الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متزوجون يستهويهم فتح ملف ذكرياتهم مع «أيام العزوبية»

متزوجون يستهويهم فتح ملف ذكرياتهم مع «أيام العزوبية»
14 ابريل 2013 00:25
تظل مرحلة ما قبل الزواج لها وقع خاص في نفس كل واحد منا، حيث جموح الشباب والاغتراف من كل مباهج الحياة، تلك المرحلة التي يكون فيها الإنسان خالي الوفاض من دون أعباء حقيقية، أو قيود تفرض عليه، وحين تأتي مرحلة الزواج وما يتبعها من مسؤوليات والتزامات أسرية، يشعر بعضنا بأن شيئاً ما قد سلب منه، فيحاول أن يسترق اللحظات التي تربطه بـ«أيام العزوبية»، وعلى النقيض تماماً نجد أزواجاً يشعرون بأن حياتهم أصبح لها طعم آخر بعد استقرارهم أسرياً في ظل وجود زوجة وأبناء. حكمة التصرف ومن الذين ارتبطوا بهذه المرحلة إلى حد ما، محمد سويلم، محام، الذي يقول: لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار أن زواجي المبكر أسهم في تقوية شخصيتي، وأكسبني عادات جديدة، فيكفي أن يكون المرء مسؤولاً عن أسرة كاملة، يرعاها ويلبي جميع مطالبها حتى يشعر بأهمية المكانة التي وضع فيها، وكنت أظن أن زواجي في بداية فترة الشباب حرمني السهر لساعات متأخرة من الليل مع الأصدقاء، والذهاب إلى رحلات صيد طويلة، لكني وجدت أنه على الإنسان العاقل ألا يرتبط بذكرياتها بعد الزواج حتى لا يندفع وراء رغباته الشخصية ويهمل أسرته ولو بشكل جزئي، ويكفيه الحديث عنها. زوج مثالي ويرى أحمد سعيد، موظف، نفسه زوجاً مثالياً للغاية، إذ يرعى مصلحة أسرته ويهتم بشؤونها ويحرص على أن يكون دائماً كبيراً في عيون أفرادها، وأنه في ظل سنوات الزواج الماضية وهو مثل ملتزم إلى حد بعيد، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه أحب حياته الأسرية؛ لذا فهو لا يشعر بأي حنين إلى أيام ما قبل الزواج، ويحس بشيء داخلي يدفعه إلى عدم تذكرها حتى لا يستغل غياب أسرته في أي وقت. مشاعر الأمومة وتعترف ميثاء زيد موظفة، بأن أجمل مراحل العمر هي التي عاشتها في ظل الاستقرار الأسري، وأنها في المرحلة التي كانت تعيش فيها وسط أسرتها كانت ممتعة، ولم تزل تتذكر رفيقاتها في الجامعة وتتحدث عنها، ولا تنسى أبداً مواقفهن الطريفة معها، لكنها تنظر إلى «العزوبية» على أنها مرحلة يجب ألا يرتبط بها المرء وجدانياً، وأن لكل مرحلة ميزاتها، ويكفيها مشاعر الأمومة الجميلة التي تحياها وتدفعها إلى حب الحياة، موضحة أنها رفضت أكثر من مرة السفر إلى بعض الدول من أجل الترويح عن النفس مع رفيقاتها؛ لأن وقتها كله ملك لأبنائها. حياة جديدة وتلفت عائشة المنصوري، موظفة علاقات عامة، إلى أن البنت ترتبط بشكل كبير بعائلتها خصوصاً في مرحلة ما قبل الزواج، وعلى الرغم من الحرية التي كانت تتمتع بها قبل زواجها، إلا أنها لم تسئ أبداً استخدامها، وأنها في بداية مرحلة الزواج شعرت بأنها تعيش في سجن، لكنها سرعان ما تفهمت أن هذه الحياة الجديدة، التي لم تعتدها، تتطلب مزيداً من الصبر، وأنها في فترة وجيزة استطاعت أن تتأقلم مع وضعها، وأن الزواج صقل شخصيتها وجعلها إنسانة مثالية تقدس الأسرة وتخلص لها. تحمل الأعباء أما أحمد الشحي مهندس، فيري أن أجمل سنوات عمره تلك التي قضاها بين أحضان «العزوبية»، حيث إنه لم يكن يفكر في مسألة الارتباط بشكل رسمي مثل بقية أصدقائه، إذ كان يعشق الحرية وراحة البال، ويرى في الوقت ذاته، أن الزواج يترتب عليه أعباء ومسؤوليات والتزامات وواجبات، فضلاً عن أن مسألة اختيار بنت الحلال كانت تؤرقه إلى حد ما، إلى أن تزوج واستطاع تكوين أسرة، فشعر حين تزوج بأنه أصبح رجلاً يقدر المسؤولية ويستطيع تحمل الأعباء إلى أقصى درجة، وعلى الرغم من أن هذا الشعور ظل معه زمناً طويلاً، إلا أنه كان يحن إلى الماضي الجميل، حيث الوحدة والانفراد والاستيقاظ في الوقت الذي يشاء، فضلاً عن تدليل الأسرة. استقرار أسري وترى روضة المرزوقي، موظفة، أن حياة ما قبل الزواج لها خصوصية بالنسبة للبنات، فهن في هذه المرحلة يعشن فيها أحلاماً في منتهى الروعة، ويبنين قصوراً من الخيال بحثاً عن السعادة، وعن نفسها كانت فترة «العزوبية» بالنسبة لها جميلة جداً، خصوصاً أنها كانت تحظى بتدليل كبير من أسرتها، ما جعلها تعيش في أجواء ترفيهية ملؤها المرح والسعادة، وفي تلك المرحلة لما يكن لديها أي تصور عن الحياة الزوجية إلى أن دخلت محرابها، وعرفت من خلالها معنى أن يكون المرء مسؤولاً عن بيت وأولاد، وفي الوقت ذاته يؤدى مهامه الوظيفية في عمله بمنتهى الإتقان. تحمل المسؤولية حول التغيرات المفاجئة التي تحدث في محيط العلاقات الزوجية وتتعلق بارتباط بعض الأزواج بمرحلة «العزوبية»، يقول رئيس قسم الطب النفسي بمدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد ألمعي، إن هناك عوامل كثيرة ترتبط باستقرار الحياة الزوجية مثل النضج العاطفي، ومستوى التعليم والوعي الاجتماعي، وبعض الأزواج يشعر بعد فترة من الزواج بأنه غير قادر على تحمل المسؤولية خصوصاً عندما تكبر الأسرة شيئاً، فشيئاً ويزداد عدد أفرادها من خلال وجود أطفال، فيضطر إلى الهروب من الواقع عبر تذكر مواقف كامنة في الذاكرة مرتبطة بمرحلة العزوبية، وهذا في حد ذاته أمر سلبي وينم عن عدم قدرة على التكيف مع الوضع الجديد، كما أن بعض الأزواج يكونون غير قادرين على اتخاذ قرارات مصيرية؛ لأنهم غير معتاد على تحمل المسؤولية بشكل فردي، فيفكر في طريقة يتحرر بها من قيود الحياة الزوجية. ويحذر الدكتور أحمد ألمعي من أن الانسياق وراء هذه الأفكار والتصرفات من قبل بعض الأزواج قد يؤدي إلى الطلاق، ويوضح أن المرأة أكثر نزوعاً للاستقرار من الرجل خصوصاً بعد تكوين أسرة في مجتمعاتنا الشرقية، ويرى أنه على كل الأزواج أن يجددوا حياتهم العاطفية عبر الترويح والسفر في رحلات من أجل أن تظل الأسرة متماسكة وقوية؛ لأن مرحلة (العزوبية) فترة يجب أن تكون مجرد ذكري عابرة». الهروب من الواقع باستدعاء المواقف السعيدة حول الفرق بين شخصية الشباب قبل وبعد الزواح، تقول المستشارة الأسرية ومدير عام أحد مراكز التدريب والاستشارات في أبوظبي، الدكتورة أمينة الماجد، إن شخصية كل فرد في المجتمع تختلف عن الآخر وتلعب السنوات الأولى من عمر الإنسان دوراً مهماً في تحديد معالم شخصيته المستقبلية، وبعض الأفراد الذين يقومون باستدعاء مواقف أليمة سابقة يتعرضون إلى نوبات من الحزن العميق وفي حالة استمرارها يسيطر على المرء الكآبة، ويميل إلى السوداوية عكس الأشخاص الذين يقومون باستدعاء المواقف السعيدة، فهم دائماً يشعرون باستقرار نفسي ويندمجون في المجتمع بشكل أفضل، وما من شك في أن الحياة الأسرية تشكل ضغوطاً على المتزوجين، فهم مطالبون برعاية أسرهم وتلبية احتياجاتهم، ما يجعل الحياة الزوجية تمر بعقبات طبيعية، وفي حال تعرضهم لها يميل بعضهم إلى الهروب من الواقع، سواء بترك الأسرة والانعزال عنها بعض الوقت أو بالسفر إلى مكان يشعر فيه بالراحة والاطمئنان من أجل العودة إلى منابع الذكريات، ولا تمثل هذه الأفعال حلاً مباشراً للمشكلة، بل تزيدها تعقيداً، فالعودة إلى حياة «العزوبية» بطريقة فجة وغير متوقعة لمجرد شعور الفرد بالضيق وعدم القدرة على مواصلة الحياة قد يترتب عليها ارتباطه بعادات جديدة لا يمكن الإقلاع عنها، لذا فمن الضروري أن يغير الأزواج نمط حياتهم بين الحين والآخر، وأن يضعوا خططاً للترفيه، ومن ثم الذهاب في رحلات قصيرة مع أسرهم، فضلاً عن أن مناقشة المشكلات الطارئة مع أطرافها يسهم في حلها بشكل سريع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©