من المؤكد أنك إذا سألت عشاق ألعاب الفيديو وخصوصاً تلك التي تعمل على منصات تشغيل متخصصة، عن أيهما يفضل جهاز إكس بوكس الأميركي من مايكروسوفت، أم جهاز بلاي ستشن الياباني من سوني؟ فستكون غالبية الإجابات على الأرجح هي في كفة الجهاز الأميركي. ولعل السبب المباشر وراء ذلك هو قدرة إكس بوكس على قراءة الإسطوانات المنسوخة وغير الأصلية، لأنها وحتى بعد طرح النسخة النحيفة والأخيرة من إكس بوكس 360، مازالت تعتمد في ألعابها على أسطوانات «الدي في دي» التي يسهل النسخ عليها وتأتي بأسعار رخيصة.
كلا المنصتين اليابانية والأميركية تمتازان بعشرات الميزات والمواصفات الفنية والتقنية الجديدة، التي من المؤكد أنها ستغير مفهوم ألعاب الفيديو على مثل هذه المنصات المتخصصة. وقد تفوقت بلاي ستشن 4 في بعض التقنيات الفنية على غريمتها الأميركية إكس بوكس 720، جعلها تنافس قوة الكمبيوترات الشخصية فائقة الأداء، وخصوصاً أن معالجاها المركزي والمخصص للصور تم بناؤهما على نفس المعمارية والشرائح المخصص لكمبيوترات الألعاب الشخصية ذات القوة والأداء العالي والسلس.
ورغم تفوق المنصة اليابانية بشيء بسيط في المواصفات والميزات، قد لا يذكر ولا يؤثر على قرار المستهلك عند الشراء، إلا أن مايكروسوفت وعدت عشاق منصتها بعشرات الألعاب الحصرية، التي لن تجد طريقها على منصات الألعاب المنافسة، بالإضافة إلى أنها تعد لمفاجأة قد تطلقها وقت الإعلان عن جهازها الجديد وهي تقنية «IIIumiRom»، القادرة على نقل اللعبة من إطار الشاشة إلى المحيط أمامك مباشرة وأنت تمارس لعبتك المفضلة.
الفرق التقني
جاءت المواصفات التقنية شبيهة إلى حدٍ ما في كلا الجهازين، وخصوصاً فيما يتعلق بقوة المعالج المركزي ومعالج الصور وحجم الذاكرة، مما قد يصعب قرار الاختيار فيما بين الجهازين، وخصوصاً أنه من المحتمل أن يتم إطلاق كلا المنصتين رسمياً في السوق الأميركي نهاية العام.
حيث ستأتي بلاي ستشن 4 بمعالج مركزي مبني على معمارية إكس 84 من نوع 64 بت جاكور من شركة إيه أم دي، مدعم بثماني أنوية وبسرعة، رغم عدم الكشف عنها حالياً، إلا أنها من المؤكد أنها لن تقل على 1,5 جيجاهيرتز. ورغم عدم تأكيد نوع المعالج المركزي الذي سيستخدم في منصة تشغيل إكس بوكس القادمة، إلا أنه سيأتي من شركة إيه أم دي أيضاً وقد يكون المعالج المستخدم في منصة بلاي ستشين 4، حيث سيأتي بثمانية أنوية وبسرعة 1,6 جيجاهيرتز. ما يعني أن كلا الجهازين سيتمتع بالقوة نفسها التي يتمتع بها الجهاز الآخر، ما سيجعل الاختيار والمقارنة فيما بينها من هذه النقطة أمر في غاية الصعوبة.
كما سيتم تزويد كلا المنصتين بذاكرة عشوائية من نوع رام بالحجم نفسه والذي يصل إلى 8 جيجابايت. إلا أن الذاكرة التي ستزود بها منصة بلاي ستشن 4 ستأتي من نوع «دي دي آر 5» فائقة السرعة، أما الذاكرة التي ستزود بها منصة إكس بوكس 720 فستكون من نوع «دي دي آر 3» جيدة السرعة. ما يعني تفوق سرعة الذاكرة بشكل كبير في بلاي ستشن 4 عنها في إكس بوكس 720، وهو ما قد يؤثر على أداء الكثير من الألعاب على المنصة الأخيرة مقارنة بالأولى.
أما بخصوص معالج الصور، فسيأتي في بلاي ستشن 4 ببطاقة رسوم من الجيل الأخير لبطاقات إيه أم دي فائقة القوة من فئة 7000 ومن نوع «رادين» المزود بـ 18 نواة داخلية، قادرة عن منح الجهاز مع المعالج المركزي فائق الأداء قوة تصل إلى 1,84 تيرافلوب في التعالم مع الرسومات المعقدة.
ما يعني أن المنصة اليابانية الجديدة ستكون قادرة على تشغيل الألعاب بدقة وحدة ووضح الأفلام أو المشاهد السينمائية التي تتخلل اللعبة. وبالنسبة لمنصة إكس بوكس 720 فستأتي هي الأخرى بمعالج صور من شركة إيه أم دي، قد يأتي بحسب العديد من الإشاعات من نوع ريدين 7790 فائق الأداء والذي يحتوي على 12 نواة داخلية ما يعني أنه سيكون أقل نوعاً ما في الأداء إذا ما تمت مقارنته في معالج الصور في بلاي ستشن 4، إلا أنه سيكون أفضل في توفير الطاقة وحماية الجهاز من الحرارة العالية. بالإضافة إلى أنه سيدعم تقنية «دايركت إكس 11,1» التي تأتي اللاعب بصور أشبه إلى الواقع منها إلى الرسوم.
شكل مختلف
قامت شركة سوني بالكشف مؤخراً عن ذراع التحكم الإلكترونية الجديدة الخاصة بمنصتها الجديدة بلاي ستشن 4، والتي جاءت رغم أنها مبنية على المبدأ نفسه الذي جاءت به نسخ أذرع التحكم الخاصة بالنسخة السابقة لأجهزة بلاي ستيشن، إلا أن الذراع الجديدة جاءت بتقنيات وميزات جديد لم تأت في الأذرع السابقة، وعلى رأسها جميعا مع الشكل المختلف والجديدة، «لوحة اللامس» المدمجة في الذراع، والتي من المؤكد أنها ستوفر للاعب ميزات وخصائص جديدة في الألعاب الجديدة القادمة على هذه المنصة. وهو الأمر الذي يؤكد أن الشركة اليابانية تعد لبناء هيكل جديد جداً ومختلف عن النسخة السابقة سيتماشى مع الذراع الجديدة ويتناسب مع المواصفات والقطع التقنية الجديدة التي تمت إضافتها به.
ورغم عدم إفصاح الشركة الأميركية عن أية مواصفات وميزات قد تأتي بذراع التحكم الجديدة والشكل والهيكل الذي ستبنى عليه منصة إكس بوكس 720، إلا أن إشاعات تحدثت عن أن الشركة الأميركية قد تأتي بذراع تحكم ليس مختلفا بشكل جوهري عن نسخ أذرع التحكم السابقة، إنما سيأتي وعوضاً عن لوحة اللمس المتوافرة في ذراع بلاي ستيشن 4، بشاشة صغيرة قد تأتي بالكثير من الميزات وتعطي اللاعب العديد من الوظائف الجديدة، أو تكون حلقة الوصل بين المنصة والمستخدم إذا رغب في سماع الموسيقى ومشاهدة أسماء الأغاني والمقاطع، وغير ذلك من وظائف.
ورغم عدم كشف شركة مايكروسوفت عن شكل جهازها الجديد والهيكل المبني عليه، إلا أن معظم الإشاعات أكدت أنها ستأتي بشكل جديد مختلف تماماً عن نسخ جهازها السابقة، تركز فيه وفي المقام الأول، على كيفية تبديد الحرارة من الجهاز بسرعة وإبقائه لأطول فترة ممكنة ومتواصلة من اللعب في أبرد وضعية. وارتباط أغلب اللاعبين بأحد هذه الأنظمة في الوقت الحالي يأتي بناء على السعر وتوافر النسخ غير الأصلية، ولكن مع عدم توافر مثل هذه النسخة في أي من الجهازين القادمين بالإضافة إلى إمكانية طرحهما بالسعر نفسه تقريباً، وبزيادة قليلة لصالح الجهاز الياباني، وبالنظر إلى قرب وتشابه كلا الجهازين تقريباً في المواصفات والميزات التقنية والفنية، تبقى الأفضلية لأي من الجهازين محصورة على الألعاب الحصرية والخاصة التي يوفرها كل جهاز على حدة.
هذا بالإضافة إلى أن كلا الشركتين ستعملان على تغير وتحسين نظام تشغيلها الحالي، ليدعم الألعاب الإلكترونية التي يمكن شراؤها أو تحميلها مجاناً من الإنترنت، مع دعمه للألعاب المنتجة حصرياً لكل نظام تشغيل.
وداعاً للنسخ
انتشرت إشاعات مؤخرا تؤكد أن منصة ألعاب الشركة الأميركية مايكروسوفت الجديدة إكس بوكس 720 ستتخلى عن قارئ أسطوانات الدي في دي، وتستبدله بقارئ أسطوانات «بلو - ري» بأحجام أسطوانات تصل إلى 50 جيجابايت للأسطوانة الواحدة، وهي نفس التقنية التي استخدمتها شركة سوني في منصة تشغيلها بلاي ستشن 3 حين إطلاقها منذ سنوات طويلة.
وباستخدام مايكروسوفت لهذا التقنية في منصتها الجديدة، ستنهي الشركة سنوات طويلة جداً من النسخ الشرعي لألعابها، ولن تشغل منصتها الجديدة سوى أسطوانات الألعاب الأصلية، وستطلق من جديد مشكلة جديدة أما المستخدمين والمستهلكين لمنصات التشغيل وألعابها المختلفة، وتوقعهم في حيرة جديدة عند طرح منصة سوني وإكس بوكس الجديدتين، في عملية الاختيار فيما بينها، وخصوصاً أن كلا المنصتين لن تدعما نسخ الألعاب غير الأصلية، وأن هناك بعض الألعاب الحصرية على هذه المنصة وأخرى حصرية على تلك المنصة.
عدد اليوم
