يختنق سكان مدريد من شدة الحر في عز موسم الصيف، خاصة أنهم على بعد مئات الكيلومترات من البحر، إلا أنهم سيستمتعون قريباً بشاطئ خاص بهم على ضفة نهر، بعد انتهاء المرحلة الأخيرة من مشروع طموح. وأطلق على الشاطئ موقع مدريد ريو (نهر مدريد)، وهو مسار أخضر يمتد بطول 8 كيلومترات وتبلغ مساحته 120 هكتاراً على ضفتي نهر مانثاناريس الذي يمر في غرب العاصمة الإسبانية.
وقد نصبت في المكان تجهيزات رياضية وثقافية ودروب مظللة و30 كيلومتراً من الممرات المخصصة للدراجات الهوائية، فضلاً عن ملاعب للأطفال ومقاهٍ ومطاعم تستقبل حالياً سكان مدريد الذين يستكشفون من جديد أحياء منسية من مدينتهم. وذلك بهدف إنشاء مساحة منعشة للاسترخاء في قلب المدينة الواقعة على بعد 350 كيلومتراً عن أقرب الشواطئ.
وغالباً ما تتجاوز درجة الحرارة فيها 40 مئوية خلال الصيف، إلا أن أفضل ما في المشروع، “شاطئ المدينة” الذي سيفتح أمام الزوار بعد أيام قليلة. وقد أقيمت في المكان 3 أحواض غير عميقة مزينة بنافورات ومحاطة بحدائق عشبية.
وتؤكد مارتا سانث (40 عاماً) التي تقيم على ضفة النهر “إنه لأمر رائع، قبل ذلك لم يكن هناك حدائق عامة يلعب فيها الأطفال”. وقد أتت مع ابنها البالغ 5 سنوات الذي راح يتزلج على واحد من 8 حلبات عملاقة معلقة على ديكور صخري. وتضيف “عندما سيتم الانتهاء من الشاطئ سنزوره أيضاً”.
وغرست في المكان أكثر من 25 ألف شجرة والآلاف من الشجيرات. وبني 11 جسراً للربط بين حيي كارابانتشال ولاتينا الشعبيين في وسط مدريد. وتم ترميم الكثير من الجسور القديمة على نهر مانثاناريس. وتم تحسين نوعية المياه في النهر وزيادة منسوبه، بعدما كان النهر في بعض الأماكن مجرد مجرى مياه ضئيل موحل، إلا أن السباحة فيه تبقى محظورة.
وتتطلب المشروع إعادة رسم مسار الطريق السريع الدائري “إم 30” ليمر تحت موقع “مدريد ريو”. ويمتد المشروع الذي تطلب إنشاؤه 7 سنوات، من حديقة أرجانثويلا جنوباً إلى كاسا دي كامبو الحديقة العامة الكبيرة في العاصمة غرباً.
ويقول أرتورو جونثاليث وهو رجال أعمال أربعيني “أنا محظوظ جداً لأني أقيم على بعد 200 متر من شاطئ مدريد الجديد. وأضاف “لقد تنشقت الكثير من الغبار خلال الأشغال لذا أتيت الآن لاستفيد من النتيجة”.
وفي خضم حملة الانتخابات المحلية في 22 مايو سيفتتح الشاطئ بعيداً عن الأضواء لأن أي افتتاح رسمي محظور في تلك الفترة. إلا أن “مدريد ريو” يبقى في قلب المطامع السياسية. فرئيس البلدية البرتو رويث-غاياردون الذي ينتمي إلى المعارضة المحافظة ناضل كثيراً من أجل المشروع الذي يريده “منارة لمدريد الجديدة”.
عدد اليوم
