الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بالين في بطاقة ماكين.. لحشد أصوات النساء

بالين في بطاقة ماكين.. لحشد أصوات النساء
31 أغسطس 2008 00:58
في انتخابات عام 1984 أسفر اختيار المرشح الرئاسي ''والتر مونديل'' لـ''جيرالدين فيرارو'' للانضمام إلى بطاقته الانتخابية بصفتها مرشحة لتولي منصب نائب الرئيس، عن تحطيم السقف الزجاجي الانتخابي القديم قدم الجمهورية الأميركية نفسها· فقد ألهب ذلك الاختيار حماس الحركة النسوية الأميركية، وساعد في خلق هوة انتخابية بين الجنسين، أفاد منها الحزب ''الديمقراطي'' إلى اليوم· كان ذلك قبل 24 عاماً من اختيار المرشح الرئاسي ''الجمهوري'' جون ماكين لسارة بالين للترشح لمنصب نائب الرئيس· بهذا فإن ''الجمهوريين'' و''المحافظين'' هم الذين يعتقدون أنهم أمسكوا بالفرصة السياسية، بما يمكنهم من التفوق على خصومهم ''الديمقراطيين''· هذا ويصعب الآن التكهن بعدد أصوات النساء المستقلات و''الديمقراطيات''، التي يمكن أن تستقطبها المرشحة ''سارة بالين'' لبطاقة المرشح الرئاسي جون ماكين الذي اختارها، مع العلم أنها مناهضة للإجهاض ومؤيدة لحق المواطنين في امتلاك السلاح الشخصي وأنها حاكمة ولاية ألاسكا· لكن المؤكد أن اختيارها أطلق موجة من الحماس في أوساط ''الجمهوريين المحافظين''، وحتى بين مؤيدي السيناتور هيلاري كلينتون الغاضبين من عدم اختيارها للانضمام إلى بطاقة الحزب ''الديمقراطي'' الرئاسية لهذا العام· بل أدى اختيار ماكين لـ''سارة بالين'' إلى تحفظ بعض القياديات النسوية- بمن فيهن السيناتور هيلاري كلينتون- من التحفظ عن توجيه انتقادات حادة إلى ''بالين'' بسبب نجاح هذه الأخيرة في الانضمام إلى البطاقة الانتخابية القومية، وهو النجاح الذي طالما تطلعت إليه النساء الأميركيات منذ الهزيمة الانتخابية، التي لحقت ببطاقة كل من ''مونديل'' ومرشحته ''فيرارو'' لمنصب نائب الرئيس· وضمن ردود الفعل على هذا الاختيار، وصفت ''جولينا آر· جلوفر'' -المحللة الاستراتيجية بالحزب ''الجمهوري''، التي تربطها صلات بحملة جون ماكين- الخطوة التي اتخذها ماكين باختياره لسارة بالين، بأنها أشبه بمداهمة ليلية مباغتة للعدو من خطوطه الخلفية· وإذا كانت السيناتور ''هيلاري كلينتون'' قد وصفت مشاركتها في المعركة الانتخابية الجارية الآن بأنها تمكنت من إحداث 18 مليون شرخ في السقف الزجاجي الانتخابي، فها هو جون ماكين قد أعلن للتو عن انهيار ذلك السقف تماماً· أما ''سيرين إم· فوستر''- رئيسة منظمة Feminists for Life، وهي منظمة نسوية تنتمي إليها سارة بالين منذ عام 2006- فمن رأيها أن الصعود السياسي القومي السريع الذي حققته ''سارة بالين''، يعكس المكاسب الكبيرة التي تحققها النساء الأميركيات، بصرف النظر عن الأيديولوجية التي ينتمين إليها· ومضت ''سيرين'' إلى القول: فإذا كانت النساء الأميركيات الأوائل قد كافحن من أجل الدفاع عن حقنا في التصويت والحياة، فقد مضت بنا سارة بالين خطوة أخرى متقدمة في مسار التاريخ النسوي الطويل· بل كانت السناتور هيلاري كلينتون نفسها هادئة نوعاً ما يوم أول من أمس، في البيان القصير الذي أصدرته للإشادة باختيار ''سارة بالين'' لبطاقة الحزب ''الجمهوري'' الانتخابية· وجاء في ذلك البيان قولها ''إن علينا جميعاً أن نفخر بهذا الترشيح التاريخي للحاكمة سارة بالين، وأهنئها عليه بقدر ما أهنئ السناتور جون ماكين· وعلى الرغم من أن سياستهما سوف تقود أميركا إلى الطريق الخطأ، فإن ترشيح سارة بالين سوف يضيف صوتاً مهماً للحوار العام في بلادنا''· ولكن يصعب القول إن جميع الليبراليات كن بذات الهدوء والحذر اللذين أبدتهما السناتور هيلاري كلينتون· فعلى سبيل المثال قالت ''ديبي دينجل''- زوجة السيناتور ''الجمهوري'' جون دي· دنجل عن ولاية ميشجان، والمعروفة بولائها وتأييدها للسناتور هيلاري كلينتون- إنها أمضت يوم أمس الأول كله في الحديث إلى النساء، وإنها لمست شعورهن بالإساءة لهذا الاختيار الذي أقدم عليه ''ماكين''· ووصفت من جانبها اختيار ''سارة بالين'' بأنه مجرد خلاعة سياسية لن تقبلها النساء· من جانب آخر مضت إلين آر· ميلون رئيسة منظمة Emily's list التي تدعم المرشحات النساء إلى تلخيص أسباب هذا الغضب النسوي بقولها في بيان أصدرته:''تحسب على بالين مواقفها من القضايا التقليدية التي تصارع فيها الجماعات النسوية عادة· فهي والسناتور جون ماكين يمثلان ثنائياً منسجماً لكونهما ينويان مواصلة ذات السياسات الاقتصادية الفاشلة التي انتهجتها إدارة بوش، وكلاهما يعتزمان المضي في ذات الطريق الأعوج الذي عصف بأميركا ومرغ سمعتها العالمية في الوحل· وعلى صعيد آخر صرحت ''سيسيل ريتشاردز'' رئيسة حملات التــــــبرعات المالية بمنظمـــــة Planned Parenthood Action قائلة إن اختيار ماكين لامرأة عرفت بمعارضتها الثابتة للإجهاض، يلقي ضوءاً أكبر على هذه القضايا من مجرد اختياره لرجل آخر مثله· إلى ذلك لا تزال تشير استطلاعات الرأي العام الانتخابي إلى تفضيل النساء للمرشح ''الديمقراطي'' باراك أوباما· ضمن ذلك أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها كل من صحيفة واشنطن بوست وشبكة ''إي· بي سي نيوز'' أن حوالي 6 من بين كل 10 ناخبات يصنفن أنفسهن إما على أساس أنهن ''ديمقراطيات'' أو مستقلات ذوات ميل سياسي للحزب ''الديمقراطي''، في حين أشارت آخر نتائج استطلاعات الرأي نفسها لهذا العام، إلى أن نسبة 55 في المئة من الناخبات تؤيد السيناتور ''الديمقراطي'' باراك أوباما، في حين تؤيد منهن 37 في المئة فحسب منافسه ''الجمهوري'' جون ماكين· وبالمقارنة فقد كانت نسبة التأييد النسائي للمرشح ''الديمقراطي'' جون كيري في انتخابات عام 2004 هامشية للغاية، إذ حصل على نسبة 51 في المئة قياساً إلى منافسه ''الجمهوري'' الرئيس بوش الحالي· غير أن انحياز الناخبات الأميركيات لمرشح الحزب ''الديمقراطي''، ظل ثابتاً وقوياً في ثلاث معارك انتخابية سابقة لانتخابات ·2004 يذكر أن السناتور هيلاري كلينتون وجهت نداء إلى مؤيديها في مؤتمر الحزب ''الديمقراطي'' الذي عقد الأسبوع الماضي في دينفر بالوقوف خلف باراك أوباما باعتباره مرشحاً رسمياً عن الحزب ''الديمقراطي''· لكن وباختيار ماكين لـ''سارة بالين''، فإن من المرجح أن يلجأ أوباما أكثر من ذي قبل للاستعانة بالسناتور هيلاري كلينتون من أجل كسب أصوات مؤيديها، خاصة وأن معركة كسب هذه الأصوات أصبحت أشد مع ترشيح سارة بالين· جوليت إلبرين وآن كورنبلوت محللتان سياسيتان أميركيتان ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©