الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الرحمن الماجدي ينتظر مشروعه الشعري

31 أغسطس 2008 00:34
يعتبر النص الشعري قصة لدى الشاعر العراقي عبد الرحمن الماجدي حيث يمكن أن تروى بطريقة خاصة جداً، فالشعر لديه ليس قالباً للأفكار بل هو اللغة موظفة جمالياً تبعا لمرجعياته التي نرى تقلباتها الكبيرة بين مرحلة وأخرى· ينحاز الماجدي في ديوانه الأول '' ممالك لغدٍ حيران'' الصادر في العام 2002 للتراث والديانات كمرجعٍ واكبه لسنوات طويلة وتمظهر في تلك النصوص التي حرص على أكسائها بما يليق بها من هيبة بلاغية واختلاف في معالجة الجملة الشعرية رغم قصرها النسبي· أما في كتابه الثاني '' المعنى في الحاشية '' والذي صدر بعد ثلاث سنوات من صدور كتابه الأول فإن مرجعياته تقترب من الواقع حتى تصل إلى اليومي منه متخليا عن التاريخ والبلاغة ومحدثا انقلابا على الذات هو ديدن الشاعر العراقي الذي لا يستقر على شكل كتابي واحد· راهن الماجدي في منتصف ثمانينات القرن الماضي على القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة ولكنه يقرر بعد سنوات قليلة قتل الأب الشعري الذي زينه له العروض الشعري فيقوم بحرق كل النصوص التي كتبها بالشكل القديم بلا ندم في حفل انقلابي على الذات التي لا تعرف الاستقرار· لكن هذا الانقلاب لم يكن كاملا فالموسيقى التي تحفل بها نصوصه الجديدة مازالت حاضرة بقوة لديه، ليس هذا فحسب فهناك إشارات تراثية وتاريخية تطل برأسها بين نص وآخر وأكثر من ذلك انه يؤرخ نصوصه بالتاريخ الهجري كما هو حاصل في ديوانه الثالث '' أختام هجرية ''· هل هو وفاء لتلك المرجعيات أم انه لفت للنظر لهذا التاريخ المهمل عربيا؟ يحاول الماجدي في كتابيه الشعريين الأخيرين إن يقدم قصيدة نثر بمرجعيات تراثية لكن لا اللغة التي يستخدمها في كتابة نصوصه ولا المضامين تستطيع أن تؤكد ما يذهب إليه وتبدو بعض النصوص اقرب إلى قصيدة النثر الفرنسية بشكلها الذي حددته سوزان برنار· إن هذا التنقل الدائم بين الإشكال الكتابية المختلفة لم يسمح للشاعر بالاهتداء إلى مناخ خاص يستقر في ظله برغم انه أصدر أكثر من ثلاثة دواوين· ولو بحثنا في الديوانين الأخيرين أو في النصوص التي كتبها في بداية مشواره الشعري فإننا سنجد تلك المناخات المتعددة وظلال شعراء آخرين مثل سليم بركات تهيمن على أجواء بعض النصوص كما هو في نص '' حديقة الرحمن '' وبعض النصوص الطويلة على قلتها ''على حشائش تأويله / نصبت شؤوني / وسورتها بالفراغ / وأجلست براهيني على أرائك / حكمته ''· يبدو واضحا الاختلاف الشديد في نصوص الماجدي، هذا الاختلاف الذي يؤثر على تجربة الشاعر ويشظيها وكل ما يحتاجه الشاعر هو المشروع الشعري الذي يلزمه باجتراح طريقة مختارة لشكل الكتابة الشعرية· يعيش الماجدي في هولندا منذ فترة طويلة ويجيد اللغة الهولندية التي أنجز مختارات شعرية فيها تدور حول مشاعر الأطفال، كما يجيد اللغة الروسية· وقد فاز الشاعر بجائزتين شعريتين في هولندا الأولى أثناء مسابقة الهجرة وهي مؤسسة ثقافية عربية في أمستردام والثانية بجائزة '' دنيا '' في مدينة روتردام عام ·1998 وقد سبق إن ترجم الشاعر الراحل سركون بولص عددا من قصائده إلى الانكليزية ونشرت في مجلة بانيبال وقصائد أخرى نشرت في الانطولوجيا الانجليزية الخاصة بالشعر العراقي.
المصدر: أمستردام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©