السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استغلال ثروة أفغانستان المعدنية لتبديد التشاؤم بشأن الحرب

19 يونيو 2010 00:28
روج المسؤولون الدفاعيون الأميركيون هذا الأسبوع لثروة أفغانستان المعدنية غير المستغلة بوصفها خبرا سارا نادرا، في ما قد تكون محاولة لتبديد التشاؤم بشأن الحرب ونتائجها. وإذا كان توقيت الخبر يهدف الى تغيير نبرة سلبية في التقارير الإعلامية عن الصراع المستمر منذ تسعة أعوام، تساءل خبراء كيف يمكن لتقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) لثروة معدنية تتجاوز قيمتها التريليون دولار أن تغير دفة الأمور بأي حال من الأحوال. واستخراج المعادن في دولة ما في وقت السلم مقامرة ضخمة ناهيك عن محاولة استخراجها في دولة في حالة حرب، حيث البنية التحتية متهالكة ويعرف عن حكومتها الفساد والافتقار للكفاءة. وعلق انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مؤسسة بحثية في واشنطن “الخبر السار الذي تم نسجه بدقة حول المعادن الأفغانية قد تثبت واقعيته الاقتصادية وقد لا تثبت.. عمليا لن يكون هناك مردود للموارد المعدنية بأفغانستان قبل خمس سنوات على الأقل”. وقال بروس ريدل خبير شؤون أفغانستان إن هذه الثروة من ذهب ونحاس وخام حديد والسلع باهظة الثمن مثل الليثيوم والمعادن النادرة يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة، حيث تتصارع الصين والهند وروسيا على منجم الثروة. وقال ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. ايه) “بالإعلان عن هذا يقولون إن أفغانستان مكان جيد باستثناء الإرهاب.. لكن هذا في الواقع قد يذكي الخصومات بالمنطقة والتي كانت محور مشاكل أفغانستان لقرنين”. ومن المتوقع أن يأتي معظم الاهتمام بالمعادن من الصين والهند لأن الشركات الأميركية والكندية وغيرها أكثر ميلا تقليديا لتجنب المخاطر وستواجه مشاكل في تفسير الخطوة لحاملي الأسهم. وتقوم أخبار الثروة المعدنية على أساس حسابات مخزونات المعادن من دراسة لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية نشرت عام 2007 وكان الهدف منها تحديث بيانات ترجع إلى الحقبة السوفيتية، وكذلك تلك التي وضعها جيولوجيون بريطانيون. كما أخذ مسؤولون دفاعيون عينات غير أن النتائج غير كاملة. والمسألة الأخرى هي ما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسعى الى تغيير رواية الاستراتيجية الأميركية للحرب خاصة قبل مؤتمر دولي عن أفغانستان يعقد في كابول في 20 يوليو. وقال مساعد بالكونجرس الأميركي طلب عدم نشر اسمه “الجميع يدركون أن هذه حيلة سياسية لتغيير الرواية”. كما تؤثر الجداول الزمنية التي حددها أوباما، لمراجعة استراتيجيته في ديسمبر وايضا تحديد موعد بدء انسحاب القوات في يوليو 2011، على الجدل. وفي جلسات بالكونجرس هذا الأسبوع سعى المسؤولون الدفاعيون الأميركيون الى احتواء سخرية متزايدة بين الكثير من المشرعين من الحزبين بشأن مسار الحرب، بما في ذلك تباطؤ العمليات في قندهار معقل طالبان والتي ينظر اليها على أنها محور تغيير دفة الحرب. وقال النائب جيمس مكجافرن من الحزب الديمقراطي “يبدو أن الأمور تتكشف.. أعتقد شخصيا أننا بحاجة الى إعادة النظر في استراتيجيتنا بأفغانستان.. هناك المزيد من الناس الذين يفكرون قائلين (ما هذا الذي نفعله؟)”. وفي شهادته يوم الأربعاء وصف الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأميركية الحرب الأفغانية بأنها مثل “قطار الملاهي” تصعد وتهبط، لكنه أكد إحراز تقدم فيما قال وزير الدفاع روبرت جيتس “الرواية.. كانت سلبية جدا”. وانتقد عدة مشرعين من بينهم السناتور جون مكين المرشح السابق لانتخابات الرئاسة وبطل الحرب، أوباما لتحديده مواعيد نهائية قائلا إنها ستمكن العدو الذي سيظل كامنا الى أن ترحل القوات الأميركية. وقال مكين “حان الوقت كي يقول الرئيس بشكل لا لبس فيه إننا سنظل في أفغانستان حتى نحقق النجاح”، مشيرا الى أن كل الأمور تسير في الاتجاه الخطأ.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©