الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رأس من الهجن السورية تدخل منافسات “مهرجان تدمر”

رأس من الهجن السورية تدخل منافسات “مهرجان تدمر”
10 نوفمبر 2009 22:56
حتى ثلاث سنوات مضت، كانت تدمر مجرد متحف مفتوح، وإن كانت حجارته تنطق بالإعجاز. لكن المدينة التاريخية عادت إلى روحها البدوية التراثية منذ مهرجانها الأول للثقافة والفنون والتراث عام 2007، بصفتها تحتل موقعاً متميزاً على خريطة السياحة العالمية، بما تتضمنه من آثار، بحيث تعتبر متحفاً طبيعياً مفتوحاً، تدمر عاصمة البادية السورية، وحاملة إرث مملكة تدمر ومليكتها الأشهر زنوبيا، هل عادت لاحتلال موقعها كمركز لفنون البادية التراثية ورياضاتها الفولكلورية الموروثة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه التدمريون والمثقفون السوريون عامة. إن تدمر (بالميرا) تحتل موقعاً متميزاً على خريطة السياحة العالمية، بما تتضمنه من آثار، بحيث تعتبر متحفاً طبيعياً مفتوحاً، للمعابد والأسواق والمدرجات والأعمدة ذات التيجان، لكن هذه المدينة مرهونة بروحها كبنت للبادية السورية، وبوظيفتها كقلب وقطب لهذه البادية، فهل قامت بهذا الدور في العصر الحديث؟ أم قصرت عنه؟ إعادة اكتشاف بدأت الفكرة بإعادة الاعتبار للهجن السورية الأصيلة، ووضعها على خريطة الاهتمام التراثي السوري، حيث أقيم مضمار لسباق الهجن السورية والعربية إلى الجنوب من تدمر بنحو 37 كيلومترا في ميدان العباسية، مقر منتجع زنوبيا وحماماتها الكبريتية، وبلغ طول هذا المضمار خمسة كيلومترات، واعتبرت منصته عند إنجازه تحفة معمارية، وكان هدية لسورية من دولة قطر الشقيقة التي أشرفت على إنشائه، وتبرعت بتنظيم السباقات فيه والإشراف عليها. ومع انطلاق سباقات الهجن دبت روح البادية وخفقت في عاصمة زنوبيا. وشهد التدمريون وأبناء البادية السورية والزوار العرب والأجانب عرض مزاين للهجن السورية والقطرية في مضمار سباقات الهجن، كما شهدوا سباقات للهجن السورية على ثمانية أشواط وسباقات أخرى لهجن قطرية وخليجية، وقدمت جوائز مالية قيمة للفائزين من مالكي الهجن. كما حضر السباقات مسؤولون كبار وسياح غربيون، وبدا وكأن أبناء البادية اكتشفوا تراثهم من جديد. إحياء رياضة قديمة قال وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة إن مهرجان الهجن العربية الأصيلة أعاد الروح إلى رياضة الآباء والأجداد، وشكل اهتمام أبناء البادية بالهجن ظاهرة صحية بعد أن اختفت هذه الظاهرة منذ عقود بعيدة. كما أعرب الزوار الخليجيون عن سرورهم لإعادة الاعتبار للبادية السورية على صعيد الاهتمام بتربية الهجن والتعامل معها، ولا سيما أن الهجن السورية متميزة وتتمتع بالقدرة واللياقة، كما أن البيئة التدمرية ملائمة جداً لتربيتها وإكثارها. وقال الشيخ فيصل بن جاسم رئيس اللجنة المنظمة لسباقات الهجن في تدمر، إنه بعد مرور عامين على بدء المهرجان، فإن عدد الهجن السورية المشاركة فيه قد وصل عام 2009 إلى ثلاثة آلاف رأس في منافسات المزاين، وهو رقم يزيد كثيراً جداً عن العامين الماضيين. كما أن عدد الهجن المشاركة في السباقات قد ارتفع أيضاً وبشكل تدريجي حتى وصل إلى 450 رأساً. وساهم نجاح المهرجان في عامه الثالث في ارتفاع بورصة الهجن السورية، حيث تم بيع مطية بأكثر من مليون ليرة سورية، وهو مبلغ مالي كبير لم تسمع عنه البادية السورية من قبل، وهو ما سيشجع محبي رياضة الآباء والأجداد للاهتمام بالهجن العربية الأصيلة، حيث أصبح جميع المربين يستعدون للمشاركة في المهرجان المقبل. وعلى صعيد السباقات، اطلع أهل البادية السورية على أنظمتها ومراحلها وأشواطها، وقدمت اللجنة القطرية المنظمة ستين راكباً آلياً لأصحاب الهجن من أجل استخدامها في المنافسات المحلية، والتعود عليها بعد النجاحات التي حققتها في الدول الخليجية. مهرجان الفنون التدمرية تبدو الآن تدمر وكأنها اكتشفت روحها البدوية من جديد في تمازج راق مع الحضارة المعمارية التدمرية وأوابدها الخالدة، ويستعد أهل البادية للمهرجان الجديد ربيع العام القادم، حيث تختلط سباقات الهجن ومنافسات المزاين مع التراث البدوي السوري الفني والحرفي. إذ واكب المهرجان مهرجان ثقافي للفنون التدمرية في أجواء البادية، وتضمن فعاليات ثقافية وتراثية وفنية ورياضية، واستمر على مدى خمسة عشر يوماً، ليمنح تدمر بعدها الثقافي والحضاري، إذ تضمن عروضاً فولكلورية من فنون تدمر والبادية. مليون غرسة نخيل إماراتية فتح مهرجان الهجن بسباقاته وعروضه التراثية والثقافية أفقاً جديداً لتدمر وأهل البادية السورية الذين شعروا بتدفق جمهور واسع على المدينة شغل الفنادق والمطاعم، وجلب حركة سياحية نشطة، مما يشير إلى أن نجاح المهرجان وضع تدمر على خريطة سباقات الهجن العربية، ومن ثمة ضمن أجندة الشركات السياحية وأفواج السياح القادمين إلى عروس الصحراء، مما جعل وزير السياحة السوري يؤكد أن هذا المهرجان وضع تدمر والبادية السورية على الخارطة السياحية، بينما أهل تدمر سعداء ومتفائلون. فقد جلبت الهجن السعادة لهم، وهم يأملون أن تجلب معها الثروة) أيضا لا سيما أن هناك مليون غرسة نخيل إماراتية ستقيم عدداً من الواحات الخضراء في البادية، كما أن مياه الفرات في الطريق للوصول إليها، كي لا تعاني من ظمأ أو عطش، وكي يظل الكلأ وفيراً في المراعي.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©