الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يقرصن العجين بنكهة الهيل على قارعة «درب الطيبات»

نساء يقرصن العجين بنكهة الهيل على قارعة «درب الطيبات»
13 ابريل 2012
في قرية التراث يختلط عبير الهيل ورائحة الزعفران مع أريج القرنفل وشذا ماء الورد الذي يهب فواحا من عريشة المطبخ ودرب الطيبات، ليلف كل أيام الشارقة التراثية وهي في عقدها العاشر بعبقٍ أصيل من زمن الماضي الجميل، حيث تصطف جملة من الدكاكين والأكشاك لتقدم أشهى الأطباق الشعبية وأطيب المأكولات التقليدية التي اشتهرت في بيئة أهل الإمارات، وارتبطت بتراثهم الإنساني والثقافي على مدار عقود. (الشارقة) - أفران بدائية وتنور وطوبي مع قدور فخارية وأوان قديمة تشرف عليها مجموعة من المبرقعات، وهن يفترشن أرض قرية التراث ليقرصن العجين، ويخلطن المطيبات وقد أحاطت بهن قوارير السمن العربي وجرار دبس التمر مع قنان شهية من العسل الطبيعي التي تنتظرها بفارغ الصبر صوان ساخنة من المخبوزات يقدمنها للمارة وهن مبتسمات وفخورات بما تصنعه أياديهن. عرض مباشر عن مشاركتها في فعالية عريشة المطبخ ودرب الطيبات، تقول فاطمة صندل “أنا هنا منذ أكثر من تسع سنوات، فقد بدأت مشروعي الصغير مع أيام الشارقة التراثية منذ باكورة انطلاقتها، لأشارك معهم على مدار العام في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تدعونا إليها إدارة التراث التابعة للإمارة، ويتلخص عملي في هذا المهرجان بركن المطبخ الشعبي ودرب الطيبات، واضعة قائمتي الخاصة والمتجددة للأطعمة والأكلات التقليدية، وموزعة إياها حسب الأيام، بحيث أقدم في كل يوم عدة أطباق إماراتية مرتبطة بتراث وتاريخ المنطقة، لأعدها ساخنة في عرض حي ومباشر أمام زوار القرية الذين ينتمون لمختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وبذلك أسهم بنقل جزء يسير من حضارة بلدي وتراث أهلي”. وتتابع “بعد صلاة العصر مباشرة أبدأ بتحضير مقادير العجين، وأشعل النار وأغلي قدرا كبيرا من الزيت، وأباشر بقلي أقراص اللقيمات حتى تتحول للون الذهبي الشهي، فأرشها بحبات السمسم وأحليها بقطرات الدبس والعسل، وأقدمها ساخنة للجمهور، كما أعد أطباقا شعبية أخرى يرغبها الزبائن كطبق المرقوقة، والمضروبة والهريس، مع برياني الربيان أو المالح، بالإضافة لصحن الكشيدة المحضر على الطريقة القديمة لسواحل الإمارات”. وتضيف أن “أيام الشارقة التراثية تعتبر ملتقى الأحبة والأصدقاء، وهي تشكل لنا نحن المواطنات من ربات البيوت فرصة رائعة للعمل، فتفتح أمامنا أبواب الرزق والربح المعقول، نقدم من خلالها أفكارنا ومشاريعنا المتواضعة المرتبطة عادة بالتراث، ونتعرف بها على الأسر والأفراد التي تفد علينا من كل حدب وصوب”. الطريقة التقليدية في عريشة مجاورة من سعف النخيل تفوح منها رائحة الحطب المشتعل وخبز الرقاق الساخن، تواصل المواطنة عذيجة القصاب عملها بهمة ونشاط، وهي تقول “تعلمت كل فنون الطبخ من أمي وجدتي، وأجدت خبز الرقاق على الطريقة التقليدية المتبعة في الزمن الماضي بالمكونات والمقادير نفسها، وهنا في قلب ساحة التراث أحضر عدتي وأدوات عملي في مطلع كل يوم، لأخلط مكونات العجين وأشعل نار الصاج وأبدأ بفرش طبقة رقيق من خبز الرقاق فأدهنه بالسمن العربي مع “المشاوى” أو البيض أو الجبن والعسل، ثم أطبقه بشكل جذاب للزوار”. وتوضح القصاب “نحن نقدم للجيل الجديد مشاهد حية لطرقنا القديمة في الطبخ والعجن والخبز، ليتعرفوا على طبيعة حياة الآباء والأجداد وأساليب معيشتهم وخصوصية تراثهم، فنحافظ من خلال هذه الفعاليات على مورثاتنا الشعبية وهويتنا الوطنية، ونعزز بين النشء روح الانتماء وقيمة التمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة”. وتضيف “أجواء قرية التراث في الشارقة كلها احتفالية ومميزة، ونلمس من خلالها نسبة حضور عالية ومطردة خاصة مع عطل نهاية الأسبوع، إذ تزداد الوفود الزائرة لدرب الطيبات وعريشة المطبخ الإماراتي على وجه الخصوص، فنجد إقبالا منقط النظير من الكبار والصغار على تذوق ألوان الأطباق الشعبية والأطايب الخليجية من الحلويات والمخبوزات المتنوعة”. وحول إسهاماتها في درب الطيبات، تقول المواطنة آمنة محمد “نفرح بقدوم هذه المناسبة وننتظرها كهلال العيد، ونعد لها العدة قبل تاريخ انطلاقتها، لنثري برامج أيام الشارقة التراثية بأنواع المأكولات والمشروبات العربية والشعبية، ومشاركتنا نحن الإماراتيات من ربات البيوت هنا تحقق هدفين، منها المادي ومنها المعنوي، فالإضافة للمردود المادي الجيد الذي ندخله خلال أيام المهرجان، فإننا نعتبر جزءا مهما من منظومة التراث ككل، لأننا نعكس جانبا من الإرث الإنساني لأهالي المنطقة، فنقدم ببساطة أوجهاً مختلفة من البيئة الإماراتية القديمة، لأن أكلات الشعوب تعبر عن ثقافة مجتمعاتها وحضارتها المتوارثة جيلا بعد جيل”. وتؤكد “أطباقي الشعبية من الأصناف الرائجة في المجتمع الخليجي، وأطهوها عادة بالطرق والمكونات التقليدية التي عرفت بها، وهي لذيذة ومختلفة باختلاف المسميات منها المرقوقة، والخبيص، والبثيث، والبلاليط، والعصيدة، والخنفروش، بالإضافة إلى حلويات أخرى مستنبطة من المطبخ الخليج العربي الذي يتميز بكل التنوع والغنى”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©