الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء لـ «الاتحاد»: عمليات تمويل الإرهاب تتم من خلال جمعيات «إخوانية»

17 يونيو 2017 02:48
صالح أبوعوذل (عدن) أجمع خبراء وسياسيون يمنيون على تورط قطر في تمويل التنظيمات المتطرفة في اليمن، عبر جمعيات تابعة للإخوان، فيما كشفت تقارير إخبارية عن إنقاذ قطر تنظيم القاعدة في اليمن من أزمة مالية قبل ثلاثة أعوام. وكشفت مصادر يمنية وثيقة الصلة، إنقاذ قطر تنظيم القاعدة من أزمة مالية خانقة تعرض لها التنظيم في اليمن قبل ثلاثة أعوام، جراء الحرب التي شنها الجيش اليمني والقبائل ضد التنظيم في محافظة أبين. وقبل ثلاثة أعوام شنت قبائل أبين وشبوة، مسنودة بوحدات من الجيش اليمني، معارك ضد تنظيم القاعدة، الأمر الذي تسبب بأزمة مالية للتنظيم، دفع الدوحة إلى تقديم مبلغ وقدره 15 مليون دولار ذهبت إلى التنظيم وعناصر قبلية مرتبطة به في شمال اليمن. وقال مستشار وزير السياحة اليمنية عبدالرحمن سالم الخضر، إن «قطر ولسنوات طوال، استمرت في تشويه الحقائق عبر قناة الجزيرة، فضلاً عن دعمها قوى التطرف في اليمن، كما دعمت جمعيات وهمية متطرفة باسم خيرية، ومن خلالها مارست الكثير من الجرائم طالت الكثير من أبناء اليمن، ومن بين هذه الجمعيات تلك التي يقودها حزب الإصلاح الإخواني». من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني قيس الشاعر «إن قطر أعطت مشروعية لدعمها الإرهاب، اتخذت من الجمعيات الخيرية الممتدة على طول اليمن غطاء لتمويل الإرهاب، ومعظم تلك الجمعيات الممولة من قطر تعود إلى حزب الإصلاح الجناح السياسي للإخوان في اليمن». وأضاف الشاعر «من خلال متابعتنا لنشاط تلك الجمعيات والأعمال التي تقوم بها، وجدنا أنها لعبت دوراً كبيراً في تجنيد الشباب لمصلحة المجاميع المتطرفة، بل إن عدداً من قيادات حزب الإصلاح الممول من قطر دفعوا بأبنائهم للالتحاق بالقاعدة، وعلى رأسهم الزنداني الذي قتل نجله في غارة جوية بأبين، وأيضا رئيس التجمع اليمني الإصلاحي في إب، والذي قتل نجله أيضاً في أبين». ويقول الناشط جعفر عاتق إن الدوحة تتخذ من الجمعيات الخيرية وسيلة لإيصال الدعم للقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية، لما تجده هذه الجمعيات الخيرية من حصانة من الرقابة، وتقديس لدورها في مساعدة الشعب الأفقر في المنطقة، ولكن قطر استخدمتها للوصول إلى مآرب أخرى غير العمل الخيري. يؤكد الناشط الحقوقي فيصل السعيدي أن قطر تبحث عن وجودها في عالم أوسع رحابة، والطموحات مشروعة، سواء أكانت لدولة أو جماعة أو فرد، فالجميع يحلم ولكن بعض الأحلام صعبة المنال، وقد تعود بالأضرار على صاحبها، وبالذات عندما يكون الطموح أكبر من القدرات الذاتية. وأضاف: «دولة قطر صغيرة المساحة، قليلة السكان، حديثة النشأة، لديها ثروات طبيعية ساعدت شعبها على النمو الاقتصادي والاجتماعي السريع، وحكام هذا البلد من جيل الشباب، ينظرون إلى السياسة من زاوية واحدة، هي التباهي بالمال والاستعراض الإعلامي الذي تم تسخيره لهذا الشأن، حيث عملت القيادة منذ سنوات على شراء ذمم كوادر إعلامية ورجال دين وسياسة، وحتى تم استثمار شخصيات رياضية، وبالتزامن أيضاً تبنت الفكر الإخواني المتطرف للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وكان الغرض هو الاحتماء والتباهي بهؤلاء، وهذا جعلها هدفاً سهل المنال، حيث استطاع الإخوان ابتلاع قطر تدريجياً». وقال السعيدي «دولة قطر تبنت كثيراً من الملفات حول العالم، ظاهرها إنساني حقوقي، وباطنها تمرير الدعم المالي المطلوب إلى التنظيمات المسلحة التي تتبنى الإرهاب، وبذلك فهي تساعد على انتشار الجريمة واتساع رقعة الحروب واتساعها عبر دفع الفديات المالية الكبيرة لتحرير الرهائن في صفقات مشبوهة، والأدلة كثيرة ومتعددة، كما تبث تورط دولة قطر بدعم منظمات وموسوعات خيرية واجتماعية في أبين والجنوب واليمن عموماً، كما فعلت مع منظمة الصليب الأحمر الدولي أثناء حرب أبين 2011- 2012 بين الجيش والمسلحين، فكانت العلاقة واضحة بين تلك الأطراف التي قدمت الدعم الغذائي المباشر بواسطة الصليب والإحسان للقاعدة». من جانبه، قال جمال العواضي مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية «ايجيس»، إن قطر قدمت دعماً لتنظيم القاعدة في اليمن بمبلغ وقدره 15 مليون دولار، تحت ذريعة فدية وإنقاذ مواطنة سويسرية كان التنظيم قد اختطفها للمطالبة بفدية. وأضاف أن الدوحة لم تكتف ببناء علاقات ودعم تنظيم القاعدة في اليمن، بل استطاعت بناء شبكة إرهاب دولية من أفغانستان إلى اليمن، مروراً بباكستان وسوريا وليبيا، معتمدة على علاقاتها السابقة مع قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة الذي توزع في دول عديدة مع موجة الربيع العربي. وأشار إلى أن الدعم القطري المباشر وغير المباشر شكل أهم قنوات الدعم للتنظيم في اليمن، حيث كان يتمثل الدعم بتقديم الدوحة أموالاً على شكل فدية، مقابل إطلاق مختطفين لدى التنظيم، ودفعت بذلك شيوخ قبائل وشخصيات أمنية وعسكرية إلى ممارسة عمليات الاختطاف كمهنة مربحة من خلال بيع المختطفين لتنظيم القاعدة الذي بدوره يفرج عنهم بعد تسلم مبالغ كبيرة من دولة قطر. وقال إن إحدى هذه العمليات التي نفذتها الدوحة كانت قبل أقل من ثلاث سنوات، حين كان تنظيم القاعدة يمر بأزمة مالية خانقة نتيجة الحرب المفتوحة التي شنها الجيش اليمني حينذاك على التنظيم. وأضاف: «تتمثل الواقعة في عملية اختطاف القاعدة لمواطنة سويسرية، ودخول قطر على خط التفاوض مع القاعدة لإطلاق المختطفة مقابل مبلغ مالي كبير قدمته الدوحة للقاعدة وصل إلى 15 مليون دولار، منه عشرة ملايين دولار للتنظيم، و5 ملايين دولار لشخصيات قبلية ذات علاقة بالتنظيم، وكادت حينها أن تسبب العملية أزمة وقطيعة بين اليمن والدوحة، بسبب التصرفات غير المقبولة التي قام بها الوفد القطري الذي دخل اليمن عبر مطار صنعاء، لكونه وفداً من رجال الأعمال بصحبة شخصية دبلوماسية، ودون التنسيق مع الجانب اليمني». وقال مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية «ايجيس» إنه حين وصل الوفد الدوحة تم التعاطي مع العملية، لكونها نصراً كبيراً للدوحة وإنجازاً إنسانياً، بينما هي عملية تمويل مباشرة لتنظيم إرهابي، حيث فتحت هذه العملية أبواب الاختطافات بصورة كبيرة في اليمن من أجل الحصول على أموال من دولة قطر التي حققت ما تريد بطريقة ملتوية. وأضاف «هذه العملية هي مثال على التصرف القطري حيال ملفات شائكة واستثمار الجماعات المنفلتة والمتطرفة لخدمة مشاريعها التخريبية ضد جيرانها وأشقائها العرب والمسلمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©