الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكمة نساء.. نسخة عربية تكتفي بتاء التأنيث في طلّتها

حكمة نساء.. نسخة عربية تكتفي بتاء التأنيث في طلّتها
10 نوفمبر 2009 22:52
فارسات أربع أتين من عالم الطب وعلم النفس من أربع دول عربية، الإمارات والسعودية ومصر ولبنان، بإطلالة تشبه إطلالاتهنّ على مرضاهن في المستشفيات والعيادات الخاصة والعامة، يطرحن مسائل طبية وصحية وغذائية وتجميلية في قالب برنامج "حكمة نساء" متميزيات عن أندادهم في "دوكتورز" باستيعاب كامل للعادات والتقاليد العربية التي تجعل من بعض المواضيع في أول اللائحة في العالم العربي في حين أنها في آخرها في العالم الغربي. في كواليس الاستوديو في لبنان حيث يتم تسجيل حلقات البرنامج الذي يبث الساعة التاسعة مساء كل أربعاء "بتوقيت الإمارات" على قناة أبوظبي الأولى التابعة لشركة أبوظبي للإعلام، التقى عدد من الإعلاميين والصحفيين من بلدان عربية متعددة فارسات البرنامج للتعرف عن قرب عن النقلة التي تمكنت من إنجازها الطبيبات والمعالجة النفسية من عالم العيادة إلى عالم الإعلام من خلال الشاشة الصغيرة. سعى "حكمة نساء" وإن كان يستضيف في حلقاته اختصاصيين من الجنس الخشن، أن تكون الحكمة في يد النساء، وفي هذا تقول الطبيبة الإماراتية سعاد عبد الله لطفي، استشارة أمراض جلدية وتجميل وليزر:"جميل أننا جميعنا نساء، فالمرأة في العالم العربي هي أساساً مشاهدتنا الأولى، والسبب أنها تتابع البرامج التلفزيونية أكثر من الرجل، كما أن اهتماماتها متنوعة بحيث إنها تتابع الطب والصحة والتجميل وصولا إلى الطهي وسواها من المواضيع. إنما القصد من أن تكون المقدمات نساء فذلك يعود إلى سعينا للتأكيد على أن الطب لا جنس له وبوسع المرأة أن تثبت نفسها وتنزع صفة الدونية في النظرة إليها كطبيبة كما تثبت قدرة الطبيبة على أن تكون إعلامية لجهة إعلام الناس بالأمور الطبية والصحية والمستجدات في هذين المجالين بالإضافة إلى المجالين النفسي والتجميلي المتصلين بهما. فقد ساد لفترة من الزمن الاعتقاد بأن الطبيب الرجل هو الأشطر في مجاله، ولكننا بدأنا نلمس تغييراً في النظرة إلى المرأة بشكل عام، كما أن البرنامج لا يميز بحيث إننا نستضيف العديد من الاختصاصيين الرجال". وتشدد الدكتورة سعاد على "إعطاء الصورة الحقيقية عن المرأة خارج الصورة النمطية التي تضعها في إطار المظهر الجميل والتفاهة، وعلى تغيير نبرة أن الرجل هو الوحيد الذي يفهم". صورة جيدة وتشير الطبيبة المصرية شريفة شرف، استشارية نساء وتوليد وعقم، إلى إطلالة الطبيبات في البرنامج بملابس المهنة، لأنهن في الأساس يبدين كذلك في عملهن على الرغم من أنهن يقدمن البرنامج في الاستوديو، الوضع الذي يتطلب شيئا من التجميل الذي رأت شريفة أنه ضروري من أجل الكاميرا والإضاءة القوية داخل الاستوديو، ولكنه مدروس بشكل غير مبالغ فيه، لأنه "ليس شغلنا الشاغل"، وتضيف:"فما يهمنا هو تقديم المعلومات العلمية بطريقة مبسطة لتصل إلى أوسع شريحة من المشاهدين". وتتحدث الطبيبة شريفة عن الهدف من تقديم أربع نساء للبرنامج:"هدفنا هو أن نظهر المرأة بمساواة مع الرجل وإثبات أن المرأة بوسعها أن تقول كلاما علميا وصحيحا وموزونا وليس أن تغوص في الخرافات. نحن نطل على المشاهدين كطبيبات لأن هذه هي اختصاصاتنا، وهدفنا الأساسي هو نشر التوعية الصحية وإعطاء صورة جيدة وصحيحة عن المرأة". المرأة الطبيبة أما الطبيبة اللبنانية جوسلين ساسين، اختصاص أمراض داخلية وأمراض الصدر والرئة واضطرابات النوم، فتوافق- وبشدة- على إطلالة النساء الأربع في البرنامج فيكون "حكمة نساء"، وذلك لأن "مجتمعاتنا العربية تنظر بدونية للمرأة بشكل عام، لكن هذه النظرة تتحسن وهذا ما نلمسه في عملنا مع المرضى، فالناس بدأوا يثقون أكثر بالمرأة وخصوصاً بالمرأة الطبيبة". وتضيف:"أنا أشعر أن كوننا نساء فلهذا تأثير أكبر على الجمهور، فالمرأة الأم والأخت والطبيبة توصل الرسالة المطلوبة بطريقة أسرع، وهذا لا يعني أننا متعصبين للمرأة ولكن هذا ما نهدف إلى إثباته". تشير الطبيبة جوسلين ساسين إلى أن معدي البرنامج يضعون الهيكلية العامة للحلقات في حين تتولى المقدمات الطبيبات البحث في المواضيع وفق اختصاصاتهن، مستفيدة من اختصاصها في الطب الداخلي للتفاعل مع مواضيع تتعلق باختصاصات أخرى، وما يخولني مع الزميلات للرد على استفسارات وأسئلة الجمهور". وتتحدث الطبيبة سعاد لطفي عن فقرة تتولاها شبه ثابتة حول التجميل، وترى أن للحالة النفسية للراغبين بالتجميل أهمية كبرى، وهي من خلال تجربتها تجد أن معظم الحالات يعانين من حالة نفسية نتيجة مشاكل أسرية وعائلية. ومن هنا، تشارك المحللة النفسية مديحة العجروش، من السعودية في البرنامج، وهي تؤكد من خلال دراسات أجريت على أن الحالة النفسية لها تأثير كبير في معظم الأمراض، وأن تدهور أو تحسن وضع المريض من الناحية الطبية له علاقة بقدر كبير بحالته النفسية. وترى العجروش أن مشكلتنا في العالم العربي لا تكمن في عاداتنا وتقاليدنا إنما في الوعي النفسي، وتقول:"من الضروري أن نعي ونتقبل أن ثمة شيء اسمه اكتئاب نفسي أو أي مشكلة نفسية أخرى من دون أن نربطها بالجنون، ومن الضروري أن نعي أيضاً كيف نفرق بين المشكلة النفسية العضوية والمشكلة النفسية الاجتماعية. فالجنون، مع رفضي لهذه العبارة أساساً، هو مشكلة عضوية تتعلق بإفرازات المخ ولها علاجاتها الطبية. وتتمنى مديحة العجروش أن تشكل مشاركتها في البرنامج مثالا إيجابياً يساهم في تقدم المرأة. معطيات موثقة وتشير الطبيبة شريفة أشرف إلى أن مواضيع البرنامج متنوعة وتتناول كل المجالات، وتقول:"نحن نتكلم في كل المواضيع ولا حياء في العلم. نحن نتكلم في العلم ورسالتنا واضحة وهي نشر التوعية الصحية وكلامنا يستند إلى معطيات موثقة ولسنا هنا نبتكر من أنفسنا أو نستند إلى خرافات، ولجهة اختصاصاتنا واختصاصي تحديداً، لا تابو ولا خوف من طرح أي موضوع... ما يهنا هو طرح المواضيع الطبية والصحية والغذائية والتجميلية كما نطرحها مع مرضانا، أي أننا لا نشرح كما قرأنا في الكتب، فالمهم أن تكون المعلومات واضحة ومفهومة وصحيحة. هذا هو الهدف الأساسي، ونحن لا نعتمد عدم التطرق إلى المعلومات التي لا تزال غير مؤكدة أو في إطار الجدل لا التأكيد". وتضيف:"بالطبع، على الرغم من كوننا نحن الأربع متخصصات في مجالات طبية متعددة، إنما لا نطرح العلاجات بل نعطي الناس الخطوط الرئيسية العريضة ليسيروا عليها، لأنه طبعاً لا ينفع العلاج عن طريق التلفزيون أو بواسطة الهاتف أو البريد الإلكتروني. ما يهمنا أن يعرف المريض متى عليه التوجه إلى الطبيب للكشف بدل الجلوس في المنزل والاستماع للجيران أو الأقارب. طبعا هناك سوء ممارسة في العالم كله في الطب". ثقافة طبية وترى الطبيبة سعاد أن العلم مهم لكنه، بحسب رأيها، لا يأتي على حساب أسلوب التعامل مع الناس، وتعتبر كونها إماراتية أنها قريبة من مجتمعها ومتفهمة لمشاكله، وتشدد على أن البرنامج ليس استنساخاً لبرنامج "دوكتورز" الأجنبي لأن "حكمة نساء" يختلف في مضمونه لجهة المواضيع التي تتم معالجتها، كما أن له خصوصيته لجهة ما هي أولويات المجتمعات العربية وما هي ليست أولويات، كما ما هي الأمراض الأكثر انتشارا في الدول العربية وأيها نادر وجودها. وتشدد الطبيبة جوسلين ساسين على أن إطلالة الطبيبات على الناس بواسطة الإعلام لا يعني أنهن تحولن إلى إعلاميات، وهي لا تزال تعتبر أنها تمارس مهنتها كطبيبة في البرنامج، لا بل تؤكد:"لم يتغيّر أي شيء بالنسبة إلي، فكما أفعل في عيادتي أنا مسؤولة عن نشر التوعية والثقافة الطبية في هذا البرنامج، إنما الفرق أن رسالتنا تصل إلى عدد أكبر من الناس"
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©