الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
13 ابريل 2012
الأجر على الإخلاص في العمل ? أنا موظفة، أحب عملي، “ونيتي رضا الله، وأن يكون العمل خالصا لوجه الله” .. وأحيانا أقوم بأعمال إضافية من أجل الأجر والثواب من الله.. ، لكن ما حكم الراتب الذي أخذه مقابل هذا العمل؟ أو أحياناً الحصول على بعض المكافآت لخدمات معينة؟.. أرجو التوضيح بين النية الخالصة لله تعالى وما يحصل عليه الإنسان من مال أو مكافآت مقابل هذا العمل؟ ? الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله تعالى فيك ورزقك الإخلاص في عملك وأثابك على قدر نيتك، ولتعلمي أنك إذا أخلصت في عملك وأردت وجه الله تعالى فيما تقومين به من عمل وراقبت الله في عملك، فإنك تؤجرين على هذا الإخلاص وهذه النية الصادقة، ولا ينقص من أجرك ما تتقاضينه من أجر، فقد وردت نصوص كثيرة تدل على أن التجار والعمال وغيرهم من أصحاب الأعمال التي يأخذون أجورا وأرباحا على أعمالهم، إذا صدقوا وأخلصوا في عملهم فإنهم يؤجرون على هذا الإخلاص وهذا الصدق دون أن ينقص ذلك من أجورهم، فقد روى الترمذي في سننه عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء، مع أن التاجر يأخذ الربح من الشخص الذي باع له وصدقه في القول، وهكذا، كما أن الإخلاص في العمل مما يحبه الله تعالى، ففي الأثر: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” رواه أبو يعلي في مسنده، والله تعالى أعلم. المسح على الخفين والصلاة ? مصل مسح على خفيه ليصلي فريضة ثم حضر وقت الفريضة التي من بعدها هل يعيد المسح أم يصلي بالمسح القديم، علما بأنه لم ينقض وضوؤه؟ ? أولا المسح على الخفين رخصة لها شروط مبينة في كتب الفقه لا تجوز دون وجودها كاملة فمن مسح على خفيه مسحاً صحيحاً لا يعيد المسح مالم يبطل الوضوء، فيجوز أن يصلي الفريضة الثانية بالمسح السابق وإذا كان وضوؤه انتقض فيتوضأ وله أن يمسح على الخفين عند الوضوء الجديد وله أن يغسل الرجلين وهكذا كلما أراد أن يتوضأ لأن زمن المسح ليس له حد ما لم يقع في مبطل من مبطلات المسح إلا أنه يستحب له أن ينزعه كل جمعة، قال الشيخ عليش رحمه الله تعالى في منح الجليل وهو يشرح نص الشيخ خليل في مبطلات المسح على الخفين: (وبطل) أي انتهى الترخيص في مسح الجورب أو الخف (بغسل وجب) بموجب مما سبق فلا يمسح عليه.. (وبخرقه) أي الخف أو الجورب خرقا (كثيرا)..، والله تعالى أعلم. الإعراض عن الزواج ? ما معنى: “... فمن رغب عن سنتي فليس مني”؟ وهل من أعرض عن الزواج بسبب عدم الرغبة فيه حتى توفاه الله يكون آثماً؟ وهل يخرجه ذلك من الملة...؟ ? نسأل الله العلي القدير أن يتغمد ذلك الشخص بواسع رحمته، والزواج سنة مستحبة، وقد حض عليه الشرع وبه يعف الإنسان نفسه، وبه يتحقق به بقاء البشر وقوتهم وازدهارهم. وإن رفض الزواج مع عدم انكار مشروعيته لا إثم فيه إلا إذا كان من باب تعمد الإعراض عن السنة، قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: “أما قوله صلى الله عليه وسلم فمن رغب عن سنتي فليس مني فمعناه من رغب عنها إعراضا عنها...”. ومن المعلوم في الفقه أن الزواج سنة مستحبة، وقد تعتريه الأحكام الشرعية الأخرى، فربما يكون مندوباً أو واجبا أو حراما أو مكروها حسب الحالات التالية: ? حالة الندب، وذلك في حق من لديه الإمكانات المادية ولا يخشى من الوقوع في المحظور، قال العلامة الخرشي رحمه الله عند قول خليل: “ندب لمحتاج ذي أهبة نكاح بكر”: “يعني أن النكاح مندوب إليه في الجملة فيندب لمن احتاج له، ولم يخش العنت وكان ذا أهبة أي له قدرة على كفاية الزوجة من مهر ونفقة”. ? حالة الإباحة: وذلك في حق من ليست لديه حاجة في الزواج وكان عقيماً لا يطلب الذرية، ولا يشغله عن الأمور المهمة. قال العلامة الخرشي رحمه الله: “ويباح في حق من لا يحتاج إليه ولا نسل له”. ? حالة الوجوب، وذلك في حق القادر عليه الذي يخشى من الوقوع في الحرام، قال العلامة الخرشي رحمه الله: “وقد يجب في حق القادر ويخشى على نفسه الزنا...”. ? حالة الحرمة: وذلك في حالة من لا يخشى على نفسه الوقوع في الحرام، وبزواجه يلحقق الضرر بنفسه أو بغيره، قال العلامة الخرشي رحمه الله: “ويحرم في حق من لم يخش العنت ويضر بالمرأة لعدم قدرته على النفقة، أو على الوطء أو يتكسب من موضع لا يحل..”. ? حالة الكراهة: وذلك في حق من لا يحتاج إليه ويشغله عن الأمور المهمة، قال العلامة الخرشي رحمه الله: “وقد يكره في حق من لم يحتج إليه ويقطعه عن العبادة”. والأسلم في هذا المجال إجراء الأمور على الظاهر وترك السرائر لله، فقد يكون لذلك المعرض عن الزواج ظروفه الموضوعية الخاصة التي جعلته غير راغب في الزواج، والله تعالى أعلم. كيفية التعامل مع الزوجة التي لا تحفظ أسرار الزوجية ? أنا حديث الزواج ولم أكمل سنة تقريباً، وفي انتظار طفلي الأول قريباً، سؤالي ماذا أفعل مع زوجتي التي لا تعرف كتمان حديث أو سر بيننا إلا ونشرته لكل من معنا في البيت، حتى إنها وصلت إلى درجة التحدث عن معاشرتنا الزوجية، ليس بالشكل الفاضح إنما بدأت تعطي تفاصيل عامة على حد قولها بعد كشفي لها بدافع إظهار مدى حبي لها وعلاقتنا القوية، لا أستطيع أن أحدثها في موضوع، أو أعطيها وعداً أو أحدثها عن طموح لي أو حلم إلا وعرف كل من حولي عنه، لا أستطيع أن أحضر شيئاً لغرفتنا إلا والجميع يعرفه، وفي بعض الأحيان تعمد على إخراج أشياء من غرفتي دون علمي، أو تسمح لأشخاص بدخول الغرفة رغم أني في مناسبات كثيرة شرحت لها مدى حبي لجعل عش الزوجية خاصاً جدا، جربت معها النصح والخصام والامتناع عن المعاشرة وحتى أني وصلت معها إلى الضرب، لا أقول إنها لا تمتنع بل هي تمتنع وتتوب وتبكي وتوعدني أنه لن يتكرر منها هذا الفعل مرة أخرى ولكن لا تمر علينا فترة إلا وعادت إلى ذلك بطريقة أو بأخرى! ما الحل مع مثل هذه الزوجة علما أني في عمر 27 وهي في 20 من عمرها ؟ أرجو توجيه نصائح لها تُعرفها مدى خطورة ما تفعل ونصائح ترشدني لكيفية المعاملة معها؟ ? اعلم رعاك الله أن الله تعالى شرع الزواج تسكيناً للنفوس، وإشباعاً للغرائز، وتقوية لأواصر المحبة والمودة بين الأسر والمجتمعات، وامتداداً للنسل البشري، ولولا أن الله تعالى ربط بين الجنسين، وجعل حاجة كلٍّ منهما تَتِمُّ وتَكْمُل بالآخر لما قامت الدنيا ولما استمرت الحياة، ولكنَّ النساء للرجال خُلقن، ولهنَّ خُلق الرجال؛ ومع ذلك فلا تخلو البيوت أبداً ـ مهما كانت ديانة أهلها وشدة التزامهم ـ من هفوات ومشاكل، ولكن الرجل العاقل هو الذي يستطيع أن يعبر بسفينة أسرته وبيته من أمواج المشاكل، وعواصف الأزمات، حتى يصل بهم إلى شاطئ الاستقرار، والمُوفق من وفقه الله، والحكمة ضالَّة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بها، والحكمة أيضاً مطلوبة في التعامل مع الناس على كل حال، وخاصة مع النساء. وأما نصيحتنا لهذه المرأة ولأمثالها من النساء فهي أن تتقي الله تعالى في زوجها وفي بيتها، وأن تراقب الله تعالى فيه، وأن تحفظ لسانها، وأن تصون سرَّ بيتها وسِرَّ زوجها فهي راعية في بيت زوجها ومسؤولة عنه، فقد روى البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْأَمِيرُ رَاعٍ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”. ومن المسؤولية حفظ الأمانة، وصيانة أسرار الزوجية، وخاصة أسرار الفراش، وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاً من الزوجين من إفشاء سِرِّ الآخر ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “عسى أحدكم يخبر بما صنع بأهله ؟ وعسى إحداكن أن تخبر بما يصنع بها زوجها، فقامت امرأة سوداء فقالت: يا رسول الله، إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بمثل ذلك؟ إنما مثل ذلك كمثل شيطان لقي شيطانة فوقع عليها في الطريق والناس ينظرون فقضى حاجته منها والناس ينظرون” أخرجه ابن أبي شيبة . وروى مسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا”. ثم إنك كيف ستربين مولودك القادم بإذن الله ـ نسأل الله أن يُتم ولاته بخير وسلام ـ على الصدق والأمانة وحفظ الأسرار وأنت لا تصونين الأمانة ولا تحفظين الأسرار ؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه! كما أن من رجحان عقل المرأة وحصافتها ـ فضلاً عن كونه إرضاء لربها ـ وطاعة زوجها وتلبية رغبته، وإدخال السرور عليه، ومنه إجابة رأيه فيما يدعوها إليه، خاصة إذا كان فيما دعاها إليه طاعة ربها، وكذلك سلامة بيتها والحفاظ على استقرار الأسرة من حفظ الأسرار وخاصة ما هو خاص بهما، روى ابن ماجه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: “مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ”. وينبغي للمرأة أن تتريث قبل أن تنطق بأي شيء لترى أيصلح ما تتكلم به أم لا ؟ وهل يجب أن تكتم الكلام أم لا؟ وهل فيه طاعة ربها وطاعة زوجها أم لا؟ فإن وجدت خيراً تكلمت وإلا أمسكت عن الكلام، فكثرة الكلام تفضي إلى الخطأ، ومن كثر لغطه كثر غلطه، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ “. وأما نصيحتنا لك أخي السائل فلتعلم أن زوجتك صغيرة السنِّ، وهي حديثة عهد بالحياة الزوجية، ومثل هذه من النساء يقع منها الهَنَّات والزلات في أول حياتها، وكذلك سائر الناس إلا من رحم الله، والحكمة مطلوبة في التعامل مع النساء، وخاصة مع صغيرة السن، حديثة العهد بالحياة الزوجية، التي هي حديثة عهد أيضاً بالمسؤولية الزوجية وما ينبغي أن تقوم به من واجبات تجاه زوجها، فكُنْ حليماً عليها، ولا تتصيد لها دائماً الأخطاء، فمن الحكمة التغافل أحياناً وغض الطرف أحياناً عن بعض الزلات، وإسداء النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، وذَكِّرْهَا بِِحَقِّ الله تعالى فيك وفي بيتها، وإياك من الإساءة إليها أو ضربها حتى لا تزرع شوك الضغينة بينك وبينها، فما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم، ولكن قوِّمها بالمعروف، واعرف متى ينبغي الحِلم، ومتى يحسن استعمال الشدة، ولك في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وفي سيرته وحياته مع أهله أسوة وقدوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©