الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي: التواصل الثقافي يحقق التعايش السلمي المتحضر بين شعوب العالم

سلطان القاسمي: التواصل الثقافي يحقق التعايش السلمي المتحضر بين شعوب العالم
16 ابريل 2011 22:50
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن بناء الإنسان من خلال توفير قاعدة ثقافية علمية تربوية سليمة، هو أعظم استثمار لبناء الأوطان التي تقوم على سواعد أبنائها. وأشاد سموه بالدور البارز للمؤسسات التي تعنى بالثقافة والتعليم المحلية منها والدولية في نشر الثقافة العربية، لتعريف الآخر بها وتعريفها بالآخر من خلال إقامة المؤتمرات واللقاءات الإقليمية والعالمية. جاء ذلك خلال حضور صاحب السمو حاكم الشارقة مساء أمس الأول “الجمعة” حفل توزيع جائزة الشارقة للثقافة العربية في دورتها التاسعة، وذلك في مبنى اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس. وقال سموه في كلمته: “يسعدني أن أتواجد بينكم اليوم في حفل توزيع جائزة الشارقة للثقافة العربية، وفي هذا الصرح الهام، شاكراً المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم على هذه الدعوة الكريمة، والتي هي محل اعتزاز، وتدل على العلاقات الثقافية المتميزة بين الشارقة واليونسكو”. وأضاف: “نود في هذه المناسبة أن نعبر عن بالغ تقديرنا لما تقوم به اليونسكو من دور هام وحضاري في تفعيل حوار الحضارات والأديان والمسعى النبيل في التقريب بين الشعوب وثقافاتها والمحافظة على المكتسبات الثقافية للإنسانية جمعاء”. وقال سموه: “إن التواصل الثقافي بين الشعوب في جميع أنحاء العالم مهما اختلفت أجناسها وأعراقها كان وما زال أفضل الطرائق التي تهدف إلى تحقيق التعايش السلمي المتحضر بين شعوب العالم شرقاً وغربا ًوشمالاً وجنوباً كما يقسمهم البعض”. وتحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلال كلمته التي ألقاها في الحفل عن المنهج الذي تتبناه إمارة الشارقة في مد جسور التعاون والتبادل الثقافي بين الشعوب، وقال: “لقد دأبنا منذ عدة عقود وحتى الآن على إقامة وتطوير جسور التواصل الثقافي والفني بين مجتمعات بلادنا والمجتمعات والشعوب في قارات العالم المختلفة من الأميركتين وأوروبا وآسيا وآستراليا لنؤكد على وحدة الإنسانية وعلى الارتقاء بتفهم وتقبل الفروق بين الثقافات وطرائقنا في ذلك متعددة، حيث نقيم في الشارقة المهرجانات المحلية والعربية والدولية والملتقيات الفكرية المتعددة في مجالات الثقافة والمسرح والفنون والتراث بصفة مستمرة على مدار العام”. وقال: “منذ أسابيع قليلة كنا نحتفل ببينالي الشارقة بمشاركة فنانين من 50 دولة وبعده بأيام افتتحنا مهرجان أيام الشارقة المسرحية بمشاركة فنانين من معظم الدول العربية، وكما يعلم بعضكم فإن المسرح يعيش في قلبي منذ الصغر ومنذ بضعة أيام افتتحنا مهرجان أيام الشارقة التراثية السنوي والذي يستمر لمدة أسبوع، ولا نبالغ حين نذكر أنه تقام حاليا في الشارقة حوالي 1400 فعالية ثقافية كل عام في المجالات المختلفة”. وأردف سموه: “لم تقتصر إقامة فعالياتنا المحلية على إمارة الشارقة فحسب، فنحن نقيم المهرجانات والمعارض في العديد من المدن في الدول المختلفة في كل القارات، نعرض من خلالها تراثنا وثقافتنا على المجتمعات الأخرى ونبرز خصائص مجتمعاتنا ونهيئ أفضل الفرص للتفاعل البناء بيننا”. واستطرد سموه: “إضافة إلى كل ذلك نرعى وندعم التعبير الأدبي والفني المبتكر ليس في بلادنا فحسب، بل في العديد من البلاد الأخرى ونشجع الموهوبين على التميز والاشتراك في المعارض والمهرجانات الأدبية والفنية في الشارقة وخارجها”. وأكد سموه: “أن جائزة الشارقة للثقافة العربية التي نحتفل بتقديمها اليوم لاثنين من المبدعين المتميزين، هي تعبير صادق عن بعض ما ندعو إليه فمحور الجائزة هو الأعمال الأدبية والفنية المتميزة التي تؤدي إلى الارتقاء بالتواصل بين الثقافات العربية وشعوب البلاد الأخرى ولتشجيع تنوع منظور الأعمال الأدبية وطرائق عرضها، وقد رأينا منذ البداية أن يكون الفائزون في كل دورة اثنين أحدهما من البلاد العربية والآخر من البلدان الأخرى ونظرا للأهمية المتزايدة للجائزة زاد دعمنا لها في عام 2002 وجعلناها سنوية بدلاً من كل سنتين”. وأشار سموه إلى أن أدباء ومبدعين من تسعة بلدان عربية وثمانية أوروبية وآسيوية فازوا بالجائزة منذ إنشائها في عام 1998 وأن المبدعين من فرنسا فازوا بالجائزة مرتين حتى الآن. وختم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بالإشارة إلى حصول الشارقة على لقب عاصمة الثقافة العربية في عام 1998م، والإعلان عنها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014م، مؤكدا أن ذلك يشكل محفزاً آخر للمضي قدماً في دعم التنمية الثقافية، ومدعاة للبذل والعطاء من اجل إيجاد مساحة فكرية إبداعية جديدة تفضي لما هو أسمى للتقارب بين الشعوب. حضر حفل توزيع جائزة الشارقة للثقافة العربية إلى جانب سموه كل من محمد مير عبد الله الرئيسي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية فرنسا وايرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو، وعبد الله مصبح النعيمي مندوب دولة الإمارات الدائم لدى اليونسكو وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة للكتاب إلى جانب عدد من سفراء الدول العربية باليونسكو وجمع غفير من المثقفين والأدباء والمفكرين وطلبة الجامعات وأساتذتها ووسائل الإعلام المختلفة. وكان الحفل قد بدأ باستقبال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث ألقت ايرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو كلمة رحبت فيها بسموه مثمنة دوره الثقافي والفكري ومشيدة بجائزة الشارقة للثقافة العربية. وتحدثت عن تاريخ انطلاق الجائزة وما شهدته من تطور خلال السنوات الماضية وكيف حققت شهرة كبيرة عبر الأوساط الثقافية وعلى كافة الصعد العالمية، مقدمة الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه الكبير لها ومنوهة بالدور البارز لعبد الله مصبح النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونسكو في النهوض بالجائزة وتطويرها. وعبرت مدير عام اليونسكو عن خالص تقديرها للشخصيتين المكرمتين لدورهما البارز في تحقيق التواصل الفكري والثقافي بين شعوب العالم مباركة لهما الفوز بالجائزة. كما ألقى فرح نظامي مؤسس ومدير مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية كلمة أثنى فيها على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وعلى الجهود التي يقوم بها لصون وحماية الثقافة العربية، وعلى رعايته ودعمه لجائزة الشارقة للثقافة العربية التي قال إنها تشكل دعماً أساسياً لبناء جسور التواصل بين ثقافات الشعوب ويعدها ركيزة أساسية للتعرف على الثقافة العربية النابعة من الدين الإسلامي. وهنأ الفائزين بالجائزة لهذه الدورة مستعرضاً جملة من إنجازاتهما الثقافية والأدبية والفكرية والتي كان لها دور بارز في تمكينهما من استحقاق الفوز. وقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يرافقه كل من ايرينا بوكوفا وعبد الله بن محمد العويس بتكريم الفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية في دورتها التاسعة، حيث حصل على الجائزة ضمن فئة الفائز العربي الفنان المسرحي علي مهدي نوري من جمهورية السودان، وذلك لكونه ممثلاً ومدير مسرح خصص أبحاثه لتأكيد أن الثقافة المسرحية عامل أساسي في حل النزاعات وإعادة إدماج أطفال الجنود أيتام الحروب في نسيج المجتمع، حيث تجاوز عمله حدود السودان وشكل مدرسة للمسرحيين الشباب نهلوا منها فناً وثقافة. وألقى نوري كلمة بهذه المناسبة تقدم فيها بالشكر والتقدير لراعي الجائزة صاحب السمو حاكم الشارقة ولليونسكو ولأعضاء لجنة التحكيم على التكريم، وقال إن ذلك سيدفعه إلى المزيد من العمل والمثابرة خلال الأيام المقبلة. ونال الجائزة عن فئة الفائز الأجنبي لهذه الدورة الباحث والمفكر شريف خازندار من جمهورية فرنسا، وذلك عن مساهماته النوعية في الترويج للحوار بين الثقافة العربية وثقافات العالم طوال أكثر من 50 عاماً، حيث لقب بجسر الثقافات مركزاً بشكل خاص على التفاعل والتلاقح بين الحضارة العربية والحضارة الفرنسية. وعبر خازندار في كلمة له في الحفل عن سعادته بمصافحة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مؤسس الجائزة وتقدم بالشكر لليونسكو على تكريمه. وقال إن جائزة الشارقة للثقافة العربية استطاعت رغم حداثتها أن تحقق شهرة منقطعة النظير بين المثقفين في شتى أقطار العالم، لما تحمله من أهداف سامية ومنهج واضح يقوم على أساس الحوار والتبادل الثقافي والفكري والعلمي. من جانبه، أكد عبد الله مصبح النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونسكو على أن حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفل توزيع جائزة الشارقة للثقافة العربية في دورتها التاسعة، يمثل دعماً كبيراً للجائزة في ظل وجود هذا العدد الكبير من المنشغلين بالثقافة العربية من مفكرين وأدباء وأساتذة وطلاب جامعات. وقال إن جائزة الشارقة للثقافة العربية تمثل حلقة وصل لتمازج وتلاقي الثقافات العربية مع الثقافات الإنسانية الأخرى، مؤكدا أن وجود هذا الكم الهائل من الحضور من مختلف فئات المجتمع دليل على نجاح الجائزة في تقريب الثقافات وتحقيقها للتلاحم بين الشعوب. جائزة الشارقة للثقافة العربية أنشئت جائزة الشارقة للثقافة العربية والتي تبلغ قيمة جوائزها 30 ألف دولار لكل فئة، بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بعد إقرار المجلس التنفيذي لليونسكو لها في عام 1998. وتهدف الجائزة إلى مكافأة الشخصيات والمجموعات والمؤسسات التي ساهمت وبشكل بارز في تنمية ونشر وتشجيع الثقافة العربية في العالم، وكذلك في صون وإحياء التراث الثقافي العربي غير المادي.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©