الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سراب

10 نوفمبر 2009 23:00
أكون سعيداً وأنا أكتب تلك المقالات المتتالية عن إنجازات وأحداث سياحية كل منها يستحق أكثر من مقال، نعم فقد كانت مقالاتي الأسابيع الماضية كلها عن إنجازات واحتفالات محلية ..هيئة أبوظبي للسياحة وطيران الاتحاد وسباق الفورمولا1، وكذلك جريدة الاتحاد التي أضحت في الأربعين من عمرها. أما مقال اليوم فسيكون عن سراب..! السراب كما عرفنا وتعلمنا في المدارس قديماً أنه ذلك الوهم أو الخداع البصري الذي يجعلك ترى الماء على بعد في الصحراء..وكلما اقتربت منه صار أبعد..فلا تلحق به أبداً..فلا هو ماء ولا هو حقيقة..مجرد سراب..! لكن أبوظبي جعلت من السراب حقيقة..وجعلتنا ندرك الماء وغير الماء ونلحق به في الصحراء بل في أكبر صحراء في العالم، ألا وهي الربع الخالي. السراب أو قصر السراب هو منتجع وفندق صحراوي جديد في المنطقة الغربية في وسط كثبان الربع الخالي الرملية، قد يحسبه البعض مجرد فندق أو منتجع مثل العشرات والمئات من الفنادق، ولكنه في حقيقة الأمر إنجاز سياحي راق يضاف إلى إنجازاتنا السياحية. كنت أشعر برغبة شديدة في رؤية هذا المشروع بعد إنجازه، حتى حانت اللحظة لزيارته يوم الافتتاح ضمن أحد الوفود الإعلامية الكثيرة التي زارت المنتجع، كانت الأمور من بدايتها واضحة أنني سأرى شيئاً مختلفاً، السائق في الصباح الباكر وفي موعده تماماً ينتظر، برنامج واضح ومحدد لرؤية كل شيئ منذ لحظة الوصول، شرح كامل ومنظم لكل ما يحتويه المنتجع من تفاصيل، وهكذا يقولون “إن الخطاب دائماً يقرأ من عنوانه”. ببساطة يمكن تلخيص ما رأيته وسمعته أن هناك إنجازاً غير مسبوق في تحويل جزء من صحراء الربع الخالي إلى أحد أرقى الأماكن في العالم..! إنجاز رائع بكل المقاييس نجحنا في تحقيقه مع الاحتفاظ بكل ملامح الهوية الثقافية الإماراتية، بل يمكن أن نقول إنه إعادة إحياء لتلك الهوية وتقديمها بشكل راق وسط الكثبان الرملية القاسية، أو التي كانت قاسية. لم أتخيل يوماً أنني سأجد في صحراء الربع الخالي الأسطورية - التي كثيراً ما سمعنا عنها في حكايات وأساطير الماضي- مكاناً رائعاً وراقياً للإقامة والاستمتاع بملذات الحياة، صحراء الربع الخالي التي كان الناس يخافون ويخشون مجرد الاقتراب منها صارت الآن مكاناً سياحياً ومنتجعاًً يستقبل أهل الإمارات وضيوفهم وزوارهم من كل جنس ولون. شاءت الصدفة أن التقي أول نزلاء الفندق وهما نزيلان من سنغافورة قادتهم شبكة الإنترنت للمنتجع في يوم افتتاحه، سمعت منهم كلمات إشادة وانبهاراً كنت أتمنى لو سمعناها جميعاً. إنه عمل أقل ما يقال عنه أنه رائع، وأنه إضافة، وأنه إنجاز ضخم جديد يضاف ويضيف ويستضيف..عمل يرفعنا ويدفعنا وينفعنا..عمل يحركنا خطوات إلى الأمام..لذلك لا أملك إلا أن أبعث بتحية رقيقة وقوية وعفوية من القلب إلى كل من فكر وخطط ونفذ وشارك في هذا العمل الجميل..ودائما إلى الأمام. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©