علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله)
تصاعد ألسنة النيران في الأراضي الزراعية التابعة للمستوطنات الإسرائيلية عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، عقب إطلاق الفلسطينيين عشرات الطائرات الورقية المشتعلة.
واستشهد فلسطيني، وأصيب المئات بالرصاص الحي وقنابل الغاز في الجمعة السابعة لمسيرات العودة التي أطلق عليها اسم جمعة «الإعداد والنذير». وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة «استشهد جبر سالم أبو مصطفى (40 عاماً) بطلق ناري في الصدر أطلقته قوات الاحتلال الصهيوني شرق خان يونس».
وأضاف أن «731 شخصاً أصيبوا بجروح مختلفة، منهم نحو 200 بالرصاص الحي والشظايا، بينهم 10 في حالة خطيرة» في المناطق الشرقية الحدودية لقطاع غزة.
وأشار إلى أن «305 مصابين، بينهم 38 طفلاً، و12 سيدة نقلوا إلى المستشفيات المختلفة لتلقي العلاج»، لافتاً إلى وجود ثلاثة مسعفين بين المصابين. وأطلق جيش الاحتلال النار بكثافة صوب آلاف الفلسطينيين الذين وصلوا إلى الحدود في نقاط المواجهة الخمس، تلبية لدعوة اللجنة التنسيقية العليا لمسيرات العودة.
ومن بين الجرحى طفل في الـ 16 من العمر، أصيب برصاصة اخترقت ساقيه عندما حاول وضع علم فلسطين على السياج الأمني الفاصل، واندلعت مواجهات عنيفة شرق مدينة غزة، حيث تمكن الشبان من انتزاع جزء من السياج الأمني.
وقال منظمو الاحتجاجات التي تحمل اسم «مسيرة العودة الكبرى»، إنهم يتوقعون توافد عشرات الآلاف من سكان غزة إلى المخيمات المقامة على الحدود الاثنين المقبل.
وتبلغ الاحتجاجات ذروتها في أيام الجمعة، ويتوقع أن تبلغ أوجها يوم 15 مايو، إحياء لذكرى النكبة التي شهدت تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين مع قيام دولة إسرائيل في عام 1948.
وقال شهود، إن جنوداً إسرائيليين استخدموا طائرات من دون طيار لإسقاط طائرات ورقية مشتعلة أطلقها المحتجون فوق الحدود في محاولة لإشعال النار في الأحراش وتشتيت القناصة.
وأفاد تقرير لمنظمة أنقذوا الأطفال الخيرية نُشر أمس بأن 250 طفلاً على الأقل في غزة أصيبوا بالرصاص الحي خلال الاحتجاجات، من بين 700 طفل أصيبوا في المجمل.
واندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مواقع متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، فيما فضت شرطة الاحتلال العسكرية اعتصاماً أمام مقبرة باب الرحمة بالقدس المحتلة بالقوة، واعتدت على المشاركين المحتجين على سيطرة الاحتلال على أجزاء من المقبرة.
ووقعت المواجهات على مدخل مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، إثر تفريق قوات الاحتلال مسيرة منددة بالممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ودعمًا لمسيرات العودة في قطاع غزة وإحياء للذكرى الـ70 للنكبة.
وأغلق الشبان مدخل المدينتيْن بالحجارة والمتاريس، وأشعلوا النار في إطارات سيارات مطاطية، ورشقوا مركبات الاحتلال العسكرية بالحجارة.
وأطلق الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في المواجهات. واندلعت مواجهات مماثلة في بلدات كفر قدوم بمحافظة نابلس وحي باب الزاوية وسط مدينة الخليل والنبي صالح وبلعين ونعلين في محافظة رام الله. وانطلقت المسيرات تحت عنوان، «حق العودة لا بدل عنه»، بمناسبة ذكرى النكبة التي تصادف منتصف مايو من كل عام.
إلى ذلك، توفي فلسطيني أمس، متأثراً بإصابته جراء دهسه من حافلة إسرائيلية قبل أيام في الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك بحسب ما أعلنته مصادر فلسطينية.
وكان الفلسطيني يتلقى العلاج من جروح خطيرة في أحد المستشفيات الإسرائيلية قبل أن يتم الإعلان عن وفاته.
عدد اليوم
