الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبطال صغار» يواجهون المواقف الحرجة وينقذون «الغرقى» على شاطئ أبوظبي

«أبطال صغار» يواجهون المواقف الحرجة وينقذون «الغرقى» على شاطئ أبوظبي
14 ابريل 2013 03:49
«المنقذ الصغير»، فعالية جديدة استضافها شاطئ كورنيش أبوظبي للمرة الأولى من خلال برنامج «منقذي الحياة للناشئة»، حيث استهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 7 إلى 12 سنة من منطلق أن الأنشطة المنقذة للحياة تستحوذ على اهتمام الأسرة من أجل سلامة أطفالها على الشواطئ، في إطار بيئة تعليمية، تفيد الصغار وتعدهم بشكل جيد لاتباع عوامل السلامة أثناء ارتياد الشواطئ، وكذلك التعامل مع حالات الغرق المفاجئة التي يتعرض لها الآخرون. استقطب شاطئ الكورنيش مجموعة كبيرة من العائلات التي اصطحبت أطفالها للاستمتاع بمياه البحر الصافية في الإجازة الصيفية، حيث كان الإقبال كبيراً جداً، وبدا واضحاً استعداد الأطفال للمشاركة في فعالية «المنقذ الصغير» التي نظمتها «سركو» الشركة المشغلة لشواطئ العاصمة بالتعاون مع بلدية أبوظبي، وحفزتهم نحو تحمل مسؤولية غيرهم في اللحظات الحاسمة التي تستدعي تدخلهم السريع، وذلك من خلال تدريبهم على التعامل مع المواقف الحرجة التي تحدث عادة بين الأطفال الذين ليس لهم سابق معرفة بالسباحة، واللافت أن الكثير من الأسر التي ارتادت كورنيش شاطئ أبوظبي في صباح هذه الفعالية لم تكن لديها أدنى فكرة عن «المنقذ الصغير»، لكنهم تحمسوا للفكرة جميعاً لكونها جديدة، ولها أبعاد تربوية على المديين القريب والبعيد، فضلاً عن الألعاب الترفيهية التي استمتع بها الصغار وتجاوبوا معها بشكل سريع. أساليب السلامة البداية كانت مع ورشة عمل أشرف عليها فارس حموي أحد المدربين بكورنيش شاطئ أبوظبي تحت مظلة أحد الخيام، حيث تجمع أكثر من عشرين طفلاً اتخذوا أماكنهم في وضع الجلوس على الأرض ليشاهدوا بشكل عملي عبر دمى صغيرة كيف يمكن إعادة التنفس بشكل طبيعي للغرقى، حيث استعرض المدرب طريقة النفخ في فم الغريق لمدة عشر ثوان، ثم الضغط على صدره ثلاثين ضغطة ليستعيد توازنه، ومن ثم تبدأ مرحلة الإفاقة، كما استعرضت الورشة التعريف بأساليب السلامة على الشواطئ، ولفت المدرب إلى أن الأطفال تعرفوا على رقم خدمة الطوارئ، وأنه بإمكانهم بعد هذه الحلقة التدريبية الاتصال بهذه الخدمة لإنقاذ إنسان ما، كما أنهم ارتدوا ملابس لا تختلف عن أزياء منقذي الشواطئ حتى يستشعروا مدى أهمية المهمة المعنيين بها، وقد أبدى الأطفال جميعاً تعاوناً ملحوظاً في أثناء الورشة وكان بعضهم يوجه أسئلة غير متوقعه للمشرف الذي بدوره لم يتجاهل أياً منها وكان يجيبهم بشكل تطبيقي. وفي مشهد بديع التف الأطفال حول أعضاء فرقة «كابويرا» البرازيلية الشعبية التي تستوحي ألعابها الحركية من التراث البرازيلي الذي ارتبط بالألعاب الشعبية، حيث تعتمد هذه الفرقة على أداء حركات الدفاع عن النفس عبر الاشتباك مع الخصم والتلاحم معه في أداء راقص ممتع تخلله فقرة غنائية جذبت الأطفال وامتزجوا معها، وأدوا مع أحد أعضاء هذه الفرقة أغنية من التراث البرازيلي وردد الصغار المقاطع الأولى منها بمنتهى البساطة، حيث إن «كابويرا» تجمع العديد من أبناء الجالية البرازيلية في الإمارات إلى جانب مواطنين وعرب في تمازج عجيب، وقد شعر أعضاء هذا الفرقة بالسعادة لهذه المشاركة التي أدخلت على قلوب الأطفال الفرحة، خصوصاً لوجود فتاة عربية ضمنها في أثناء العرض وهي ليلى عثمان التي التف الصغار حولها وسارعوا إلى تقليد حركات يديها بطريقة رياضية جذابة. فعالية جديدة من بين اللواتي شاركن في فعالية «المنقذ الصغير»، خلود الجنيبي، موظفة، حيث اصطحبت خمسة أطفال من أبناء أسرتها إلى شاطئ كورنيش أبوظبي من أجل مشاركتهم في هذا الحدث الذي لم تكن تتوقع أن يستفيد منه هؤلاء الأطفال حيث تراوحت أعمارهم من 4 سنوات إلى 12 عاماً، وتقول: على الرغم من أن أحد الأطفال الذين جاؤوا معي عمره لا يسمح له بالمشاركة، إلا أن المنظمين استثنوه وسمحوا له بالمشاركة وعندما نزل جميع الأطفال إلى الماء لم أتركه من يدي وظللت به بعيدة عن المناطق التي كانوا يعلمون فيها الصغار أساليب السباحة، مشيرة إلى أن الفعالية جديدة، حيث إن هذه الفئة العمرية تحتاج إلى توعية بعوامل الأمان على الشواطئ، لكن الجميل في الأمر، أنها كانت منظمة ومفيدة في جميع جوانبها واستمتعنا بها جميعاً. العمل الجماعي وقبل بدء تصوير فقرتها لتلفزيون أبوظبي جلست يسرى عادل، مذيعة أخبار بتلفزيون أبوظبي، ترقب تحركات الأطفال على شاطئ كورنيش أبوظبي، حيث قسموا إلى مجموعات، وكأنهم خلية نحل، حيث كانوا يتحركون بنشاط في كل ناحية ويتفاعلون مع برامج الفعالية بسلاسة، وتوضح أن هؤلاء الصغار الذين تجمعهم أعمار متقاربة اكتسبوا بالفعل مهارات كثيرة في مجال السلامة على الشواطئ، حيث إن إنقاذ حياة إنسان من الخطر واجب يتنافس فيه كل أفراد المجتمع، وعندما يُغرس في نفوس هذه الفئة العمرية الصغيرة مبادئ وقيم وتقاليد تخص الأمن والسلامة في أكثر الأماكن ترفيهاً وخطورة في الوقت ذاته - الشواطئ - هو أمر في غاية الأهمية، مشيرة إلى أن البرنامج كان متنوعاً وجذابا وأن جميع الأسر التي شاركت سواء عن طريق المصادفة أو بدعوتها، خرجت بمكتسبات مهمة عبر أنشطة عملية مدروسة بشكل جيد وأخرى ترفيهية أضفت على الجميع أجواء المرح والسعادة. وتتمنى أن تمتزج الفعاليات الخاصة بالصغار بالجانب التعليمي جنباً إلى جنب مع الجانب الترفيهي لأن الأطفال في حاجة إلى أن نعاملهم بجدية ونغرس فيهم روح المشاركة الجماعية، ومن ثم ندمجهم في أنشطة مجتمعية مفيدة. وتأتي فعالية «المنقذ الصغير»، في إطار استراتيجية شواطئ أبوظبي من أجل توعية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 12 عاماً بعمليات الإنقاذ الأولية وسبل حماية أنفسهم أولاً من الغرق، ثم مساعدة الآخرين ثانياً هذا ما أكده مدير شواطئ أبوظبي، أحمد صالح وذكر أن تعليم الأطفال الذين شاركوا بهذه الفعالية على فترتين بدأت من الساعة 9 إلى 12 ظهراً ومن 2 إلى 5 عصراً مهارات السباحة كان هدفاً أساسياً في هذه المبادرة التي نطمح إلى إطلاقها في الأعوام المقبلة، ومن ثم تطويرها وإضافة العديد من البرامج المفيدة إليها، مشيراً إلى أن المشاركات لم تكن متوقعة بهذه الكثافة، إذ أن كل فترة لم يقل عدد الأطفال فيها عن 120 طفلاً مع أسرهم، وهذا العدد يعتبر كبيراً بالنسبة لمبادرة حديثة كانت مجرد فكرة مطروحة فضلاً عن أن كل الأسر التي اهتمت بالحضور لم تدفع أية رسوم من أجل مشاركة أبنائها، بالإضافة إلى تقديم الهدايا والملابس البحرية والأدوات المستخدمة في أثناء التدريب. وقال إن الهدف هو تزويد هذه الفئة العمرية بمهارات البحر، وإكسابهم خبرات في مجال الإنقاذ والسلامة على الشواطئ، موضحاً أن الفعالية حققت كل ما خطط له، ويكفي أن الأطفال تعلموا أن العلم الممزوج بلونين الأصفر والأحمر يعني أن المنطقة آمنة ويسمح للزائر بالسباحة، أما وجود العلم الأصفر فقط فمعناه أن يسمح بممارسة السباحة لكن بحذر، فضلاً عن اكتسابهم مهارات التجديف عبر القوارب الصغيرة، وكذلك الورش العملية التي قدمت لهم في إطار التدريب العملي، وبوجه عام فالمنقذ الصغير في مرحلتها الأولى أسعدت الكثير من الأسر والأطفال وجو ترفيهي جميل. طفل يقود قارباً بمفرده المنذر حسونة طفل عمره 12 عاماً طالب في الصف الثامن بمدرسة الإمارات الخاصة أصر على التجديف بمفرده في فقرة القوارب البحرية الصغيرة، إذ أن المدربين اصطحبوا الأطفال إلى منطقة محاطة بعلامات على شاطئ كورنيش أبوظبي من أجل تعليمهم الإنقاذ بالقوارب، حيث كان كل طفل بحوزة مشرف يعلمه التجديف ويشرح له كيف يتصرف في حالة وجود شخص يحتاج إلى من ينقذه، وفي أثناء إبحار القوارب في منطقة صغيرة جداً طلب المنذر من المشرف أن يترك له الفرصة للإبحار وحده، وإدارة عملية التجديف بمفرده ويقول المنذر: شعرت بأنني يمكنني أن أقوم بهذا العمل بشكل فردي، وحين اعتليت القارب لم أجد أية صعوبات في السير بالقارب ونفذت بدقة تعليمات المشرفين، ويتابع: أتمنى أن تكون كل الفعاليات التي تخاطب أعمارنا بهذا المستوى، إذ أننا نحب المشاركة في أنشطة جادة وترفيهية حتى لا يتسلل إلينا الملل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©