الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرئاسي» يجهض تحالف الانقلابيين

«الرئاسي» يجهض تحالف الانقلابيين
6 أغسطس 2016 19:53
حسن أنور (أبوظبي) يمثل الإعلان عن تشكيل «مجلس سياسي أعلى لإدارة اليمن»، من قبل طرفي الانقلاب، الحوثيين والمخلوع صالح إشارة قوية على وجود أزمة حقيقة يعاني منها المتمردون، وليس كما يصور لليمنيين بوجود تحالف بينهم. لقد فشل الانقلابيون في تحقيق وعدهم بالإعلان عن أسماء أعضاء هذا المجلس في الموعد المحدد له يوم الثلاثاء الماضي، فضلاً عن ذلك قامت جماعة الحوثي بإصدار تعيينات جديدة في رئاسة الوزراء التي شكلتها بعد الانقلاب في تحد واضح لحليفهم صالح. ولقد أثارت بالفعل هذه التعيينات غضباً وسخطاً لدى أتباع صالح ووصفوه بأنه يعكس رغبة مليشيات الحوثي في فرض أمر واقع بتعيين أتباعها قبل الإعلان الرسمي لتشكيلة المجلس. وبعد مرور أكثر من أسبوع من الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي بدا من الواضح تماما أن هذا الإعلان هو محاولة مستميتة من جانب الانقلابيين في تحقيق رغبتهم بتمديد الأزمة، والهروب من الخضوع للقرار الأممي 2216 القاضي بالانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، وإجبار وفد الحكومة الشرعية على ترك مائدة المفاوضات، بعد أن تسببت مواقف هذا الوفد الداعم للمسار السياسي لحل الأزمة اليمنية في زيادة الضغوط على وفد المتمردين في المفاوضات. وتبشر خطوة تشكيل المجلس الرئاسي بتصاعد حدة الصراع بين المخلوع صالح وحليفه الحوثي على السلطة، فمن جهة فإن هذه الخطوة تكشف نية المخلوع صالح على بذل كل الجهود للتحكم في مؤسسات الدولة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين، خاصة وأنه بهذه الخطوة نجح في إلغاء ما سمي باللجنة الثورية العليا للحوثيين التي سعت للسطو على مؤسسات الدولة بعد الانقلاب. ولعل هذا الموقف كان وراء صدور تعيينات جديدة في رئاسة الوزراء من جانب الحوثيين، وهو ما يؤكد وجود صراع قوي على تولي زمام الأمور بين الحوثي وصالح، بل وبداية معركة حقيقية بينهما. لقد تسببت مواقف الانقلابيين الأخيرة خلال مشاورات الكويت في تضاؤل آمال اليمنيين المعلقة بتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد، وارتفاع الأصوات المطالبة باللجوء إلى الخيار العسكري لحسم هذه القضية، وتجريد الانقلابيين من كل نقاط القوة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، بعد أن ثبت للجميع عدم رغبتهما في الحلول السلمية، وأن مشاركتهما في المشاورات مجرد استهلاك للوقت، فضلا عن زيادة عمليات التسلل إلى حدود المملكة العربية السعودية، وهي مجرد محاولات فاشلة من جانب ميليشيات الانقلابيين لنقل الاهتمام والتركيز الإعلامي، بعيداً عن الخسائر الفادحة التي تتكبدها قرب العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى. وفي هذا الإطار، يواصل طيران التحالف العربي دك ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في صعدة، حيث شنت المقاتلات غارات مكثفة على مواقع في كتاف، استهدفت معسكر اللواء 131، ومواقع في مركز البلدة المحاذية للحدود السعودية، كما دمرت مواقع في منطقة القطعة ووادي آل أبو جبارة، كما شمل القصف موقعين في منطقة مران مسقط رأس زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، وموقعاً في بلدة باقم الحدودية شمال غرب المحافظة. وفي الوقت نفسه، تجدد القصف الجوي على معسكر كهلان القريب من صعدة، كما شن الطيران غارات على تجمعات للمليشيات في منطقة المزرق القريبة من الحدود السعودية شمال محافظة حجة. وقصفت مقاتلات ومروحيات أباتشي مواقع وتجمعات قبالة مركزي الهضبة والخوبة في منطقتي نجران وجازان جنوب السعودية. وهاجم الطيران أيضاً مواقع قبالة ظهران الجنوب بمنطقة عسير. ودمرت ضربتان جويتان تجمعاً للمليشيات في بلدة الغيل بمحافظة الجوف، وأصابت ثلاث غارات مواقع في منطقتي الخبوة ووعل وسط بلدة صرواح في مأرب، فيما احتدم القتال في بلدة نهم شمال شرق صنعاء، حيث هاجمت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية مواقع للمليشيات في منطقة حريب نهم شرق البلدة التي تبعد 40 كيلومتراً عن العاصمة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وبات أكثر من 20 موقعاً للميليشيات في بلدات بني حشيش وأرحب وبني الحارث شرق وشمال صنعاء في مرمى قوات الشرعية التي تواصل تقدمها في نهم. جرائم حرب للحوثيين في إطار الممارسات الإجرامية التي تتبعها منذ قيامها بالانقلاب على الشرعية بحق القبائل اليمنية، أقدمت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، على إعدام أربعة من مشايخ قبيلة آل عمر، بالبيضاء وسط اليمن. وتم العثور على جثث المشايخ الذين اختطفتهم الميليشيات قبل أربعة أيام من منازلهم بمديرية ذي ناعم، مرمية بإحدى الشعاب بمديرية الملاجم بمحافظة البيضاء. والمشايخ الذين قامت بإعدامهم، هم أحمد محمد العمري، أحمد صالح العمري، صالح أحمد العمري، صالح سالم البنه، وهم من مشايخ ووجهاء قبائل آل عمر بمديرية ذي ناعم بالبيضاء. ونفذت الميليشيات الانقلابية نفذت عملية إعدام جماعية بحقهم، بعد تقييدهم، وهو ما أثار سخط وغضب الأوساط القبلية اليمنية لتلك الجريمة، ووصفوها بأنها جريمة حرب، وتتنافي مع القيم الإنسانية، ولقد جاءت هذه العمليات الإجرامية البشعة، بعد أن كبدت المقاومة الشعبية في البيضاء ميليشيات صالح والحوثي خسائر فادحة، خلال الفترة الماضية. على صعيد آخر، قامت ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال ساعات قليلة، بتفجير سبعة منازل في ثلاث محافظات يمنية، وذلك استمراراً لمسلسل عمليات تفجير المنازل التي أصبحت جزءا من أفعالها الإجرامية المدانة محلياً ودولياً. ففي محافظة إب، فجرت ميليشيات الحوثي منزلين لمواطنين في عزلة الأبعون بمديرية حزم العدين، بعد اقتحام القرية بـ10 أطقم، وعليها عشرات المسلحين وروعت الأطفال والنساء في القرية. وقامت الميليشيات بطرد الأطفال والنساء من المنزلين ونهبت محتوياتهما، ولغمت المنزلين بعبوات متفجرة، وسط استياء شعبي كبير. كما قامت ميليشيات الحوثي بتفجير منزلين لقادة في المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء وسط البلاد، حيث قام الحوثيون بتفجير منزل قائد كتائب البيضاء أبو علي الصومعي، كما قاموا بتفجير منزل القيادي بجبهة ذي ناعم، صالح علوي البراشي، وهو ما أدى بالتالي إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة جراء التفجيرات. وجاءت عملية تفجير المنازل، بعد ساعات من عمليات ناجحة نفذتها مقاومة ذي ناعم ضد ميليشيات الحوثي وقتل على إثرها القيادي الحوثي ماجد العوكبي و4 من مسلحيه، فيما أصيب قيادي حوثي آخر يدعى أبو زيد غربان. وفي محافظة تعز جنوب غربي اليمن قامت ميليشيات الحوثي بتفجير ثلاثة منازل في منطقة الأعمور بمديرية حيفان. وتعود ملكية المنازل الثلاثة التي جرى تفجيرها للشيخ جازم العامري قائد المقاومة في المنكفة وأحد أبنائه. الميليشيات وحمار نقل المؤن في واقعة طريفة توضح مدى سذاجة الانقلابيين، طالبت ميليشيات الحوثي بمحافظة إب بتسليمها حماراً كانت تتخذه المقاومة الشعبية وسيلة لنقل الغذاء والعتاد للمناطق الجبلية بجبهة الشعاور بمديرية حزم العدين غرب محافظة إب وسط اليمن. وعقدت الميليشيات اجتماعاً بهذا الشأن في قرية بني سعيد بعزلة الشعاور حضره قياداتها، وطالبوا الأهالي بتسليمهم الحمار الأبيض بتهمة مشاركته مع المقاومة في التصدي للمليشيا طيلة الأشهر الماضية. وأضافت مصادر قبلية، أن الأهالي رفضوا تسليم الحمار، ما جعل الميليشيات تهدد وبشكل صريح بقتل صاحب الحمار، وتفجير منزله إن لم يسلمه لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©