السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل توقف مفاوضات السلام بسبب المصالحة!

إسرائيل توقف مفاوضات السلام بسبب المصالحة!
25 ابريل 2014 00:03
عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم) أعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، خلال اجتماع عقده في القدس المحتلة استمر 6 ساعات وانتهى مساء أمس، أنه قرر وقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقرر مقاطعة السلطة الوطنية الفلسطينية سياسياً وفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة عليها بسبب اتفاق المصالحة الوطنية الجديد بين القيادة الفلسطينية وحركة «حماس» الموقع في غزة أمس الأول، وسط ترحيب عربي وتركي به. وزعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية يشكل «قفزة عملاقة الى الوراء»! وقال لشبكة «إن. بي. سي» التلفزيونية الأميركية، بعد إعلان الحكومة الاسرائيلية وقف عملية السلام، «إن الاتفاق مع حماس يقتل السلام. أعتقد أن ما حدث هو نكسة عظيمة للسلام، لأننا كنا نأمل في أن يقبل رئيس السلطة الفلسطينية (محمود) عباس بالدولة اليهودية، وفكرة الدولتين واحدة فلسطينية وواحدة يهودية. ولكن بدلا من ذلك، قام بخطوة عملاقة إلى الوراء وأبرم اتفاقاً مع حماس، المنظمة الإرهابية التي تدعو إلى تدمير إسرائيل». وتابع «كان أمامه خيار: إما السلام مع إسرائيل أو الاتفاق مع حماس الإرهابية، واختار الاتفاق مع حماس. ولذلك فهذه ضربة للسلام، وآمل في أن يغير رأيه» واستطرد قائلاً «طالما بقيت رئيسا لوزراء اسرائيل، فلن أتفاوض أبداً مع حكومة فلسطينية تدعمها منظمات إرهابية مكرسة لتدميرنا، وعباس لا يمكنه أن يحصل على الأمرين، وعليه الاختيار حقا إما السلام مع إسرائيل أو الاتفاق مع حماس. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو «قرر مجلس الوزراء المصغر بالإجماع أن الحكومة الإسرائيلية لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية مدعومة من حماس وهي منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير إسرائيل. وبالإضافة الى ذلك، سترد إسرائيل على الخطوات الأحادية الجانب التي قامت بها السلطة الفلسطينية بسلسلة من الإجراءات». وقال مسؤول إسرائيلي في تصريح صحفي، رافضاً ذكر اسمه، «حتى الآن حذرنا الفلسطينيين من عقوبات، والآن سنطبقها. وأضاف «بعد أن أعلنوا أنهم سيصبحون هيئة واحدة، فلا يمكن إجراء مفاوضات سياسية، وأبو مازن (عباس) ذهب خطوة واحدة أبعد مما ينبغي، ولن تكون هناك اتصالات سياسية مع الفلسطينيين». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل ستبدأ حملة إعلامية ضد المصالحة الوطنية الفلسطينية وعباس شخصياً من خلال نشر بيانات في وسائل الإعلام العالمية تزعم ارتباط (أبو مازن) بزعيم تنظيم «القاعدة» السابق الراحل أسامة بن لادن بإقناع المجتمع الدولي بأنه ليس شريكا للسلام لأنه أبرم شراكة مع «حماس». وكان أول رد إسرائيلي على اتفاق المصالحة إعلان مكتب نتنياهو فوراً إلغاء اجتماع لوفدي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي كان مقررا عقده في القدس المحتلة أمس الأول لبحث سبل إحياء عملية السلام المجمدة بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية تحري الدفعة الرابعة والأخيرة من 104 أسرى فلسطينيين قدامى، ومواصلتها توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة. واستنكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بشدة رد الفعل الاسرائيلي على إعلان المصالحة الفلسطينية. وقال، في بيان أصدره في رام الله، «إن بنيامين نتنياهو وحكومته كانوا يستعملون الانقسام الفلسطيني كعذر لعدم تطبيق السلام. الآن يريدون استخدام المصالحة الفلسطينية كذريعة للغاية ذاتها. هذا سخيف جداً. التفسير المنطقي الوحيد هو أن حكومة نتنياهو لا تريد السلام». وأضاف «غزة وعدد سكانها المكون من 1,7 مليون نسمة، مثلها مثل القدس الشرقية والضفة الغربية، هي جزء متكامل من دولة فلسطين. اليوم أخذنا خطوة مهمة تجاه خدمة شعبنا». وتابع «خلال الأشهر التسعة الماضية من المفاوضات، فان حكومة نتنياهو قد زادت البناء الاستيطاني، وهدم البيوت، والقتل، والاعتقالات والاقتحامات العسكرية. ورفض نتنياهو تقديم خريطة تظهر لنا اين هي حدود دولة إسرائيل. كما رفضت الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بحق فلسطين في الوجود على حدود 1967 رغم أن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بإسرائيل قبل 26 عاماً. وفي اللحظة التي نوقع فيها مصالحة وطنية، ونتمسك ببرنامج سياسي يعترف بكل الاتفاقيات الموقعة بين فلسطين وإسرائيل يلومنا نتنياهو وحكومته لفشل المحادثات». وأوضح عريقات «أن الرد على كلام نتنياهو: إما السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل هو إما: تكملة بناء مستوطناتكم، والاستعمار، والفصل العنصري، أو دولتان ديمقراطيتان لهما سيادتهما تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن على حدود 1967. انتم اخترتم المسار الأول، ونحن اخترنا الثاني». وخلص إلى القول «المصالحة الوطنية أمر حتمي لتحقيق سلام عادل ودائم. نحن نأمل أن نطوي بنجاح هذا الفصل المظلم من تاريخنا». وقد صرح عباس الليلة قبل الماضية، تعليقاً على اتفاق المصالة بأن «مصلحة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وحدة الأرض والشعب ستساهم في تعزيز إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأضاف أن مثل هذه الخطوة المدعومة عربياً ودولياً ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على إنجاز «حل الدولتين»، بما ينسجم تماما مع مبادرة السلام العربية واتفاقيات مكة والدوحة والقاهرة للمصالحة، ومع الشرعية الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، الذي اعترف بدولة فلسطين بصفة مراقب على حدود عام 1967. وأكد أنه «لا تناقض بتاتاً بين المصالحة والمفاوضات، خاصة إننا ملتزمون بإقامة سلام عادل قائم على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية». ورحب أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني، باتفاق المصالحة الفلسطينية. وعبّر، في بيان أصدره في الرياض أمس، عن ثقته بأن إنهاء الانقسام يعد خطوة في المسار الصحيح لتحقيق الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كافة، ويعزز الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام. وأكد استمرار المواقف الثابتة لدول المجلس في القضية العادلة للشعب الفلسطيني، والوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين في كل ما يوحد كلمتهم ويدعم مواقفهم لاسترداد حقوقهم الكاملة. كما جدد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، في بيان أصدره في القاهرة الليلة الماضية، تأكيد الجامعة التام لعباس في مواجهة ما يتعرض له من ضغوط إسرائيلية. وطالب جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بتوفير جميع الدعم اللازم لإنجاح جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال البيان «يهنئ الأمين العام نبيل العربي، الشعب الفلسطيني وجميع القيادات الفلسطينية وقيادات حركتي فتح وحماس بهذا الإنجاز الذي من شأنه أن يعزز الموقف الفلسطيني ووحدة القرار الوطني إزاء التحديات الخطيرة والاستحقاقات الكبرى التي تواجه مستقبل القضية الفلسطينية وفي هذه المرحلة الحرجة بالذات». وأجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس مكالمة هاتفية مع عباس أكد فيها دعم تركيا للاتفاق، واستعدادها الكامل لتقديم ما يطلب منها لمساعدة الأطراف الفلسطينية على تنفيذه». تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ظهر اليوم الخميس، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. كما أجرى مكالمة مماثلة مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة «حماس» في غزة إسماعيل هنية أبلغه خلالها بأن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية للضفة الغربية وقطاع غزة لتسهيل تنفيذ الاتفاق. وأطلع هنية هاتفياً أمير قطر الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التونسي المنصف المرزوقي على تفاصيل الاتفاق، مؤكدا ضرورة توفر دعم عربي له. وأطلع وفد القيادة الفلسطينية و«حماس» أمس قادة الفصائل الفلسطينية في غزة على تفاصيل اتفاق المصالحة. وقال عضو المكتب السياسي في «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان «اننا نرحب بإعلان جدولة زمنية لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة، ونؤكد ضرورة اختزال الزمن والمتابعة الجماعية لتجنب الضغوط والألغام التي حالت دون تنفيذ الاتفاقات السابقة». وقال عضو الوفد ورئيس حركة «المبادرة الوطنية الفلسطينية» مصطفى البرغوثي «نحن مستمرون في هذا الطريق. إسرائيل تريد ان نبقى منقسمين حتى نبقى ضعفاء ونحن لن نسمح لها بذلك». وأضاف «ردود الفعل الإسرائيلية ضد الاتفاق شرسة وهذا تأكيد لصحة ما قمنا به ونحن نقول لإسرائيل: تهديداتكم لن تخيفنا، نحن مصممون على الوصول إلى حريتنا ومصممون على تغيير ميزان القوى عبر وحدتنا ومقاومتنا». وتابع «الموقف الأميركي مستغرب جداً، فإما أنهم لم يقرأوا الاتفاق أو انهم لا يريدون للشعب الفلسطيني أن يكون موحداً وفي كلا الحالتين هذا خطأ». وقد طلبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي من أي حكومة فلسطينية أن تلتزم «دون لبس» بمبادئ عدم العنف ووجود إسرائيل. وقالت «غياب الالتزام الواضح بهذه المبادئ يمكن أن يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات». ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن الولايات المتحدة ستعترف بحكومة الوحدة الفلسطينية فقط إذا اعترفت بإسرائيل ونبذت العنف واحترمت الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الحكومات الإسرائيلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©