الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عراقي يصنع طائرة بيديه.. وتهبط به في السجن

12 ابريل 2012
حلق وسام محمد كاظم في سماء العراق لدقيقتين، مستخدماً طائرة صغيرة صنعها بنفسه، إلا أن حبه للطيران قاده إلى السجن فور هبوط الطائرة على الأرض، كونه صنعها وقادها من دون إذن رسمي. ويقول الشاب كاظم البالغ 25 عاماً، والذي يعمل في ورشة لتصليح مولدات الكهرباء المنزلية في مدينة الرميثة التي تبعد 250 كيلومترا جنوب بغداد: "الطيران هوايتي منذ الطفولة، وكنت أتمنى دوما أن أكون طيارا". ويضيف كاظم المسؤول عن إعالة والدته وأربعة أشقاء "عملت لسبعة أشهر متواصلة وصنعت طائرة صغيرة (...) لكنني اعتقلت لدى هبوطي لأربع ساعات ولم أخرج إلا بكفالة بلغت مليون دينار تقريبا حوالى 800 دولار". وقال مدير شرطة الرميثة العقيد سعران الشمري إن "الشرطة اعتقلت وسام لمدة اربع ساعات، لأنه صنع طائرة من دون الحصول على إذن رسمي"، مؤكدا إطلاق سراحه بموجب كفالة. وتحمل الطائرة التي صنعها كاظم وتحتجزها شرطة الرميثة حاليا مقعداً واحداً، وهي من دون زجاج حول مقصورتها، كما انها غير مزودة بأي أجهزة كهربائية او مؤشرات للحرارة أو للارتفاع أو للاتجاه أو للسرعة. تعمل الطائرة بفضل محرك صغير هو عبارة عن مولد ثبتت عليه مروحة خشبية صغيرة قطرها 60 سنتيمترا. ويبلغ وزن هذه الطائرة 140 كيلوغراما وعرضها سبعة امتار، أما ارتفاعها عن الارض فحوالى مترين. وكان كاظم قد صنع اجنحة الطائرة من القماش الملون بالاحمر والاخضر والازرق، علما ان المادة الرئيسية التي صنع منها جسم الطائرة هي الالمينيوم بالاضافة الى انابيب حديدية. ويروي كاظم الذي لم يكمل سوى مرحلة الدراسة المتوسطة "اقتبست فكرة صناعة الطائرة من الانترنت عن طائرة شراعية مشابهة، وقد كلفني صنعها 1.2 مليون دينار (نحو ألف دولار)". ويشير الى انه حلق بالطائرة لدقيقتين "على ارتفاع حوالى مترين في منطقة الهلاجية وسط الرميثة وعلى مسافة 200 متر تقريبا". ويقول "شعرت بالخوف خلال الرحلة، لكن طموحاتي كانت اكبر من ذلك". ويروي أنه "في الساحة المهجورة الواقعة في اطراف الرميثة، تجمع عشرات الاهالي. فصفق لي البعض فرحا، في حين أن اخرين جعلوني أخاف وقد طلبوا مني ان اسلم الطائرة للدولة". واعتقلت الشرطة التي كانت تتواجد على مقربة من المكان، كاظم فور هبوطه. وأكدت له انه لا يمكن اعادة الطائرة المحتجزة الا بموافقة القضاء الذي يطلب شهادة براءة اختراع قبل الموافقة على إطلاق الطائرة. ويؤكد كاظم الذي سبق وحاول صناعة طائرة قبل ثلاث سنوات إلا انه فشل في إكمالها بسبب النقص في التمويل، ان "الاعتقال اثر كثيرا على معنوياتي. لم اعد افكر بأي اختراع ولا أريد سوى تسديد ديوني وتجنب الملاحقات القضائية". ويطالب "الحكومة بتوفير الدعم والرعاية والاهتمام لمساعدتي ومساعدة جميع المبدعين. فهذا أمر من شأنه أن يخدم البلد في النهاية". ويتابع كاظم "طلبت من أصدقائي مساعدتي في العمل لبناء طائرة ولكنهم لم يصدقوا باني استطيع صناعتها. وقالوا إن من يصنع طائرة سيعدم، ولكنني قلت ان هذا الزمن يختلف عن الماضي". يذكر انه في عام 1982، قام عامر جاسم محمد من منطقة العزيزية (70 كيلومترا جنوب بغداد) بصناعة طائرة مروحية تعمل على الكهرباء فوق سطح منزله، وحلق بها على ارتفاع مترين. ويقول محمد: "لو حلقت بها على مستوى اعلى، لكنت تعرضت لمضايقات اكبر. كانوا سيتهمونني بالعمل على تهريب اشخاص مطلوبين الى ايران" التي خاض نظام صدام حسين حربا معها استمرت ثماني سنوات. ويضيف "حاول جهاز استخبارات نظام صدام حسين توقيفي، لكن اصدقاء لي في حزب البعث تدخلوا. واليوم في العراق، كما في الامس، هناك مؤامرة ضد المواهب والمخترعين".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©