الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يتقدم بخطى واسعة نحو رئاسة تركيا

أردوغان يتقدم بخطى واسعة نحو رئاسة تركيا
25 ابريل 2014 00:07
من فضيحة فساد إلى عمليات تنصت هاتفي واحتجاجات شعبية، يبدو أن لا شيء سيبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مسعاه لتبوؤ منصب رئيس الجمهورية الأول المنتخب مباشرة من الشعب في الصيف. فيما أحيا الأرمن ذكرى الإبادة التي تعرض لها هذا الشعب قبل 99 عاماً في ظل السلطنة العثمانية، غداة بادرة غير مسبوقة وغير متوقعة من تركيا التي وجهت تعازيها إلى أحفاد ضحايا تلك المأساة التي لم تعترف بها كإبادة. واتهمت أرمينيا تركيا بمواصلة الانخراط في «الإنكار التام»، لما تعتبره يريفان إبادة جماعية للأرمن إبان الحرب العالمية الأولى، وذلك عقب أكثر بيان اتساماً بروح المصالحة يأتي من أنقرة. ومع نسبة 45% من الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات البلدية في 30 مارس، على الرغم من حملة تخللتها عراقيل أمام طموحاته، يرى الرجل القوي في البلاد نفسه على قمة هرم السلطة، لا سيما وأنه سبق أن حذر بأنه سيستخدم جميع السلطات المعطاة إليه. وأكد أردوغان «أنوي استخدام جميع صلاحيات الرئيس»، ملمحاً إلى أنه سيبتعد عن تقاليد النظام البرلماني الذي يمنح الصلاحيات الأكبر لرئيس الوزراء ويحد من سلطات الرئيس. وتجري الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى بالاقتراع العام المباشر في 10 و24 أغسطس، ويبدو أردوغان أوفر المرشحين حظاً بالفوز حتى الآن. فرئيس الوزراء الذي فشل في تعديل الدستور لفرض نظام رئاسي، أعرب أنه يسعى إلى رئيس «يتعرق ويركض ويدفع إلى الركض»، أي رئيس يسيطر على الجهاز التنفيذي ويتحكم بالحكومة، برأي المراقبين. لكن الرئيس الحالي عبد الله غول المرشح المحتمل ورفيق درب أردوغان، سبق أن رفض تبادل الأدوار بما يشبه ما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف. وصرح غول أن «هذه الصيغة غير مناسبة لتركيا»، مؤكداً أنه لا يملك «مشروعاً سياسياً في الظروف الحالية». وعلق سركان دميرتاش مدير مكتب النسخة الإنجليزية لصحيفة حرييت، أن «غول يرفض أن يكون رئيس حكومة مطيعاً، الأمر الذي يتمناه أردوغان، كي يمتلك حرية قيادة تركيا» التي يحكمها بلا منازع منذ 2002. لكن المعلق السياسي اعتبر أن الرجلين لن يتواجها في صراع قوة قد يؤذي حزب العدالة والتنمية الذي أسساه معاً عام 2001، وأوصلاه إلى الحكم في العام التالي. غير أن غول تمايز مؤخراً مرات عدة عن أردوغان، موصياً بالاعتدال أمام تصاعد الاحتجاجات على «تسلط» رئيس الوزراء وهجماته الحادة على منتقدين، ومن بينهم أنصار الداعية فتح الله غولن. ويتهم أردوغان هؤلاء بتشكيل «دولة موازية» والتآمر عليه. لكن الرجلين يسعيان لنفي أي خصومه أو احتمال مواجهة بينهما. وصرح أردوغان أمس الأول رداً على سؤال صحفي «لن يكون هناك على الإطلاق أي خلاف بيني والرئيس». وتناقلت الصحف أسماء عدة لمنصب رئاسة الوزراء، لا سيما نواب رئيس الوزراء الحاليين بولنت أرينتش وعلي باباجان المخلصين لأردوغان، العاجز بموجب الدستور عن تولي ولاية رابعة على رأس الحكومة، بعد انتخابات 2015 التشريعية. وأشار دميرتاش إلى أن «ترشح أردوغان لم يعد فيه شك، يبقى أن ننتظر إعلانه رسمياً». وصرح سزغين تانريكولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، التشكيل المعارض الرئيسي في البرلمان، بأن «السلطة تتصرف كما لو أن الرئيس المقبل لن يمثل إلا حزب العدالة والتنمية، ماذا عسانا نفعل بـ55% لم يصوتوا لأردوغان؟» في الانتخابات البلدية، مندداً «بمناورة نظام الحزب الواحد». في غضون ذلك، أحيا الأرمن أمس ذكرى الإبادة التي تعرض لها هذا الشعب قبل 99 عاماً في ظل السلطنة العثمانية، غداة بادرة غير مسبوقة وغير متوقعة من تركيا التي وجهت تعازيها إلى أحفاد ضحايا تلك المأساة ، ولم تعترف بها كإبادة. وأجرت منظمات تركية لحقوق الإنسان والأرمن، أول فعاليات لإحياء الذكرى أمس أمام محطة حيدر باشا للقطارات، حيث انطلقت أول قافلة ترحيل لمئات الأعيان. ورفع المتظاهرون وسط حماية الشرطة صوراً لمرحلين، ولافتة كتب عليها «نحيي ذكرى ضحايا إبادة الأرمن: مئات الجروح لم تندمل مع الزمن». ومن المرتقب إجراء تجمع آخر في المساء في ساحة تقسيم في قلب المدينة. كذلك يوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة إلى الأرمن كما فعل أسلافه. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي التعازي التركية بـ«التاريخية»، معتبراً أنها قد تعيد فتح الطريق أمام تطبيع للعلاقات بين أرمينيا وتركيا. وفي الواقع تحدث أردوغان في رسالته عن ضرورة إجراء مصالحة بين الأرمن والأتراك. وقد جرت خطوة في عام 2007 بين الدولتين المتجاورتين اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، من دون أن تتكلل بالنجاح بسبب النزاع في ناجورني قره باخ بين أرمينيا وأذربيجان حليف أنقرة. واتهمت أرمينيا أمس تركيا بمواصلة الانخراط في «الإنكار التام» لما تعتبره يريفان إبادة جماعية للأرمن إبان الحرب العالمية الأولى . وقال فيجن سركيسيان أحد مستشاري رئيس أرمينيا سيرج سركسيان، إن بيان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعد «قمة الإتقان في الإنكار والطمس للإبادة الجماعية للأرمن». ونقل موقع «ريجنوم دوت رو» عنه القول، إن البادرة التركية «احتوت كل الأطروحات الشهيرة لمثير الاضطرابات السياسية التركي، حيث وضعت الجلاد وضحيته في سلة واحدة، مع تشويه القضية والدعوة إلى إعادة النظر في الحقائق التاريخية». وأصدر الرئيس الأرمني سيرج ساركسيان بياناً قبيل المراسم المقررة أمس لإحياء ذكرى نحو 1,5 مليون أرمني «قتلوا لكونهم ببساطة أرمن». وقال في البيان إن «وريث الدولة العثمانية التركية يواصل سياسة الإنكار التام، إننا على قناعة بأن إنكار جريمة يؤكد الاستمرار المباشر في ارتكابها». وأضاف «إننا لا نعتبر المجتمع التركي عدواً لنا»، وتقدم بالشكر للأتراك الذين ساعدوا الأرمن خلال أعوام الحرب. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©