الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البيئة»: الأعلاف تباع محلياً بأضعاف القيمة المالية للاستيراد

«البيئة»: الأعلاف تباع محلياً بأضعاف القيمة المالية للاستيراد
19 يونيو 2010 01:07
رصدت وزارة البيئة والمياه، فروقات سعرية كبيرة في أسعار الأعلاف المستوردة خلال العام الجاري 2010، حيث تباع في السوق المحلي بأضعاف القيمة المالية للاستيراد، وبزيادة تتراوح بين 25 و335%، بحسب المهندس عبدالله الجنعان المدير التنفيذي للشؤون الزراعية والحيوانية بالوزارة. وقال الجنعان في تصريح خاص لـ “الاتحاد”، إن “ الإنتاج المحلي من الأعلاف يعادل 26,2% من إجمالي الأعلاف المستهلكة سنوياً وفقاً لإحصاءات عام 2008 الذي بلغ إنتاج الدولة فيه من الأعلاف 1,658,818 طن”. وتبلغ تكلفة إنتاجه الطن الواحد من العلف محلياً من 300-400 درهم، بينما متوسط سعر الطن المستورد 1166 درهماً، ومن أهم البلاد والتي يتم استيراد الأعلاف منها، سلطنة عمان والهند وباكستان وإيران. وأشار الجنعان، إلى أن دور الوزارة في موضوع الأعلاف يقتصر على وضع القوانين والإجراءات المتعلقة بالزراعة، حيث وضعت الوزارة حزمة من المبادرات للتشجيع على الإنتاج المحلي من الأعلاف خاصة في ظل الارتفاع المتنامي في إجمالي الثروة الحيوانية بالدولة”. وكشف الجنعان أن تقدير إجمالي الثروة الحيوانية حتى نهاية الأشهر الخمسة الأولى من العام 2010 الجاري بلغ 3,850,000 رأس، ويبلغ الاستهلاك السنوي لها 6,930 مليون طن من الأعلاف بمعدل استهلاك سنوي للرأس الواحد 1,8 طن. مبادرات الوزارة وعن مبادرات وزارة البيئة والمياه لزيادة الإنتاجية من الأعلاف المحلية، قال المهندس منصور المنصوري مدير إدارة التنمية الزراعية، “ يوجد العديد من الإجراءات الجديدة أهمها وضع ضوابط تشريعية وتنظيمية للحفاظ على الثروات الوراثية المحلية والمراعي الطبيعية”. وأشار إلى استغلال المساحات المخصصة لإنتاج الحبوب لإنتاج محاصيل ثنائية الغرض (الشعير والشوفان) والتشجيع على رفع كفاءة إنتاجية المراعي الطبيعية وصيانتها لتستعيد دورها كمصدر رئيسي لسد النقص في الفجوة العلفية حيث إن معظم أراضي المراعي في الوقت الحالي إما ضعيفة أو متدهورة. وقال المهندس محمد المكاوي المهندس الزراعي بالوزارة، إن “الوزارة نفذت الأسبوع الماضي رصداً ميدانياً لأسعار الأعلاف المستوردة في عدة مناطق شملت المدام وكدرا وغياثي ودبا. رصد الأسعار وأظهر الرصد أن سعر طن العلف الجاف من الجت “البرسيم” المستورد من السودان حسب فاتورة الاستيراد المقدمة في أحد المنافذ البرية، نحو 110 دولارات للطن (413.6 درهم تقريباً)، بينما عند تاجر التجزئة داخل الدولة وتحديداً في منطقة المدام بلغ 1800 درهم بنسبة زيادة في سعر الطن تعادل 335%. وبلغ سعر حشيشة الرودس من العلف الجاف المستوردة من سلطنة عمان من خلال منفذ خطم الملاحة، 1500 درهم للطن، بينما وصل سعر الطن عند تاجر التجزئة في منطقة كدرا نحو 1875 درهماً نسبة الزيادة في أسعار الطن تعادل 25%. ولفت المكاوي، إلى تفاوت الأسعار الحالية للأعلاف المنتجة محلياً، موضحاً أن سعر الطن من الجت الجاف بلغ 2000 درهم في منطقة كدرا، بينما كان سعر الطن في منطقة غياثي نحو 300 درهم. ويتراوح سعر الجت الأخضر من 900 إلى 1000 درهم للطن وهو حول نفس السعر للطن في العام الماضي. وكان سعر الجت الأخضر داخل الدولة في عام 2005 نحو 415 درهماً للطن، ولكن شهدت هذه الأسعار ارتفاعاً شديداً في عام 2009، حيث وصل سعر الطن إلى ما يقارب 1000 درهم، ويعد تأثراً بارتفاع الأسعار عالمياً. ونوه المهندس المكاوي، إلى أن سعر الطن من علف الرودس الجاف بلغ 300 درهماً في منطقة غياثي بينما يصل إلى 550 درهماً في منطقة دبا، والعلف الأخضر من الرودس نحو 625 درهماً للطن في منطقة المدام. ويتراوح سعر الطن للشعير من 300 درهم في منطقة غياثي إلى 1100 درهم للطن في منطقة كدرا، وبلغ سعر الطن من السبوس (إنتاج أبوظبي) نحو 900 درهم، بينما كان سعر الطن (إنتاج دبي) 800 درهم في منطقة كدرا وكان في منطقة غياثي 930 درهماً للطن والمخلوط 800. وبلغ سعر الطن من علف الشوفان في منطقة غياثي نحو 300 درهم. وأكد المهندس منصور المنصوري، أن الوزارة تسعى لتركيز الجهود لتشجيع ودعم المزارعين من أجل تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، مشيراً إلى دور الوزارة في تقليل استهلاك المياه في إنتاج محاصيل الأعلاف المستوردة من خلال إدخال أعلاف بديلة من البيئة المحلية (الليبد والضعي والثمام والدخنة). وقال إن الوزارة تعمل على رفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل العلفية من خلال التنوع في زراعة الأعلاف والتركيز على الأنواع المعمرة والتي تحافظ على التوازن في إنتاجها على مدى العام. سن تشريعات ولفت إلى اتجاه الوزارة لسن التشريعات وإصدار اللوائح للتقليل من استنزاف المياه وتطبيق التقنيات الحديثة المستخدمة التي تسهم في زيادة الإنتاج مع ترشيد استهلاك المياه والري هو العامل المحدد لإنتاجية الأعلاف، بالإضافة إلى تنفيذ برامج الإرشاد الزراعي. وعن المساحة المزروعة بالأعلاف المحلية على مستوى الدولة، قال المهندس عبدالله الجنعان، إن “ المساحات المزروعة بدأت في التناقص منذ عام 2005، حيث بلغت إجمالية المساحة في ذلك العام 325,709 ألف دونم وتقلصت هذه المساحة في الأعوام التالية حيث كانت 252,413 ألف دونم في 2006 و225,845 ألف دونم في عام 2007 و292,615 ألف دونم في عام 2008”. وأشار إلى وجود تدنٍ في الإنتاج المحلي للأعلاف في العام 2008 عن العام 2005 بنسبة 28.2%، بينما تقلصت نسبة ذلك الإنتاج عن عام 2007 بنحو 16.3%، وهذا يعزى إلى الزيادة في رقعة المساحة المزروعة ما بين عامي 2007 و2008، حيث زادت المساحات المزروعة بنسبة 29.6%. وأرجع الجنعان سبب تدني الإنتاجية رغم الزيادة في وحدة المساحة إلى عدم توفر التأسيس الجيد للمحاصيل العلفية وعدم الإلمام بالإدارة الجيدة للمحصول واختيار نوع المحصول المزروع والأصناف المستخدمة. وتطرق إلى أن الزيادة في وحدة مساحة الجت بنسبة (6.6%) ما بين عامي 2007 و2008، أدت إلى زيادة في الإنتاجية بمعدل (4%)، ورغم الزيادة في وحدة مساحة الرودس بمعدل (32.9%) إلا أن التدني في الإنتاجية للرودس كانت بنسبة (19.8%)، وهذه أدت في النهاية إلى تقلص في نسبة الإنتاجية الكلية للأعلاف بنسبة 16.3%. ولفت الجنعان، إلى أن كمية الأعلاف المنتجة سنوياً تتفاوت من عام إلى آخر، حيث كانت إجمالية الكميات المنتجة 2,310,573 طناً في عام 2005، وبدأت الإنتاجية في التراجع حيث بلغت 1,698,586 طناً في عام 2006، وارتفعت ارتفاعاً طفيفاً في عام 2007، حيث وصلت إلى 1,982,438 طناً، وعادت إلى الانخفاض مرة أخرى في عام 2008، حيث تراجعت إلى 1,658,818 طناً. الإنتاج المحلي وحول المشاكل التي تواجه إنتاج الأعلاف محلياً، قال المهندي منصور المنصوري مدير إدارة التنمية الزراعية بالوزارة، “ يواجه إنتاج المحاصيل العلفية في الدولة الكثير من التحديات أهمها عدم توافر المعلومات الكافية حول الأنواع والأصناف الملائمة للظروف البيئيــة المحليــــة واحتياجاتها والأماكن المناسبة لزراعتها داخل الدولة بما يتناسب والظروف المناخية (رطوبة وملوحة ودرجة حرارة). ونبه إلى انتشار الأنواع التي تتصف باستهلاكها العالي للمياه (الرودس والبنيكم والجت) وضعف برامج الأبحاث على الأنواع المحلية وبرامج إنتاج بذورها. ولفت إلى انخفاض إنتاجية معظم الأعلاف في فترة الشتاء مثل حشيشة الرودس والبلوبنيك، حيث تنخفض بدرجة كبيرة في فصل الشتاء لدخول المحصول في طور سكون يمتد لعدة أشهر، بينما يتحسن أداؤها تدريجياً خلال فصل الصيف. أما بالنسبة للبرسيم الحجازي فيعطي أفضل إنتاجية في فصل الربيع والخريف وينخفض الإنتاج في منتصف فصل الصيف نتيجة للإجهاد الحراري الذي يؤدي إلى توجه النباتات للتزهير مبكراً. كما أن البرسيم الحجازي لا يتلاءم مع نظام الري بالرش نتيجة لطبيعة نموه. أعلاف تتحمل الملوحة قامت وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع المركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA) بتنفيذ مشروع مشترك حول إدخال نباتات الأعلاف المحلية المتحملة للجفاف والملوحة واختبارها تحت نظم الري الحديث (الري بالتنقيط)، بالإضافة إلى دراسة قيمتها الغذائية واحتياجاتها المائية وإمكانية إنتاج بذورها. وأثبتت هذه النباتات المحلية نجاحاً ملموساً من حيث استهلاكها للمياه وتميزت بكفاءة عالية لاستخدام المياه وعلى سبيل المثال حشيشة الليبد. وحول الأنواع المزروعة محلياً وفوائدها الغذائية بالنسبة للحيوانات، أفاد المهندس الزراعي محمد المكاوي، أن أغلبها من الأنواع التي تنتمي إلى العائلة النجيلية مثل الرودس والبنكم بشقيه (Green panic Blue panic) وحشيشة الفيل وحشيشة السودان والأسترالية إضافة إلى بعض الأنواع المحلية الأخرى مثل الضعي والثمام والدخنة. وأشار إلى مساحات صغيرة (111.9 دونم) من الليبد المحلي والأفريقي وهذه بدأ إدخالها في حقول المزارعين لترشيد استهلاك المياه منذ عام 2002، بعد أن أثبتت نجاحاً ملحوظاً تحت نظم الري الحديث في حقول التجارب التابعة لوزارة البيئة والمياه من حيث كفاءة استخدامها للمياه. وأكدت الدراسات التي أجريت أن القيمة الغذائية للنباتات العلفية من العائلة النجيلية متقاربة في قيمتها الغذائية، حيث نجد أن نسبة البروتين تتراوح مابين 9.4-9.8?، وتختلف هذه النسبة في حال الجت (البرسيم الحجازي والعماني) حيث تصل إلى 24% (العائلة البقولية).
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©