الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داء الملوك» وآلام العمود الفقري أبرز أمراض الرفاهية والمكاتب

«داء الملوك» وآلام العمود الفقري أبرز أمراض الرفاهية والمكاتب
13 ابريل 2013 21:23
وصفت أمراض العمود الفقري خلال ورقات عمل مؤتمر دبي الرابع عشر للعلوم العصبية وأمراض العمود الفقري الأسبوع الماضي بأنها «أمراض الرفاهية أو أمراض المكاتب»، وأشارت شعبة العلوم العصبية بجمعية الإمارات الطبية، أن %80 من الأشخاص بالدولة يعانون من آلام في الظهر خلال فترة من مرحلة عمرية من مراحل العمل، مؤكدة ضرورة ممارسة الرياضة والحركة، وعدم الجلوس لفترات طويلة على المكاتب. وأن أمراض العمود الفقري تنتج عن كسل عضلات الجسم التي وظيفتها تخفيف الضغط على الفقرات والغضاريف ما يعجل بشيخوخة العمود الفقري وظهور أعراضها مبكراً. فضلاً عن كونها أمراضاً شائعة جداً بين البالغين والطبقة العاملة، وهو ما يستلزم الاهتمام بضرورة مراعاة ما يتعرض له الناس من آلام لتأثيرها على أدائهم العملي.. يجدر التوقف أمام هذه النسبة العالية لمن يعانون من متاعب وآلام العمود الفقري، وما يرتبط بها من علل أخرى أهمها التهاب المفاصل، كأحد أبرز الأمراض المستعصية التي تحتاج المزيد من كشف أسرارها وخفاياها، فضلاً عما تمثله شكاوى البالغين والطبقة العاملة ولا سيما من العاملين منهم في المكاتب المكيفة، أو الذين لا يتطلب عملهم المزيد من الحركة والنشاط لساعات طويلة، لدرجة أن يطلق عليهم «مرضى رفاهية المكاتب»، في ظل ابتعاد كثيرين منهم عن مزاولة أي نشاط رياضي. فما هي حقيقة متاعب العمود الفقري؟ وما أكثرها انتشاراً؟ وما هي الأسباب؟ وما السبيل إلى الوقاية منها والحد من انتشارها؟ الأسباب يشير الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، ومدير مركز «اكسترا ميديكال سنتر» في أبوظبي، إلى أن هناك كثيرين يعانون من آلام بدرجة معينة في الظهر والعمود الفقري والمفاصل، وغالباً لا يعرفون سبباً لآلامهم، لكنهم يشكون من قصور في عمل الجهاز الحركي، لكن علينا أن نلاحظ ارتباط ذلك بطبيعة الأعمال التي يمارسونها، فالركون إلى الراحة، وبنمط الحياة بدءاً من طريقة الجلوس مرورا بحركته اليومية وحمل الأشياء، وانتهاء بطريقة النوم، وقلة الحركة، والاعتماد على القيادة في التنقل، وقلة المشي وعدم ممارسة الرياضة، والوزن الزائد، والجلوس لفترات طويلة سواء في مكان العمل أو الجلوس أمام الكمبيوتر. فالأوضاع الخاطئة للاسترخاء ومشاهدة التلفزيون والقراءة أو المذاكرة دون التقيد بالوضعية الصحيحة للجلوس لفترات طويلة، من شأنها التسبب في آلام وأمراض العمود الفقري. وتعد أمراض التهابات المفاصل والخشونة، أو ما يسمى «الديسك» أو الانزلاق الغضروفي، واختناقات الحبل الشوكي، من أهم شكاوى المرضى. كما تعد آلام اسفل الظهر من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً بين الناس، لذلك يطلق على هذا النمط «أمراض الرفاهية». كما يعتبر الحمل بالنسبة للنساء سببا رئيسا في التعرض لآلام الظهر نتيجة الضغط الزائد لوزن الجنين على الأربطة وعضلات الظهر والبطن، وعادة ما نجد 50 -70% من النساء الحوامل يعانين من آلام في أسفل الظهر، فضلاً عن العادات السيئة كالنوم بطريقة خاطئة أو أوضاع الجلوس لساعات طويلة على الكرسي أمام جهاز الكمبيوتر أو الانفعال الزائد والضغط النفسي، وهشاشة العظام، وتشوهات العمود الفقري. آلام أسفل الظهر ويرى الدكتور الأسيوطي أن آلام أسفل الظهر هي خليط من أعراض الاضطرابات العضلية الهيكلية أو من اضطرابات الفقرات «القطنية» سواء كانت حادة، أو مزمنة. وهناك 4% من الذين يشكون من آلام الظهر تقريباً يكون الألم نتيجة انزلاق غضروفي، وقد يكون التدخل الجراحي ضروريا لحوالي 10% منهم، بينما يتحسن الباقون بالعلاج والراحة وممارسة الرياضة. فالأسباب إما «ميكانيكية»، ويقصد بها استعمال الظهر بطريقة خاطئة، أو للإجهاد الشديد، والوزن الزائد، أو لأسباب روماتيزمية، أو لأسباب تتعلق بالغدد الصماء، ومنها هشاشة العظام ولين العظام والغدة الدرقية وبعض الأمراض الوراثية. أو لأسباب بكتيرية. وفي بعض حالات إصابة العمود الفقري يكون الألم في أماكن مثل الساقين أو الأرداف، وقد يكون هناك تشوهات للعمود الفقري بلا أسباب مثل الانحناء الفقري أو التقوس وهناك حالات تكون لها أسباب مثل بعض الأمراض كما أن الألم في بعض الأحيان قد يوحي بالتشوه عندما يحاول الشخص الانحناء بصورة معينة لتقليل الضغط على العصب، وربما تكون آلام أسفل الظهر أيضاً بسبب حدوث فتق للغضاريف، وتيبس في العمود الفقري، وهو من الأمراض المزمنة». الالتهابات ويوضح الدكتور وليد صلاح بدوي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، أن الحالات الحادة من آلام العمود الفقري ربما تكون بسبب إصابة الأنسجة اللينة مثل الأقراص بين فقرات، أو العضلات، أو أربطة الأوتار، إما للإصابة بحادث أو تنتج عن هشاشة العظام أو غيرها من أسباب ضعف العظام الفقري، أو أيضا من كسور في العمود الفقري أسفل الظهر، أو لوجود التهابات، ومن ثم تتأتى أهمية التشخيص الدقيق لشكوى المريض، وقد يكون السبب الأول لإصابة إحدى فقرات العمود الفقري هي قيام الشخص بحركة مفاجئة عند رفع جسم ثقيل من الأرض. وينصح الدكتور بدوي الذين يقضون معظم وقتهم في الجلوس على المكاتب وأمام أجهزة الكمبيوتر أو على كرسي المكتب، أن يواظبوا على بعض التمارين الرياضية لعضلات البطن والظهر، لأن ضعف عضلات البطن ينعكس على الانحناء غير الطبيعي للعمود الفقري والآلام الناتجة عنه. وأن يتحركوا بعيداً عن المكاتب من فترة وأخرى، أو يتمشوا قليلاً لتغيير هيئة ووضعية العمود الفقري. وأن يحرصوا على ممارسة المشي والرياضة، والابتعاد عن المسكنات ومضادات الألم دون استشارة الطبيب، والنوم على فراش طبي مريح، وتخفيف وزن الجسم في حالة زيادة الوزن، وتجنب القيادة لمسافات طويلة. كما ينصح بعدم البقاء بالفراش لفترة طويلة، لأن المطلوب تقوية عضلات الظهر، وهي العضلات الموجودة خلف العمود الفقري، ومن الأهمية أن تستمر حياة المريض بصورة طبيعية، فهذا أفضل سلاح للخروج من دوامة الألم، فإن أفضل طرق للوقاية من الإصابة بأمراض العمود الفقري هي المشي ويفضل في حالة الشعور بأي آلام في منطقة الظهر مراجعة الطبيب المختص. ويرى الدكتور يسري الهواري، أستاذ ورئيس قسم العظام بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، أن «النقرس» يعد من أشهر الأمراض المرتبطة بالراحة و«الرفاهية» وعدم النشاط أو الحركة، وكان ولا يزال يطلق عليه تسمية «داء الملوك» لأن نمط حياة مرضاه تتوقف عند الإفراط في الأكل والشرب وكثرة النوم وعدم الحركة، مما يسبب ترهل الجسم وبدانته. والنقرس يعد أكثر التهابات المفاصل شيوعاً وانتشاراً، وهو ببساطة اضطراب في الهضم والاستقلاب خلال عملية التمثيل الغذائي، ويحدث بسبب ترسيب أملاح «اليورات» في أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات ـ أحد نواتج التمثيل الغذائي للبروتينات ويفترض أن يتخلص منها الجسم بإخراجها ـ مما يتسبب في حدوث التفاعل الذي نسميه التهاب. وحيث تشكل «بلورات إبرية» الشكل داخل المفاصل. والترسيب يختار مناطق معينة مثل أصابع اليد والقدم، وأحياناً الركبة والكاحل، لكنه في 50% من الحالات يظهر في الإصبع الكبير للقدم. مما يسبب فترات من الألم الشديد والالتهاب، ويمكن أن يتجمع حمض «اليوريك» أيضاً تحت الجلد أو في القناة البولية على شكل حصيّات كلوية. وتحدث نوبات النقرس على فترات من الألم الشديد في المفاصل مع التورم والاحمرار والتصلب، ويكون الألم على أشده في الصباح، مع ألم خفيف بين النوبات، وبمرور الوقت يظهر نوع من العُقد الصغيرة المزمنة وتسمى «عقد» وتوجد هذه العقد في الكفين والقدمين وباقي غضاريف وعضلات الجسم وخاصة غضروف الأذن، ولهذا المرض علاقة مباشرة بوظيفة الكلى لأنها هي المسؤولة عن طرد أو حجز الأملاح بالجسم، وينتشر مرض النقرس عند الرجال أكثر من السيدات، ويكون غالباً مرتبطا بزيادة الوزن. أهمية النظام الغذائي ينصح الأطباء المرضى الذين يعانون من داء النقرس، أن يتجنبوا الأطعمة والأكلات الدسمة والدهون. وتعتبر الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، ومن ضمنها العدس، مهمة جداً لمريض النقرس. كذلك الخضراوات الورقية الخضراء كالسبانخ والكرنب وكل ما شابههما من الخضراوات ذات اللون الأخضر من ناحية أنها تحتوي على فيتامين (ج) الذي يزيد من سرعة التخلص من حمض البوليك من الدم عن طريق البول. ومن ناحية أخرى لاحتوائها على حمض الفوليك الذي يساعد على التحكم في نسبة حمض البوليك في الدم. كذلك الجرجير المائي والكرفس والجريب فروت والبنجر والأناناس والكريز، وتناول عصير الليمون بكميات جيدة لأنه تأثير فعال في إذابة الأملاح المترسبة في المفاصل. والأناناس، والكركديه، وعصير العنب يعمل على تخفيف نسبة حمض البوليك في الدم، كذلك التفاح، ومغلي قشر التفاح أو عصير التفاح المطبوخ، والخيار، والكراث، والفجل، ويعد القرنبيط من الخضراوات التي تفيد في تحليل حمض البوليك، كذلك شرب نقيع الجرجير، وعصير الكرفس، والكرنب»الملفوف»، ومنقوع الزنجبيل. كذلك ينصح بعدم أكل الكبد والكلى والمخ والسالمون والبطارخ والمحار، وحساء اللحوم والسمك، والمربى المحتوية على بذور، والتوت والفراولة والتين، والتوابل والبهارات والمخللات أثناء النوبات الحادة. النساء وآلام الظهر يشير الدكتور الأسيوطي، إلى أن النساء يتعرضن لآلام الظهر المستمرة بصورة أكثر من الرجال، سواء في العمل أو المنزل، لارتباط ذلك بطبيعة أعمالهن ومسؤوليات المرأة اليومية سواء كانت أماً أو زوجة أو ربة منزل أو امرأة عاملة، مما يجعل فرصة إصابتها بآلام المفاصل والعمود الفقري والرقبة كبيرة، فضلاً عن ممارستهن لعادات وأخطاء يومية متكررة، وقلة ممارستهن للرياضة، مع وجود الوزن الزائد، دون أن ننسى الحمل. ومن الأسباب الشائعة لوجود آلام العمود الفقري لديهن عدم اتباع الطريقة الصحيحة لحمل الأشياء الثقيلة نوعاً ما دون أن يقدرن الطريقة الصحيحة لحملها خاصة خلال الحمل، وبقاءهن لساعات طويلة في الأعمال المكتبية، وثبات وضع الجسم طيلة هذه الساعات دون حركة، مما يرهق العمود الفقري والرقبة، لذا ينصحن بتغيير وضع أجسامهن كل ساعة على الأكثر، وأن يحرصن على القيام والمشي حول المكتب أو خارجه لمدة عشر دقائق، واختيار كرسي مريح ومناسب بحيث يسند أسفل الظهر ويجعله مستقيما كما يجب أن يكون ارتفاعا مناسبا بحيث تلامس القدمان الأرض بزاوية قائمة، وتجنب سقوط الكتفين أثناء القراءة أو الكتابة منعا لإجهاد الرقبة وعضلات الكتف وأعلي الظهر. كما يتجنبن القيادة أو ركوب وسائل المواصلات لفترة طويلة، والابتعاد عن الحركات العنيفة والمفاجئة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©