الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشيمة أكثر هشاشة عند الأربعينيات ومريضات الضغط

المشيمة أكثر هشاشة عند الأربعينيات ومريضات الضغط
13 ابريل 2012
المشيمة عضو دائري مسطح الشكل يتصل بالجنين عن طريق الحبل السري في الرحم. وهي تضطلع بدور مهم جداً خلال فترة الحمل، وتقوم بعدد من الوظائف. لكنها تتأثر بعوامل عديدة وتُعالج بطرق شتى، ويُتخلص منها بأشكال مختلفة. فهي وإن كانت تنشأ في الرحم، فهي تنتهي إلى قمامة النفايات الطبية أو الحديقة المنزلية، أو حتى إلى معدة الأم النفساء في بعض الثقافات! المشيمة هي بنية تنمو في رحم المرأة خلال فترة حملها. وهي تُزود الجنين بالأكسجين والمغذيات وتُزيل بالمقابل الفضلات العالقة في دمه. وتنشأ المشيمة على جدار الرحم، ثم يخرج منها الحبل السري الذي يكون القناة التي تستخدمها المشيمة لتزويد الجنين بما يحتاج إليه لكي ينمو على نحو طبيعي سليم. وفي غالبية الحالات، تنشأ المشيمة ملتحمةً بأعلى الرحم أو بجانبه. صحة المشيمة يمكن لعوامل عديدة أن تؤثر على صحة المشيمة خلال الحمل، بعضها قابل للتغير، وبعضها الآخر لا. ومن بين هذه العوامل: ? عمر الحامل. فبعض مشكلات المشيمة تشيع أكثر لدى النساء اللاتي يحملن بعد تجاوزهن سن الأربعين. ? الانقطاع المبكر للأغشية. فخلال الحمل، يكون الجنين مُحاطاً ومُوَسداً بغشاء مملوء بسائل، وهذا الغشاء يُصطلح عليه الكيس الأمنيوسي. وإذا تسرب شيء من هذا الكيس أو تمزق قبل أن يبدأ المخاض، تزيد مخاطر إصابة المشيمة ببعض المشكلات. ? ارتفاع ضغط الدم. فإذا كنت حاملاً بأكثر من جنين واحد، فإن مشيمتك قد تكون معرضةً لمخاطر الإصابة ببعض المشكلات. ? اضطرابات تخثر الدم. فكل حالة تمنع الدم من التخثر أو تزيد نسبة تخثره تُعد من العوامل التي ترفع مخاطر إصابة المشيمة ببعض المشكلات. ? جراحة رحم سابقة. فإذا كنت قد خضعت في وقت سابق لجراحة شملت الرحم مثل عمليات الولادة القيصرية، فإن مخاطر تعرض مشيمتك للإصابة ببعض المشاكل تكون مرتفعةً. ? الإدمان. فبعض مشكلات المشيمة تنتشر أكثر لدى النساء اللاتي يُدمن التدخين أو يتعاطين مواد ممنوعةً خلال الحمل. ? رضوض البطن. فإذا كانت توجد في بطنك رُضوض ما جراء تعرضك للسقوط أو لضربة شديدة على البطن، تُصبح مشيمتك أكثر عُرضةً للإصابة بمشكلات صحية. المشكلات الشائعة من بين المشكلات التي يمكن أن تُصيب النساء المعرضات لمشكلات المشيمة خلال فترة الحمل انفصال المشيمة عن جدار الرحم، وانزياح المشيمة، والتحام المشيمة. وكل مشكلة من هذه المشكلات يمكن أن تتسبب للحامل في نزيف دم مهبلي حاد. وبعد الوضع، يمكن لانحباس المشيمة أن يُسبب بعض المشكلات الصحية. ? انفصال المشيمة عن جدار الرحم. يحدث ذلك عندما تنفصل المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم جزئياً أو كلياً قبل الوضع. وقد يتسبب هذا الانفصال في حدوث درجات متفاوتة من النزيف المهبلي، كما يمكن أن يحرم الجنين من الأكسجين والمغذيات. وفي بعض الحالات، تضطر الحامل إلى الوضع في وقت مبكر بسبب انفصال مشيمتها خوفاً على حياة الجنين. ? انزياح المشيمة. يقع هذا عندما تُغطي المشيمة عنق الرحم جزئياً أو كلياً. ويمكن أن يتسبب هذا الانزياح في حدوث نزيف دم مهبلي حاد قبل الوضع أو خلاله. ولذلك فإن العملية القيصرية تُصبح الخيار الأفضل بالنسبة للحوامل اللاتي يُصَبْن بانزياح المشيمة. ? التحام المشيمة. وتحدث هذه المشكلة حينما تنمو الشرايين الدموية عميقاً جداً داخل جدار الرحم، ما يرفع مخاطر الإصابة بنزيف مهبلي حاد خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من الحمل، وفقدان كمية كبيرة من الدم بعد الوضع. ويَنصح أطباء النساء والتوليد في هذه الحال باللجوء إلى العملية القيصرية متبوعةً بعملية جراحية لإزالة الرحم (استئصال الرحم). ? انحباس المشيمة. فإذا لم يتم طرح المشيمة خلال ما بين 30 إلى 60 دقيقة بعد الوضع، فإن ذلك يعني أنها انحبست داخل الرحم. ويمكن لهذا أن يحدث إذا انحشرت المشيمة جزئياً خلف عنق رحم مغلق، أو إنْ بقيت ملتحمةً بجدار الرحم على نحو خفيف أو شديد. وفي حال تُركت المشيمة المنحبسة دون علاج، فإن من شأنها التسبب في حدوث التهاب حاد أو فقدان الأم للكثير من الدم، وتعريض حياتها بالتالي للخطر. تقليل المخاطر لتقليل خطورة المضاعفات التي قد تنجم عن الإصابة بإحدى مشاكل المشيمة، تُنصح كل امرأة حامل بأن تهرع لمراجعة طبيب معالج إن هي تعرضت لنزيف مهبلي أو آلام في البطن أو آلام حادة في الظهر أو تقلصات رحمية سريعة. ويجدُر التذكير بأن غالبية مشاكل المشيمة يصعُب الوقاية منها بشكل مباشر. غير أن هناك خطوات يمكن لكل حامل اتخاذها من أجل أن تتمتع بحمل صحي خال من المخاطر عليها وعلى جنينها. ومن بين هذه الخطوات أن تحرص على زيارة طبيبة نساء وتوليد على نحو منتظم طوال فترة حملها، وأن تتبع إرشادات الطبيب وتُساعد نفسها ومعالجها على حُسن التعاطي مع حالتها الصحية في حال كانت تعاني أمراضاً من قبيل ارتفاع ضغط الدم، وأن تتجنب التدخين بنوعيه الإيجابي والسلبي، وأن تتجنب تناوُل الأدوية المخدرة، وأن تحرص على الولادة الطبيعية وتبتعد عن الولادة القيصرية غير الطارئة، ما عدا إنْ أُصيبت بمضاعفات تُحتم عليها الخضوع لجراحة قيصرية طارئة. وإذا كانت قد واجهتك مشكلة في المشيمة في حمل سابق وقررت التخطيط لحمل آخر، فيُفضل أن تتحدثي إلى طبيبك المعالج، لينصحك بشأن التدابير التي يمكن أن تتخذيها من أجل تقليل مخاطر مشكلة المشيمة السابقة مرةً أخرى. مآل المشيمة إذا كنت محظوظةً ووضعت مولودك بشكل طبيعي، فإن المشيمة تخرج هي الأخرى عن طريق المهبل، وذلك خلال ما يُعرف بالمرحلة الثالثة من المخاض. وبعد الولادة، ستُواصلين الشعور بحدوث تقلصات خفيفة. وقد تحتاج طبيبتك المعالجة إلى تدليك أسفل بطنك من أجل تحفيز رحمك للتقلص ودفع المشيمة للانقذاف إلى الخارج. كما قد يُطلَب منك أن تدفعي مرةً أخرى كما كنت تفعلين قُبَيْل وضع مولودك للفظ المشيمة خارج رحمك، وما هي إلا لحظات قليلة حتى تخرج المشيمة مع دفقة دموية خفيفة. وتندفع المشيمة خارج الرحم عادةً بعد خمس دقائق من وضع المولود. وقد يتطلب خروجها في بعض الحالات فترةً أطول قد تصل إلى 30 دقيقة. أما إنْ خضعت لعملية قيصرية، فإن الطبيب الجراح هو من يُزيل المشيمة من الرحم خلال إجرائه العملية. ويقوم الطبيب عادةً بفحص المشيمة للتأكد من أنها سليمة ولم ينقص منها شيء، وذلك لتفادي بقاء أي جزء منها داخل الرحم، فحدوث ذلك يُعرض الرحم للنزيف أو الالتهاب. وإذا كُنت مهتمةً بالأمر، فمن حقك أن تطلبي من الطبيب أو القابلة أن تري المشيمة بأم عينيك حتى يطمئن قلبك. ومن الطريف أنه في الوقت الذي يؤول فيه أمر المشيمة غالباً إلى قمامات النفايات الطبية في المستشفيات والعيادات، فإن للبعض طريقةً خاصة في التخلص منها، ويختلف ذلك حسب ثقافة كل بلد. فبعض الأسر تدفن المشيمة في مكان خاص، مثل الحديقة الخلفية للمنزل. ويُفضل النساء في بعض الثقافات طبخ المشيمة وأكلها، ويُصطلح على هذه العادة “أكل المشيمة”. ويلجأ هؤلاء إلى ممارستها اعتقاداً منهم بأن احتواءها على العديد من الفيتامينات الضرورية والمواد المغذية يجعلها غذاءً خارقاً يُساعد على زيادة إنتاج حليب الأثداء، ويُقلل مخاطر النزيف والكآبة بعد الولادة، ويُنظم الهرمونات ويُعين الأم على استعادة توازنها بعد تجربة الوضع، لكن هذه الاعتقادات تظل جميعها عاريةً عن الدليل العلمي، كما أنها تُغفل المواد السامة في المشيمة الناتجة عن عملية الأيض. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©