الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثلث جميل وغامض محاصر بالماضي

مثلث جميل وغامض محاصر بالماضي
11 مايو 2018 21:08
فاطمة عطفة (أبوظبي) تستعيد زهور ذكرياتها في رواية «نارنجة» للكاتبة العمانية «جوخة الحارثي» مع جدتها أثناء دراستها في لندن، حيث تلتقي بطالبتين من باكستان هما «سرور» وأختها «كحل» التي تعلقت بزميلها في كلية الطب «عمران» وتزوجا بعقد متعة، دون إخبار والدها، وهو شخصية ثرية ومدير بنك في بلاده. وسرور ناقمة على أختها لأنها قبلت أن تتزوج عمران بهذه الطريقة، وهو «فلاح، أمه وأبوه أميان، فلاح» كما تقول. لكن زهور، وهي راوية الأحداث، تقول:»لم يكن حبيب أختها فلاحا، كان طالبا في كلية الطب، كأختها». من زهور وكحل وعمران يتشكل مثلث جميل وغامض في الرواية الحافلة بأحداث تغطي حربين عالميتين وثلاثة أجيال، وتشكل ذكريات زهور عن جدتها وأهلها وحياتها السابقة الخيط الذي يربط الأحداث ببعضها، وهذه الذكريات تتشابك مع حياتها كطالبة تدرس في لندن. وتضطر زهور لزيارة المرشد النفسي للتخفيف من كآبتها، لأن أختها سمية تزوجت من رجل فظ كان يعاملها بقسوة شديدة، حتى طلبت الطلاق منه مرتين ولم تفلح، لكن القدر دفع به إلى الغرق في بركة الموز، وهي أصيبت بصدمة أخرستها، وكانت قبل الزواج حيوية جدا حتى وصفتها زهور بالدينامو. وهذا أحد أسباب اكتئابها، وهناك أسباب أخرى ومنها موت جدتها العذراء وأبويها، وهي تتساءل دائما: «هل من علاج للحزن؟» والجدة «بنت عامر.. كان أبوها فارسا يروض الخيل الجامحة، لكن زوجته الجديدة روضته». أصيبت عينها وانطفأت، ولم ينفعها أي علاج. وهي ليست جدة زهور الحقيقية، لكنها المربية وقريبة والدها، وقد ظلت عذراء لم تتزوج، أمها ماتت وكانت هي وأخوها صغيرين، لكن الأب الظالم طردهما من البيت بعد زواجه. وأخوها مات في عز شبابه، وبقيت وحيدة فأقنعها سلمان قريب أمها، وهو جد زهور، أن تعيش معهم وكانت زوجته «الثريا» أكبر منها بعشر سنين. ولأن الثريا كانت منصرفة إلى صلاتها، ولا تحتمل أعباء تربية الأولاد، فقد كرست «بنت عامر» حياتها لتربية منصور، والد زهور، بعد موت والديه وهو في العاشرة من العمر. ولدت الجدة بعد الحرب العالمية الأولى وعاشت ثمانين سنة أو أكثر، ولم يوافق أبوها على زواجها من خاطبها، وقد التقت به مصادفة في آخر العمر. والعنوان «نارنجة» يرمز للجدة. أبدعت الكاتبة عملاً روائياً رائعاً بلغة جميلة وحبكة متماسكة جمعت بين ما يجري في الحاضر بعبارات سريعة واسترجاع لقطات من ذكريات الماضي وأحداثه السارة والمحزنة. الدكتورة جوخة الحارثي كاتبة من سلطنة عُمان، وأستاذة للأدب العربي بجامعة السلطان قابوس في مسقط. وقد حصلت على جوائز عدة، محلية وعربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©