سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (بغداد، أربيل)
يتوجه الناخبون العراقيون اليوم لانتخاب ممثليهم بمجلس النواب العراقي في رابع عملية انتخابية بالبلاد منذ إطاحة نظام صدام حسين عام 2003 والأولى بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي العام الماضي. ويحق لقرابة 22 مليون ناخب من عموم المحافظات العراقية بما فيها محافظات إقليم كردستان المشاركة في الانتخابات لاختيار 329 نائباً لمجلس النواب المقبل، على أن يكون ربعهم من السيدات، وفقا لنظام «الكوتا» الذي خصص كذلك 9 مقاعد للأقليات بواقع 5 مقاعد للمسيحيين ومقعد واحد لكل من «الشبك والأيزيدية والصابئة والفيليين». وتجرى الانتخابات، وفقاً لنظام الدوائر الانتخابية في المحافظات إذ تعد كل محافظة من المحافظات العراقية الـ18 دائرة انتخابية واحدة تختار عدداً محدداً من النواب يتناسب مع عدد سكانها. وتتصدر العاصمة بغداد الدوائر الانتخابية بعدد المقاعد النيابية إذ يحق لها انتخاب 71 نائباً، تليها محافظة نينوى بـ34 نائباً ثم البصرة بـ25 فمحافظة ذي قار بـ19 نائباً، وبقية المحافظات بأعداد أقل تنتهي بمحافظة المثنى بـ7 نواب فقط. ويتنافس في الانتخابات أكثر من 7 آلاف مرشح من 320 حزباً سياسياً وائتلافاً وقائمة انتخابية، بواقع 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفاً انتخابياً. ومن أبرز التحالفات المشاركة تحالف قائمة «النصر» برئاسة رئيس الحكومة حيدر العبادي وتحالف قائمة «دولة القانون» برئاسة نوري المالكي وتحالف قائمة «القرار العراقي» برئاسة أسامة النجيفي والقائمة «الوطنية» برئاسة إياد علاوي. كما تشمل القوائم أيضا قائمة «سائرون» المدعومة من مقتدى الصدر وقائمة «الحكمة» المدعومة من عمار الحكيم وقائمة «الفتح» برئاسة هادي العامري وقوائم كردية متفرقة منها قائمة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» وقائمة «كوران»، وقائمة «الجيل الجديد». وشهدت الانتخابات الحالية غياب عدد من السياسيين البارزين في العراق بينهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ورئيس إقليم كردستان السابق مسعود برزاني ووزير النفط العراقي الأسبق حسين شهرستاني. وتجرى الانتخابات على جزءين كان الأول يوم أمس الأول وهو يوم «التصويت الخاص» لعناصر قوات الأمن العراقية من وزارتي الدفاع والداخلية على أن يجرى التصويت العام لجميع المواطنين اليوم السبت بدءاً من الساعة السابعة صباحاً وحتى السادسة مساءً. وبالنسبة للعراقيين المغتربين فقد بدأت عملية تصويتهم يوم أمس الأول في 21 دولة.
وتشهد الانتخابات العراقية لأول مرة استخدام أجهزة تسريع النتائج الإلكترونية والتي تمكن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من إعلان النتائج في غضون ساعات بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
ودخل العراق صباح أمس، مرحلة الصمت الانتخابي. وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق كريم التميمي، إن «مرحلة الصمت الانتخابي بدأت في عموم البلاد عند الساعة السابعة صباح أمس بالتوقيت المحلي وستنتهي بنهاية يوم الاقتراع». ودعا الأحزاب السياسية والقوائم الانتخابية والمرشحين إلى الالتزام بضوابط وتعليمات الصمت الانتخابي محذراً المخالفين من اتخاذ إجراءات قانونية رادعة قد تصل إلى سحب المصادقة على المرشح أو الحزب وحرمانه المشاركة في العملية الانتخابية.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء أمس الأول، رفضه المشاركة في حكومة عراقية جديدة تقوم على «المحاصصة». وقال العبادي في مقابلة مع تلفزيون العراقية، «قد أجبرتُ على الدخول في الانتخابات البرلمانية الحالية، وأنا على المستوى الشخصي، لا أرغب بالترشيح لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة، لأنني أطمح للخروج من الحكومة وأنا في قمة إنجازاتي ونجاحي وأضرب مثلاً للآخرين أن هذه السلطة لا أريدها، لهذا بقيت رافضاً للدخول في الانتخابات الحالية إلى آخر وقت». وأضاف «لقد بقيت متأخراً لآخر يوم في التسجيل للمشاركة في الانتخابات، وتم تشكيل الفريق الإعلامي للانتخابات بعد تأخر، وقد أبلغني المقربون مني أنك تريد أن تخذلنا ويجب عليك إكمال المهمة وإعطاؤنا الأمل للمرحلة المقبلة». وقال «على المستوى الشخصي سأكون سعيداً في حال عدم دخولي في الحكومة المقبلة، وإذا أراد الشركاء في العملية السياسية تشكيل حكومة محاصصة مثل السابق لن أكون مشاركاً فيها، لأن ذلك سيعيدنا إلى المربع الأول من المحاصصة والامتيازات، وتوزيع المناصب فيما بينهم وهذا خداع للناس ولن أكون شريكاً في انهيار ثان للدولة وسأقف ضدهم». وأضاف، «لا أقبل العودة إلى الماضي بغض النظر بقيت في منصبي أم لا». وقال «لم استخدم الأموال العامة في الدعاية الانتخابية الحالية». ودعا العبادي العراقيين إلى المشاركة في الانتخابات.
من جانبها، أعلنت الأجهزة الأمنية العراقية عن خطة أمنية مشددة وشاملة تضمنت فرض عدة أطواق أمنية حول المراكز الانتخابية في عموم مدن البلاد مع غطاء جوي متواصل في معظم المناطق فضلاً عن تشديد إجراءات التفتيش. كما قررت الحكومة العراقية إغلاق جميع المنافذ الحدودية العراقية من الساعة 12 ليل أمس وحتى الساعة 12 من ليل السبت، فضلاً عن قطع الطرق الداخلية بين المحافظات العراقية من الساعة 12 من ليل أمس حتى الساعة السابعة مساء اليوم.
عدد اليوم
