السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطنون ومواطنات يضعون كرة مواصفات الوظيفة في ملعب جهات العمل

25 ابريل 2014 00:31
أكد الباحثون عن العمل من المواطنين والمواطنات، أنّ حلم الحصول على وظيفة، كسر حاجز اشتراط نوعها ومسماها، ومكانها سواء كانت حكومية أم خاصة، فطالما تدر الوظيفة راتبا في نهاية الشهر فذلك كفيل بسدّ ثغرات طبيعة الوظيفة وماهيتها. وأكدوا أنهم باتوا لا يمتلكون أي طموحات حول نوع الوظيفة ومكانها، مسماها وحتى ميزاتها كما كان يرسمها الشاب المواطن والمواطنة فيما مضى، فلقد طال انتظار قطار الوظيفة، وعلى ما يبدو أنّ عطباً ما قد حدث فيه الأمر الذي أثر على كوابحه، وحال دون وقوفه، ومنح فرصة الصعود إلى عالم العمل والوظيفة التي تضيف الكثير من الخبرات والتجارب وتخلق من الشاب والفتاة شخصية قادرة على مناقشة الآخرين ممن يشغلون الوظائف. وأفادوا كذلك بأنهم عندما تقدموا للمعرض لم يضعوا صورة مبدئية للوظائف التي يرغبونها ومسمياتها سواء كان موظف استقبال أو مضيف طيران أو غير ذلك، وإنما ارتكز اهتمامهم على تقديم سيرهم الذاتية فحسب، في محاولة منهم لوضع الكرة في ملعب الجهات المعلنة عن وظائفها الشاغرة، وفي حال قبلت تشغيلهم لديها فلن يترددوا قطعيا بالهرولة إليها. جاءت تلك التصريحات والأحاديث لشباب مواطنين ومواطنات لـ «الاتحاد» في اليوم الثالث والختامي لمعرض الإمارات للوظائف بدورته الرابعة عشرة، والذي انطلق الثلاثاء الماضي. وأكد الباحثون والباحثات عن العمل من المواطنين والمواطنات، أنهم باتوا لا يأبهون باسم الجهة المشغلة أو تبعيتها للقطاع الحكومي أم الخاص، ولا نوعية الوظيفة ومسماها وتدرجها على سلم الدرجات الوظيفية، حيث لم يتركوا منصة في المعرض إلا وقدموا سيرهم الذاتية فيها على أمل التزام تلك الجهات بالهدف الأساسي من المعرض ألا وهو إتاحة المجال لتعيينهم ضمن وظائفهم الشاغرة، لا أن تكون منصة لتكدس السير الذاتية ومن ثم القائها بسلة المهملات. وأفادوا أنهم باتوا لا يكترثون لمسألة نوعية الوظيفة ومسماها كما كان يفعل أبناء جلدتهم في السنوات الماضية، حيث كان حلم الحصول على وظيفة حكومية الهمّ الأكبر لما تمتلكه من ميزات، معللين ذلك بأنّ الشباب المواطن بات يمتلك وعيا أكثر ونضجا تجاه وظائف، لم يلتفت إليها من سبقوهم لسوق العمل، ومن تلك الوظائف وظيفة موظف استقبال أو مضيف طيران أو غيرهما الكثير من الوظائف التي كان ينتقدها المجتمع ويرفضها لأنها لا تناسب عادات وتقاليد المجتمع. وألمحوا بأنّ مثل تلك الوظائف لم تعد تلقى رفض آبائهم وانما اصبحوا داعمين لهم في الاقبال عليها في سبيل الالتحاق بسوق العمل والاعتماد على أنفسهم عبر الإنفاق على حاجياتهم الأساسية عوضا عن الحصول على مصاريفهم من أمهاتهم اللواتي يحلمن في ذات الوقت بأنّ ينفق الأبناء عليهن بدلا من أن يكونوا عالة عليهنّ. الوضع لا يطاق وقال خالد الطنيجي: أحد الأسباب التي دفعتني الى معاودة الكرة وطرق أبواب معرض الامارات الدوري للتوظيف هو طول فترة جلوسي بالمنزل التي امتدت لأربع سنوات منذ تخرجي، وتجدني أعاود المحاولة هذه السنة للحصول على وظيفة في أية جهة كانت، وبأيّ مسمى، فالوظيفة أمر مهم لي حتى لو كانت وظيفة مضيف طيران المنبوذة من المجتمع، مضيفا: بات الوضع لا يطاق ولقد مللت الجلوس في المنزل وتقاضي المصروف من الأهل، حيث ينبغي أن ادعمهم وانفق عليهم لا أن أكون عالة على كاهلهم. وبسؤاله كيف يطرق منصات الجهات المشاركة بالمعرض ويقدم سيرته الذاتية طالما لم يحدد نوع الوظيفة ولا مسماها؟ أجابنا بالقول: أترك الكرة في ملعب الجهات المعلنة عن وظائفها الشاغرة، وفي حال قبلت تشغيلي لن أتردد قطعيا بالهرولة اليها. وكما قلت سابقا لو اتصلت بي إحدى شركات الطيران واخبرتني انها ترغب بإشغال وظيفة مضيف طيران فلن أتردد بقبولها أبدا. مؤكدا أنّ الوظيفة ومسماها لا تعيب صاحبها بل المعيب هو الجلوس في البيت عاطلا عن العمل والسهر طوال الليل والنوم في النهار. القبول بأي وظيفة كذلك الأمر بالنسبة إلى سارة ثاني، عاطلة عن العمل منذ 2010، تقول: لا خيار أمامي سوى القبول بأية وظيفة، ولم أترك أي جهة حكومية أو خاصة إلا ووضعت سيرتي الذاتية فيها، مؤكدة انها كانت في السابق تطمح للعمل في وظائف تتعلق بالمبيعات والتسويق وإدارة الموارد البشرية، الا ان «الطموح اندثر وأصبح في خبر كان»، كما يقال. وأشارت لا استطيع الخروج من جلباب الأهل في حال صدقت الجهات المشاركة في المعرض وعرضت عليّ وظيفة ما، فلن أمانع بقبولها طبعا بعد الحصول على موافقة الأهل الذين لن يترددوا بالموافقة طالما أنّ الوظيفة تصقل شخصيتي وتبعدني عن حاجز الملل والضجر لطول ساعات الفراغ الذي أعيشه، إضافة الحصول على راتب شهريّ اتصرف به لتلبية حاجياتي. وبسؤالها كيف تتقدم لوظيفة تجهلها، أجابت: من خلال جولتي على الجهات المشاركة في المعرض وتقديم سيرتي الذاتية لهم، أترك لهم أمر أنواع ومسميات الوظائف، وبمعنى أدق لا مانع عندي للقبول بأية وظيفة المهم أن تصدق واحدة من ضمن 160 جهة مشاركة بالمعرض وتقدم لي فرصة الانخراط في العمل لديها. عواقب وخيمة ومن جانبها حنان بنت مديه، تمتلك تجربة مغايرة للسابقين، حيث تشغل وظيفة في جهة خاصة إلا أنها اكتشفت نتيجة تسرعها ومباشرة العمل فيها أنها تعاني من طول ساعات الدوام الرسمي، وتقول: لجأت الى المعرض رغم أني موظفة، حيث نتيجة للهفتي في الحصول على وظيفة كانت النتيجة معاناة يومية لطول ساعات العمل الأمر الذي تسبب بعزلتي عن علاقاتي الاجتماعية، وها أنا اليوم أبحث عن وظيفة أدقق فيها وأبحث جوانبها الايجابية والسلبية حتى لا أقع بذات مطب الوظيفة التي اشغلها حاليا. معاودة الكرة أما زكريا محمد، فأكد أنه تقدم طيلة الفترة الماضية لعدة جهات حكومية ولكن دون جدوى، ولا زال حلم الوظيفة سواء كانت حكومية أم خاصة يلاحقني ويحثني على معاودة الكرة وطرق أبواب الجهات المشاركة بالمعرض على أمل الحصول على وظيفة تؤهلني للاعتماد على ذاتي والانضمام الى سوق العمل بجدارة. وأضاف أنه لا يجد اشكالية في الحصول على أية وظيفة ولكنّ الاشكالية تكمن في التزام الجهات المشاركة بالمعرض بالهدف الذي أقيم لأجله والموجه للمواطنين والمواطنات الباحثين عن العمل واتاحة الفرص أمامهم للعمل فيها. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشاب محمد رضا، الذي أكد أنه ومن خلال جولته في المعرض ترك عرض الوظائف على الجهات المشاركة وبات لا يناقش أي موظف من تلك الجهات حول طبيعة الوظيفة ومسماها لأنه في حقيقة الأمر لن يستوعب مطالب الوظيفة ودرجاتها، وإنما الأهم هو الحصول على وظيفة بعيدا عن ميزاتها الخلاقة. مسؤولية توضيح الوظائف من جانب الجهات المشاركة بالمعرض، قال موسى آل حمودة، موظف في الغرير روتانا: لقد تقدم العديد من الشباب المواطن والمواطنة إلى منصتنا لتقديم سيرهم الذاتية، لشغل وظائف عدة منها الاستقبال والحسابات، والموارد البشرية والعلاقات العامة والتسويق وغيرها. وبسؤاله عن اشتراطات هؤلاء الشباب حول مسميات الوظائف وشغلها، أجاب: الكثير من الشــباب لا يملــك المعلومــات الكافيــة عن طبيعة الوظائف ومسمياتها ولذا نقوم بتوضـيح الوظائـف أمامهم ومسمياتها في محاولة منا لتوعيتهم بالوظائــف ومسمياتهــا. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©