدينة أبوظبي والقيادة العامة لشرطة أبوظبي ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وخطت خطوات مبدئية نحو توفير نظام عالمي لإدارة مواقف السيارات في العاصمة الإماراتية. وأشار إلى أن هذه المبادرة جاءت في إطار استراتيجية دائرة النقل طويلة الأمد الرامية إلى تقديم حلول لمشكلة ازدحام مواقف السيارات المتنامية والتي يعاني منها سكان المدينة بشكل يومي. واعتبر العتيبة أنه كما هي الحال مع أي مشروع، فإن النجاح يتوقف على عوامل كثيرة لتحقيق أهدافه وأغراضه، لافتاً إلى أن استراتيجية دائرة النقل واضحة وتقوم على تعزيز التعاون مع الشركات الخاصة والدوائر الحكومية وتوحيد الجهود لنرى طموحاتنا حقيقة على أرض الواقع تماشياً مع خطة أبوظبي 2030. يشارك في فعاليات المؤتمر الذي يمتد على مدى 3 أيام، دوائر حكومية من أكثر من 5 دول، بينها مؤسسات ودوائر محلية من مختلف إمارات الدولة. ويتمحور المؤتمر الذي نظم على هامشه معرض لأجهزة الدفع الآلي، حول صناعة مواقف السيارات حيث يتحدث مشاركون من الإمارات والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وبريطانيا وجنوب إفريقيا عن أحدث ما توصلت إليه هذه الصناعة من حلول وأنظمة إدارة وابتكارات وتطبيقات