مخيم "لي زلف" .. سياحة طلابية بمواصفات سويسرية

كثيراً ما يرغب الأهل بإرسال أبنائهم خلال العطل المدرسية الشتوية أو الصيفية خارج البلاد، تشجيعاً لهم للاعتماد على النفس، واكتساب مهارات جديدة في أجواء تثقيفية ممتعة. وهذا النوع من الرحلات يوفره مخيم "لي زلف" Les Eleves السياحي في لبنان الذي يعمل تحت إدارة سويسرية، ويستقبل الطلاب من عمر 7 أعوام حتى 18 عاماً. المخيم الأشبه بمنتجع مخصص لهذه الفئة العمرية، وهو يقع في منطقة جبلية تدعى فاريا، تتمتع بطبيعة مماثلة للمناخ والبيئة السويسرية. ولهذا السبب تم اختيار لبنان كأول بلد في الشرق الأوسط يضم فرعاً من فروع "لي زلف" حول العالم، لتقصير مسافة السفر على أبناء العائلات العربية، مع التأكيد على الاستفادة من البرنامج السياحي نفسه. فائدة واستمتاع يستضيف المخيم الطلاب على مدار السنة كمجموعات من مختلف البلدان، ويتسع لـ 120 سريراً، ويضم قسمين منفصلين أحدهما للبنات وآخر للأولاد. ومما يميزه أنه يلتزم بشروط السلامة والأمان العالمية، ويوفر حراسة على مدى الـ 24 ساعة، إضافة إلى خدمتي التمريض والطوارئ. والمخيم عضو في المجلس الأوروبي العالمي للمدارس والهيئة التعليمية البريطانية في الشرق الأوسط. طلبات التسجيل لموسم العطلات المقبلة بدأت لمحبي الرياضات الشتوية تحديداً، وفيها التدريب على التزلج والتزحلق على الألواح الخشبية SNOW BOARD تحت إشراف طاقم من المتخصصين للإشراف والمتابعة. أما جدول النشاطات فهو منتظم بما يضمن الفائدة والاستمتاع في آن، مع الكثير من المرونة بما لا يشبه على الإطلاق الجو الأكاديمي. 8:00: يستيقظ الطلاب لتناول طعام الإفطار، ومن ثم يجتمع كل فريق مع المدرب. 9:00: موعد الانطلاق، ويتم تقسيم الفرق بحسب الأعمار والمهارات. ومن المواصفات المشجعة للمخيم أنه يقع على مقربة من حلبة التزلج، بحيث لا يحتاج الطلاب لأكثر من دقيقتين سيراً على الأقدام للوصول إليها. وهذا عامل أمان إضافي. 12:30: موعد الغداء بحيث تتضمن قائمة الطعام، مجموعة مأكولات صحية محضرة على طريقة الوجبات المنزلية. وهي تحتوي على كامل المواد الغذائية والفيتامينات التي تمنح الطلاب النشاط والطاقة الضروريين للانطلاق بحيوية. 2:00: معاودة الرحلة الثلجية بمزيد من التمارين التطبيقية. 4:00: العودة إلى المركز وتناول وجبة خفيفة، ومن ثم يحين موعد الاستحمام. 6:00: يجلس الجميع حول الموقد في أجواء دافئة للاستراحة وتبادل التعليقات عما تعلموه خلال اليوم. وكذلك ممارسة الألعاب والنشاطات الخفيفة التي توفرها القاعات الداخلية. 7:00: موعد العشاء. وبعده، يمكن مشاهدة التلفزيون، أو استعمال الكمبيوتر. 9:00: تغلق الأبواب وتطفأ الأنوار استعدادا للخلود إلى النوم. رياضات منوعة خلال العطل الصيفية، يختلف البرنامج لجهة النشاطات التي ترتكز بالأساس على الجولات السياحية للمناطق اللبنانية. ومنها زيارة المدن التاريخية مثل طرابلس وبعلبك وجبيل، والمعالم الطبيعية مثل مغارة جعيتا. أما الرياضات فهي متنوعة وتشمل كرة القدم، كرة السلة، الألعاب المائية، السباحة، التسلق، القفز، ركوب الخيل والدراجات الهوائية وسواها الكثير. وعند العودة إلى المركز، ينقسم جدول المواعيد بحسب اهتمامات كل طالب. وتتجزأ الحصص بين الرياضات الخفيفة والألعاب التثقيفية وفنون الطهي التي يتم التعامل معها بجو لا يخلو من المرح وتبادل الخبرات والاقتراحات. وبما أن موسم الصيف أكثر رحابة لجهة الإجازة، تتوافر خلاله حصص أكاديمية يقدمها أساتذة متخصصون بقصد تقوية الطلاب بالمواد المدرسية بحسب حاجة كل منهم. ويتحدث سمير سماحة صاحب المركز، عن أهمية مساعدة الطلاب على استثمار أوقات فراغهم، ولاسيما أثناء العطل الطويلة التي يمكن أن تذهب هدراً من دون الاستفادة منها. ويقول: "مع تفهمنا لحرص الأهالي على سلامة وراحة أبنائهم، نوفر لطلابنا أعلى مستوى رعاية بالتعاون مع نخبة من كبار المدربين والاختصاصيين في مجالهم". كما يتبع برنامج المخيم شروطاً لا تهاون فيها لجهة الالتزام بمواعيد النشاطات، ومرافقة الفريق، واحترام الأنظمة التي توضع لحماية الجميع. 3000 طالب على مدى 4 سنوات من تاريخ تأسيسه، استقبل مخيم "لي زلف" - المزار على مراحل متفرقة ما يزيد عن 3000 طالب من بلدان مختلفة حول العالم، بينها روسيا، سويسرا، الإمارات، الكويت، البحرين، قطر، سلطنة عمان وسوريا. وممن التقيناهم في المركز ماريو حداد 15 سنة، الذي يذكر أن أكثر ما يعجبه في المكان أنه يتعرف على أصدقاء جدد يكتشف معهم أوجهاً مختلفة من النشاطات. ويقول مبتسما إنها المرة الأولى التي يتغيب فيها عن أهله، "لكن التجربة لم تكن سيئة، فأنا هنا أشعر بالاعتماد على النفس". أما زميلته في المخيم، تاتيانا ديب فتعبر بدورها عن سعادتها في تعلم مهارات رياضية لم يكن يخطر لها أنها ستتقنها. وتعلق على حادثة لطيفة حدثت لها، وهي أنها تعرفت على معلومات سياحية عن لبنان من زميلة أوسترالية. والمفارقة أن تاتيانا طالبة لبنانية لكنها لا تعرف الكثير عن وطنها كونها تعيش مع أسرتها في الخارج. وعن سبب اختيار لبنان ليضم فرع المخيم في الشرق الأوسط، يذكر فيليب ستتتلر مؤسس "لي زلف" في سويسرا أن منطقة المزار تتوافر فيها الشروط الطبيعية الملائمة. و"مبدأ التخييم لدينا يقوم على نقل الطلاب إلى أجواء خلابة يشعرون بها أنهم في الشتاء وسط جبال ثلجية توفر لهم باحات للتزلج، كما في جبال سويسرا. وأنهم في الصيف محاطون بسلسلة مدن عريقة تضم إلى المعالم السياحية جوانب تثقيفية لا تشبه إلا نفسها". أبوظبي واحدة من أفضل مدن العالم أبوظبي (الاتحاد)- اختيرت أبوظبي واحدة من أفضل عشر مدن في العالم تم اقتراحها للسفر من قبل دليل السفر " لونلي بلانت" 2010. وقد تم نشر هذا الدليل لأفضل الأماكن خلال العام 2010. ويحتوي الدليل على قائمة تظهر أفضل الوجهات لزيارتها السنة القادمة. أما المدن الأخرى التي تم انتقاؤها فهي: شارلستون في الولايات المتحدة الأميركية، كورك في إيرلندا، كوينكا في الأكوادور، استانبول في تركيا، كيوتو في اليابان، ليسي في إيطاليا، سراييفو في البوسنة، وسنغافورة، وفانكوفر وكندا. ويتضمن الدليل قائمة بأسماء أفضل عشر دول لزيارتها وأفضل عشر مناطق في العالم. ومن الدول: السلفادور، ألمانيا، اليونان، ماليزيا، المغرب، نيبال، نيوزيلندا، البرتغال، سورينيم وأميركا، أما بالنسبة للمناطق فهي: ألساكي في فرنسا، بالي في اندونيسيا، فيرناندو دي نورونها في البرازيل، وغوا في الهند، كوه كونغ في كمبوديا، بحيرة بايكال في روسيا، اكوساكا في المكسيك، جنوب أفريقيا، منطقة البحيرة في بريطانيا والجنوب الغربي في غرب استراليا. وقال آدم بينيت، مدير الاتصال في شركة "لونلي بلانت – أسيا": "إنَّ هذه المجموعة المختارة من الوجهات والخبرات التي صنفناها من المفيد أن يعتمدها الناس، مهما كان أسلوبهم في السفر، فإنهم سيجدون ما يلهمهم في هذه الوجهات". واعتبر أن هذه الأماكن تأخذ الشخص بعيداً عما اعتادت عليه، نحو مناطق جغرافية وثقافية جديدة. وتعمل أبوظبي بقوة لتضع نفسها على خريطة السياحة العالمية حيث عرفت كوجهة فاخرة، كما أنها ستصبح قريباً مركزاً للثقافة العالمية مع وجود المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، والتي ستضم عدداً من المؤسسات الثقافية الرائدة منها متحف الشيخ زايد الوطني، جوجنهايم أبوظبي، اللوفر أبوظبي، مركز الفنون الأدائية والمتحف البحري. وكلها وجهات وضع تصاميمها فنانون عالميون حازوا جوائز دولية مرموقة. على ضفاف السين رحلة في عالم السحر والغموض الباريسي سعيد سالم (أبوظبي) - ثمة مطعم فرنسي تقليدي على ضفة نهر السين في باريس، كنت أتردد عليه بشكل يومي لتناول الخبز الفرنسي، وخلطة لذيذة لا أعرف ما هي لكني أعرف إنها تحتوي على زيت الزيتون، ونوع من جبن الماعز الفرنسي الشهير، الواقع أنَّ الفرنسيين معروفين بحبهم للحياة، وبالطبخ، هم يهتمون بأدق التفاصيل وبالمأكل والمشرب بشكل عام، معظم طباخي العالم يقلدون مقبلاتهم ومتبلاتهم وحساءهم وحلوياتهم، وخبزهم المشهور في كل بقاع الأرض.. في ذلك المطعم الفرنسي التقليدي تشم رائحة الريف، الذي مررت به في الطريق من روما إلى باريس، قرى وبلدات كثيرة تشترك جميعها في جمال الطبيعة وروعة المناظر وجمالها. تمنيت لو أنني توقفت لبعض الوقت فيها، فلا شيء أجمل من الحياة في الريف، تجد الحياة تسير بسلاسة وبدون تعقيدات الحياة العصرية التي تزدحم بتفاصيلها المدن.. لكن المدن أيضا لها مذاق خاص، فها أنا ذا في باريس أعيش لحظات جميلة، يكفي أن تعيش في كنف التاريخ، وكأنك تسير وسط متحف مفتوح، التماثيل والمباني التي تعود إلى مراحل مختلفة من تاريخ فرنسا العريق.. التاريخ حاضراً ذاك هو سجن الباستيل في الجهة المقابلة لا يزال يقف شامخا مرعبا كما كان في يوم من الأيام، كان له شأن كبير. لكنه اليوم مجرد قلعة يمر بجوارها السواح، ولا أعلم إن كانوا حولوه إلى متحف أم فندق، فهناك قصور ومنازل كثيرة تعود إلى عصور مختلفة ولأشخاص وعائلات كان لها شأن يتم تحويلها اليوم إلى فنادق وموتيلات وخانات.. إن ذلك يعتبر جزءاً من الحفاظ على طابع البلاد وتراثها وتاريخها الطويل الذي يمتد إلى مرحلة ما قبل الميلاد عندما غزاها يوليوس قيصر بجيشه الروماني قبل ميلاد المسيح عليه السلام، كانت تسمى في ذلك الوقت بلاد الغال التي ورد ذكرها في التاريخ القديم.. ثم استقرت فيها القبائل الجرمانية وكان من بينها قبيلة الفرنكة أو الفرنجة التي تمكن ملكها من توحيد بقية القبائل تحت لوائه والاستقرار في هذه المنطقة، ومع زوال الإمبراطورية الرومانية في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد أعطت تلك القبيلة اسمها للبلاد(فرنجه) تحولت مع الوقت إلى فرنسه. وتعتبر فرنسا اليوم أكبر بلد في أوروبا الغربية مساحة، وتتبوأ مركزاً سياسياً مهماً على مستوى العالم. وربما يكون ذلك، بحسب كثير من المؤرخين، هو الإرث الذي تركه شارل ديجول الذي تولى رئاسة الجمهورية من سنة 1958م إلى سنة 1969م، وتمكن من تأسيس جمهورية قوية جعلت من فرنسا قوة عالمية، واتَّبع منذ ذلك الوقت سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة الأميركية وعن العالم الشيوعي آن ذاك.. تشتهر فرنسا بأشياء كثيرة، فهي معروفة مثلاً بأنَّها بلاد الحرية والعدل والمساواة، أو هكذا كانت قبل نحو ثلاثمائة عام عندما انطلقت الثورة الفرنسية لتنشر تلك المبادئ في أوروبا في ذلك الوقت.. مدينة الملائكة أما باريس فهي مدينة النور والملائكة وعاصمة الحب والرومانسية وقد رأيت أشياء جميلة ورائعة في هذه المدينة المفعمة بالحب والدفء بالرغم من برودة الطقس، لقد رأيت النور والحرية ولكنني لم أر المساواة بشكل فعلي، ولم أر الملائكة إلا إذا كان المقصود كل تلك الحسناوات اللاتي يشبهن الملائكة، وقد تدثرن بالفرو الأبيض، لابد أن اعترف أن نسبة الجمال لدى الباريسيات عالية جداً، ورقتهن تزيدهن جمالاً وأنوثة، الواقع إنني لم أر قبحاً في هذه المدينة، كل شيء جميل ورائع، نسبة الجمال عالية في كل شيء.. وهكذا قضيت أياماً رائعة أستكشف كل يوم شيئاً جديداً بالرغم من أن هذه ليست زيارتي الأولى لهذه المدينة التي تأسرك وتجعلك تعود لها مهما ابتعدت. ربما ينطبق عليها المثل المصري القائل إن من شرب من مياه النيل لابد أن يعود إليه، هنا يمكن أن نقول إن من شرب من نهر السين لابد أن يعود إليه مرات عديدة.. شهرة طاغية تعتبر باريس أكبر المدن الفرنسية وتُعد واحدة من اكبر وأشهر مدن العالم، وتمكنت من الاحتفاظ بمركزها كعاصمة للعلوم والفنون والثقافة والآداب عبر مئات السنين. ويعود تاريخ جامعتها السوربون الشهيرة، إلى ما قبل ثمانية قرون. وتجتذب باريس الفنانين والأدباء من جميع الأجناس، وقد وصل كثير من الفنانين الكبار إلى قمة إبداعهم في هذه المدينة التي اشتهرت بجمالها وعمارتها الرائعة، ويزورها سنوياً ملايين السائحين. ومنها ينطلقون إلى بقية أجزاء فرنسا التي تجذب السواح أيضاً، فهناك جبال الألب التي تمتد عبر أوروبا والتي تغطي قممها الثلوج، وهناك الشواطئ المشمسة الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقرى الصيادين المنتشرة على ساحل المحيط الأطلسي، والقلاع التاريخية وبساتين التفاح الغنية بالألوان ومزارع الكروم المترامية في أنحاء الريف الفرنسي وحقول الحبوب المنتشرة في العديد من الأقاليم. من باريس ينطلق السياح كذلك إلى بقية الأقطار الأوروبية، بحكم موقع باريس وشهرتها الطاغية على بقية المدن الأوروبية.. أسرار غامضة عندما عبرت ساحة الكونكورد متجهاً إلى قوس النصر عبر شارع الشانزلزيه الشهير قفز إلى ذهني أمران متناقضان، أولهما كان رومانسياً يتمثل في قصائد نزار قباني، وثانيهما غامضاً يتمثل في رموز ومغامرات روبرت لانجدون الذي جسد دوره الممثل توم هانكس في فيلم "شفرة دافنشي"، المقتبس عن رواية دان براون.. شعوري بالغموض في تلك اللحظة تعزز عندما توقفت بالقرب من المسلة الفرعونية التي نصبت في هذه الساحة، فكل ما يتعلق بالفراعنة يبقى غامضاً مليئاً بالأسرار.. تمتد ساحة الكونكورد من بوابة حديقة التويلرى بطول 360 متراً و210 أمتار عرضاً، مشكلة امتداداً لحدائق التويلرى، وتطل عليها شرقاً كنيسة لامادلين، وغرباً مبنى مجلس النواب في حين تتوسطها مسلة الأقصر التي أهداها السلطان محمد على باشا لشارل العاشر عام 1829م، غير أنها لم تصل باريس إلا عام 1833م في عهد لوي فيليب ويبلغ طولها 23 متراً، ويصل إجمالي وزنها 220 طناً.. ووجدتني أعود لقصيدة نزار كلما عبرت بمكان من الأماكن ذكرها الشاعر العاشق في قصيدته.. لقد أسرته تفاصيل المدينة كما أسرتني، ليتني كنت شاعراً مثله، ليتني كنت عاشقاً مثله، لكن من غيره يمكن أن يكون أميراً للعشق وللحب من غيره يمكن أن يبدع مثل أشعاره.. في تلك اللحظة يخال إلي كأنني سمعته في رأسي وهو يقول قصيدته بصوته الشاعري، ووجدتني أردد وراءه: يُمْطِرُ عليَّ كُحْلُكِ الحجازيّْ وأنا في وَسَط ساحة (الكونكورد) فأَرْتَبكْ.. وترتبكُ معي باريسْ.. تسقطُ حكومةٌ.. وتأتي حكومَةْ وتطيرُ الجرائدُ الفرنسيّةُ من أكْشَاكِها وتطيرُ الشراشفُ من فوق طاولات المقاهي.. وتطلبُ العصافيرُ اللجوءَ السياسيْ.. إلى عَيْنَيْكِ العَربيَّتيْنْ.. أحدب توتردام أما الشعور بالغموض والذي كان ينتابني فربما تكون الأماكن لها ذلك التأثير الذي يدفعك إلى تقمص ذلك الشعور فهذه المدينة تزخر بالأماكن الغامضة، أو التي كانت شاهدا على أحداث تاريخية غريبة أو غامضة وبها أماكن كثيرة قديمة مدرجة ضمن التراث الإنساني العالمي، وهناك كاتدرائيات وكنائس تعود إلى حقبات زمنية قديمة ومختلفة، أشهرها كتدرائية نوتردام، التي تذكرك برواية "احدب نوتردام" لفيكتور هيجو الشاعر والروائي الفرنسي العظيم. بدأ بناء الكتدرائية عام 1162 وانتهى العمل فيها بعد ما يزيد عن مائتي عام أي في 1420 للميلاد وعندما قامت الثورة العلمانية هدمت التماثيل الموجودة بها وكان عددها 28 تمثالا، وأذابت معظم أجراس الكاتدرائية ما عدا واحد بقي في أحد برجي الكاتدرائية، يبلغ وزنه 12 طناً. ولم تحدث بالكاتدرائية كثير من الأضرار، إذ خرجت سالمة من تمردات القرن 19 وقصف حروب القرن العشرين. وتم فيها الاحتفال بانتصار الحلفاء عام .1944 وتتركب واجهة الكاتدرائية من ثلاث بوابات ضخمة هي بوابة القديسة آن وبوابة القيامة وبوابة العذراء. ويبلغ طول كل برج من برجي الكاتدرائية 69 متراً، ويمكن صعودها بركوب الـ 286 درجة، لتتمكن من مشاهدة قصر العدل، أو الجسور التي تربط جزيرة (لاسيتى) ببقية العاصمة.. وتزين الواجهة وردة زجاجية مركبة وملونه يبلغ قطرها 51 متراً. أما داخل الكاتدرائية، فتوجد قاعة ضخمة يبلغ طولها 120 متراً وعرضها 50 متراً وارتفاعها 52 متراً، ويمكنها استقبال نحو تسعة آلاف شخص، ويبلغ قطر كل عمود من الأعمدة الحاملة للسقف 5 أمتار. خلفية الكاتدرائية ذات نمط معماري يرجع إلى القرون الوسطي؛ وهى تركيبة هندسية رائعة من الأقواس التي يبلغ ارتفاع أطولها 15 متراً، وهى من تصميم المهندس جان رافى في القرن الرابع عشر. وفى منتصف عام 1999 وأثناء القيام بصيانة وتنظيف الواجهة تطلبت أعمال الصيانة تغطية كافة الواجهة، واستغل بعض اللصوص ذلك في القيام بسرقة بعض التماثيل الثمينة التي تزينها. وتمثل التماثيل على أسوارها كائنا أسطوريا شيطانيا يشبه الخفاش، يجلس متوثباً على أسوارها وكأنه يحرسها.. جعلني أتوجس من الغموض الذي يكتنفها خصوصاً عندما مالت الشمس نحو الغروب، شعور غريب يذكرك بأفلام الرعب والدراكولا.. لازمني ذلك الشعور بعد أن تركت نوتردام وغموضها وربما ذلك ما دفعني للبحث عن دار للسينما، ودخلت فيلم أميركي من بطولة جان رينو وهو ممثل فرنسي هوليوودي، الفيلم يدور حول جريمة قتل في باريس مرتبطة بطقوس دينية لجمعيات سرية. ولم يعجبني الفيلم كثيراً. وأكملت سهرتي وحيداً في ناد ليلي ضخم يعد أحد أشهر النوادي في العالم، اسمه "بودا بار".