الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير يأمر من جوبا بفتح الحدود البرية

البشير يأمر من جوبا بفتح الحدود البرية
13 ابريل 2013 14:30
جوبا (وكالات) - قام الرئيس السوداني عمر البشير أمس بزيارة قصيرة إلى جوبا هي الأولى إلى جنوب السودان منذ استقلال هذا البلد في يوليو 2011، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوتر بين البلدين. ولم تستغرق زيارة البشير التي أعلن عنها وألغيت مرارا منذ سنة، سوى بضع ساعات حيث عاد إلى الخرطوم عصرا. وفي جوبا أعلن الرئيس السوداني فتح الحدود البرية بين البلدين أمام حركة التجارة مؤكدا أن زيارته بداية لتطبيع العلاقات والتعاون عبر الحدود. وقال البشير في خطاب وقد وقف إلى جواره سيلفا كير إن زيارته بداية للتعاون وانه أصدر توجيهاته للسلطات السودانية والمجتمع المدني بالانفتاح على «الأشقاء» في جمهورية جنوب السودان. وقال البشير إنه أصدر تعليمات بفتح الحدود مع الدولة الوليدة أمام حركة المرور البري. وفي خطاب خلال جلسة المحادثات المشتركة لوفدي السودان وجنوب السودان قال البشير «الأجواء الإيجابية التي أحدثها التوقيع على تنفيذ المصفوفة مهدت لهذه الزيارة التي تؤشر على بداية لتعاون بناء في طريق تطبيع العلاقات بين البلدين.» وأضاف «إعادة استئناف ضخ النفط يعد نموذجا للتعاون المشترك .. وتم الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد بالبلدين من أجل رفاهية شعبينا وفى هذا المقام أوجه كافة أجهزة الدولة بالسودان والمجتمع المدني للانفتاح على إخوانهم...بجنوب السودان حتى يكون اتفاق التعاون واقعا يمشى بين الناس هذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين وأوجه بفتح كل المعابر الحدودية الجاهزة للتواصل». ومن جانبه صرح كير بأنه اتفق مع البشير على مواصلة الحوار لحل كل الخلافات بين البلدين. وقال كير «أنا والرئيس اتفقنا على تنفيذ كل اتفاقات التعاون». وقال كير «هذه أول زيارة للرئيس البشير بعد استقلال جنوب السودان واتفقنا أنا والرئيس البشير على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون التي وقعت في شهر سبتمبر الماضي واتفقنا سويا أن بعض القضايا تحتاج لمزيد من النقاش ولم نتفق حولها بعد وتحتاج لحوار مثل ترتيبات الوضع النهائي لمنطقة أبيي وتشكيل مجلس منطقة أبيي وطالبنا ببدء تسديد نصيب أبيي من عائدات النفط المستخرج بالمنطقة وإعطاء الجنوب أيضاً نصيبه من نفط أبيي. ولم نتفق بعد حول وضع شركة سودابت...ولكن اتفقنا على مواصلة الحوار لنصل لاتفاق كامل اتفقنا على استتباب الأمن في المناطق منزوعة السلاح وجعل الحدود مرنة ومفتوحة للناس والبضائع». وبعد اجتماعهما في القصر الرئاسي خلع البشير -الذي دعا كير لزيارة الخرطوم- ملابسه الرسمية ليرتدي جلبابا أبيض أدى به صلاة الجمعة في المسجد الكويتي بوسط جوبا. وقال البشير أمام 400 من المصلين إنه جاء إلى جوبا لأن البلدين يتمتعان الآن بأكبر فرصة لتحقيق السلام مضيفا أنهما لن ينجرفا إلى الحرب مجددا. وكان البشير وصل إلى عاصمة جنوب السودان في الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي حيث كان في استقباله نظيره سيلفا كير الذي قدم له أعضاء حكومته، وبعد عزف النشيدين الوطنيين توجه الرئيسان إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات لم يكشف مضمونها على الفور. وأفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا) بأن البشير ترأس «وفدا رفيع المستوى» يضم وزراء الدفاع والداخلية والنفط وقائد الاستخبارات السودانية. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية بمناسبة زيارة الرئيس السوداني منذ مساء أمس الأول في جوبا، وباستثناء السيارات الرسمية لم يسمح لأي سيارة بالسير في شوارع العاصمة التي انتشر فيها عدد كبير من رجال الشرطة كما خضع المارة أيضا إلى عمليات تفتيش. وهذه أول زيارة يقوم بها البشير إلى جنوب السودان منذ المواجهات الحدودية بين البلدين في ربيع 2012 التي كان يخشى أن تؤول إلى استئناف النزاع على نطاق واسع بين جوبا والخرطوم. وقد نال جنوب السودان استقلاله بعد حرب أهلية طويلة استمرت عقدا (1983-2005) بين حركة التمرد التي كان كير من قياديها وسلطة الخرطوم التي كان البشير احد قادة جيشها قبل أن يتولى الحكم في 1989. وانتهت المواجهات في نهاية 2005 بالتوقيع على اتفاق سلام أدى إلى انقسام السودان لكنه ترك العديد من المشاكل عالقة. ومنذ استقلال جنوب السودان ما زالت عدة خلافات تنغص العلاقات بين العدوين السابقين لا سيما قضايا رسم الحدود المشتركة في منطقة أبيي المتنازع عليها ومسالة النفط. وورثت جوبا ثلاثة أرباع الاحتياطي النفطي في السودان قبل تقسيمه، لكن لم يتوصل البلدان حتى الآن إلى اتفاق حول ما يجب أن تسدد الخرطوم لجوبا مقابل نقلها النفط في أنابيبها وتصديره. وتسبب هذا الخلاف النفطي في يناير 2012 في توقف جنوب السودان الذي كان غاضبا لان السودان اقتطع منع نفطا لدى نقله في أنابيبه، عن الإنتاج فجأة، وكان لذلك التوقف انعكاسا سلبيا جدا على اقتصاد البلدين. ودارت مواجهات عند حدود البلدين في ربيع 2012 بين الجيشين في منطقة هجليج حيث حقول النفط الشمالية. وتأتي زيارة البشير بعد توقيع البلدين على اتفاق في أديس أبابا في مارس سمح بتحديد جدول زمني لتحريك العلاقات الثنائية واستئناف إنتاج النفط في جنوب السودان، وتوقعت وسائل إعلام سودانية أن يشرع في تصدير النفط مجددا من بورتسودان المطل على البحر الأحمر بحلول نهاية مايو. وقد وقع البلدان اتفاقا سابقا في سبتمبر لكنه بقي حبرا على ورق وذلك خصوصا بسبب مطالبة الخرطوم جوبا بضمانات حول موضوع آخر مثير للاختلاف وهو دعم جنوب السودان لمتمردين سودانيين في ولايتي كردفان الجنوبي والنيل الأزرق التابعتين للخرطوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©