الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

6 طرق لاكتشاف المكونات الرئيسة لتاريخ الحضارة الأوروبية

6 طرق لاكتشاف المكونات الرئيسة لتاريخ الحضارة الأوروبية
11 مايو 2018 21:08
إيهاب الملاح (القاهرة) «أوروبا تاريخ وجيز»، عنوان الكتاب الذي ترجمه إلى العربية، وصدره بمقدمة تفصيلية شارحة للوزير المصري السابق الدكتور محمود محيي الدين، وهو من تأليف المؤرخ الأسترالي الشهير جون هيرست، والمتوفى مطلع عام 2016. هيرست كان أستاذاً بجامعة «لاتروب» في «ملبورن» بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة «أديليد»، كما كان زميلاً للأكاديمية الأسترالية للعلوم الاجتماعية. وبجانب نشاطه الأكاديمي كان منخرطاً في الحياة العامة مستشاراً لرئيس الوزراء وعضواً في لجان ومجالس ثقافية وتعليمية. عُرف هيرست مؤرخاً للتاريخ الاجتماعي والسياسي، واختص أستراليا بجُل إنتاجه العلمي، ونشط في التعريف بهذا التاريخ مُعلقاً وكاتباً، اشتُهر بتبسيط الموضوعات لغير المتخصصين. أما كتابه هذا؛ فهو نتاج مشروع تبناه المؤلف لتعريف الشباب وطلبة الجامعات والأستراليين عموماً بتراثهم الثقافي الأوروبي، وبأصولهم التاريخية الممتدة للجذور الأوروبية. تجاوز جون هيرست المهام التقليدية المهمة للأستاذ الجامعي، والتي أداها كما ينبغي تعليماً وبحثاً؛ إذ قام بجهد تطوعي للمساهمة في الحركة الثقافية ببلده، وتراه مُنشغلاً بقضية هوية مواطنيه. وترى هذه الضرورة منعكسة في طريقة تناول المؤلف للتاريخ الأوروبي، فهي ليست مجرد سرد لموضوعات وحوادث وأحداث مهمة شكَّلت ماضي أوروبا، وأثرت في حاضرها، وتُساهم في مواجهة تحديات في مستقبلها، لكنها تُذكره بقِيَم تقدم أوروبا وأُسس حضارتها ومناهج تطورها. وهي أيضاً مذكرة لما يترتب على الانحراف عن تلك القيم والأسس من أزمات كبرى وصراعات ونزاعات شهدها تاريخ أوروبا السحيق والحديث. الجديد في هذا الكتاب، كما يكشف مؤلفه ومترجمه معاً، هو أسلوب تناوله لمجريات الأحداث، فهو كتاب صغير ينتمي لما يُعرف بالتاريخ الكبير، كمنهج يتتبع التطورات والأحداث لفترات زمنية طويلة، مستخدماً أكثر من زاوية علمية في التحليل. فالكتاب غير معني بتناول موضوعات التاريخ كقصص لها بداية وعُقدة ونهاية سعيدة أو تعيسة، لكنه يركز على المكونات الرئيسة للحضارة الأوروبية، وكيفية تفاعل هذه المكونات مع تطورات التاريخ، تأثيراً وتأثراً عبر الزمن. ومع ذلك، لا يخلو الكتاب، من رواية وقائع تاريخية ذات دلالة بأسلوب قصصي رغم ما تنطوي عليه من مآسٍ إنسانية كواقعة اغتصاب «لوكريس» التي صعَّدت التمرد على الملكية وإقامة الجمهورية في روما أو قصة إعدام ولدَي «بروتوس» اللذيْن وافق على إعدامهما إعلاءً لقِيَم الجمهورية، أو واقعة قسم أبناء «هوراتي» الثلاثة الذين ذهبوا للمبارزة، فعاد واحد منهم فقط، ففقدت العائلة اثنين من أبنائها، وخطيباً لابنتهم كان في جانب العدو فقُتل على يد أحد أشقائها من أجل روما، ولما رآها شقيقها العائد تنتحب على خطيبها المقتول بدلاً من الفرح بالنصر، قتلها هي أيضاً من أجل روما. ويروي الكتاب تاريخ أوروبا ست مرات، لكنْ من زاوية مختلفة في كل مرة؛ فيما يشبه تقنية التعددية الصوتية في الكتابة الروائية. يقول المؤلف: «هذا الكتاب يستند إلى مجموعة من المحاضرات أعددتها لتعريف طلبة الجامعات بالتاريخ الأوروبي. لم أبدأ المحاضرات منذ بداية التاريخ الأوروبي ثم أنهيها بنهايته، بل قمت بإعطاء الطلبة نظرة عامة ثم عدت إليهم بمزيد من التفاصيل. تستعرض المحاضرتان الأوليان مجمل التاريخ الأوروبي. فيما يمكن اعتباره فعلاً التاريخ الوجيز لأوروبا. أما المحاضرات الست التالية فقد كان لكل واحدة منها فكرة رئيسة، بهدف تعميق الفهم للفكرة واختبارها بعمق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©