الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد الرميثي يحمل بيرق «شاعر المليون» في نسخته الخامسة

راشد الرميثي يحمل بيرق «شاعر المليون» في نسخته الخامسة
13 ابريل 2012
في ختام مميز ومختلف، انتهت الدورة الخامسة من البرنامج الشعري الأضخم في العالم العربي، شاعر المليون بإعلان فوز الإماراتي راشد الرميثي باللقب والبيرق والخمسة ملايين درهم، وكتابة اسمه بحروف من ذهب في سجل الشعراء العرب، وذلك في لحظة جمعت أكبر عدد من الشعراء في التاريخ سواء الحضور في المسرح أو المتابعين خلف شاشات التلفزيون على امتداد العالم العربي. وجاء تالياً كل من الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري في المركز الثاني، وحصل على جائزة مادية قيمتها 4 ملايين درهم. أما الشاعر السعودي سيف بن مهنا السهلي، فقد جاء في المركز الثالث، وحصل على 3 ملايين درهم، وحلّ في المركز الرابع الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي وحصل على جائزة مليوني درهم، وأخيراً جاء في المركز الخامس الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب البقمي وحصل على جائزة مادية قيمتها مليون درهم. مع الشعراء المتنافسين ولجنة التحكيم المكونة من د. غسان الحسن وسلطان العميمي وحمد السعيد بدأت الأمسية الشعرية بإطلالة رائعة أحمد بن هياي المنصوري الذي بدأ واثقاً حين ألقى قصيدة جميلة، وصفها الدكتور غسان الحسن بالنص الأجمل في مسيرة بن هياي الشعرية في المسابقة، حيث تحتوي القصيدة على الكثير من الجماليات، وتحمل صوراً شعرية مدهشة عبرت عن مسيرة الشاعر في المسابقة، واصفاً إياها بالمملوءة بالحركة والأحداث، مبيناً أن الشاعر قد استخدم كلمات لها بريق جميل زينت قصيدته، فضلاً عن المحسنات البديعية والتبادلات التي عكست جمالاً لافتاً في القصيدة. وقال سلطان العميمي، إن النص يتميز بالشاعرية المرتفعة، وغني بالتكثيف الشعري الذي شد الانتباه منذ البداية، خاصة مع ذكاء الشاعر في اختيار مدخل القصيدة. وأشاد حمد السعيد بأداء المنصوري المميز وجزالة شعره، ووصف الطريق الذي انتهجه الشاعر في صياغة قصيدته بالطريق المهجور من جانب كثير من الشعراء، غير أنه استطاع أن يتناول موضوعه بشاعرية جميلة، وأشاد بمشاركات الشاعر الجميلة وتطور مستواه بشكل تصاعدي من حلقة إلى أخرى. شاعر مثقف تالياً، جاء صاحب اللقب راشد أحمد الرميثي، وقدم قصيدة رائعة وصف العميمي مطلعها بأنه جميل ومميز والنص في عمومه مختلف من حيث الفكرة والصور الشعرية المميزة، بينما أثنى حمد السعيد على القصيدة، واصفاً مدخلها بالجميل ومتسم بالجزالة الشعرية وحضور مسرحي للشاعر فاق كل التوقعات. أما الدكتور غسان الحسن، فقد وصف راشد بأنه شاعر مثقف، وأثبت ذلك من خلال القصائد المختلفة التي شارك بها عبر مراحل المسابقة. وبعد ذلك، جاء فرسان السعودية وأولهم سيف السهلي الذي اعتلى المسرح بصوته الجهوري ملقياً قصيدة حفلت بالحماسة حيّا فيها الحضور، ثم قدم قصيدته المشارك بها في المسابقة، قال عنها حمد السعيد إنها حملت بالذكاء وحسن التشبيه، واصفاً مجاراته بالذكية وسلاسة التعبير، وأشاد بالنص الجميل والحضور الأجمل للشاعر. بينما وصف الدكتور الحسن القصيدة بالمبدعة ودخول الشاعر بالمميز، بينما قال العميمي إن القصيدة جميلة وتتسم بالجزالة الشعرية، واتباع الشاعر أسلوب السهل الممتنع، وإن كل قصيدة شارك بها كانت متفردة، وامتداد للتميز الذي دأب عليه الشاعر منذ بداية البرنامج. مواصلة التألق عبدالله البقمي كان رابع فرسان الليلة الشعرية، الذي واصل تألقه على مسرح شاطئ الراحة عبر قصيدة رائعة امتدحها الدكتور غسان الحسن واصفاً إياها بأنها قصيدة العزوبة، وخالية من الحشو، وهي من القصائد الجميلة والمميزة التي عودنا عليها. وقال العميمي، إن التصوير الشعري بالقصيدة كان لافتاً وشد انتباهه، والمطلع حمل الكثير من الجمال والرقّة، بينما النصف الثاني من القصيدة ارتفعت به الجزالة الشعرية، وبالإجمال كانت القصيدة مميزة. وآخر نجوم هذه الأمسية الشعرية الفريدة في تاريخ الشعر النبطي، على البوعينين التميمي الذي قدّم قصيدة جميلة أبهرت الحضور، قال فيها العميمي، إن الشاعر استطاع بنجاح أن يلعب على وتر الصور الشعرية، وهو امتداد لتألق الشاعر منذ أول المسابقة واصفاً القصيدة بوضوح الجزالة الشعرية، كما أن الأبيات تحمل الرومانسية والرقة بشكل لافت. أما حمد السعيد قال عن القصدة إنها مدهشة، ومستوى الشاعر متألق كالعادة، وهو ما أهله للوصول إلى هذه المرحلة النهائية من المسابقة الشعرية. أما الدكتور غسان الحسن، فقال إن القصيدة بها كثير من الدلال والرومانسية الشعرية، والشعر معتز بشعره وقدراته، وهو ما أظهره في أبيات القصدة. المنهالي يشدو وخلال انتظار الجمهور والحضور لإعلان النتيجة النهائية من المسابقة الشعرية في دورتها الخامسة التي تنظم على شاطئ الراحة بالعاصمة أبوظبي، تم عرض فيلم تسجيلي عن أهمية الشعر النبطي، وجهود المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، في إبراز هذا اللون الأدبي المميز في منطقة الخليج والذي يحتل جانباً كبيراً من اهتمام أهل الأدب والثقافة في منطقة الخليج باعتباره مصدرا من مصادر التراث الشعبي في المنطقة. وتحدث في التقرير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عن دور الشيخ زايد طيّب الله ثراه في دعم الثقافة والشعر النبطي والإبداع، عرج خلاله على زيارة المغفور له إلى الكويت سنة 1982 التي حرص أثناءها على حضور افتتاح ديوانية شعراء النبط برفقة أخيه المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، مشيداً بأصحاب السمو شيوخ أبوظبي الذين نهجوا نهجه. عقب ذلك جاء عيضة المنهالي بمصاحبة فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية، حيث قدّم عرضاً غنائياً مبدعاً تناسب مع هذه المناسبة الشعرية الفريدة، واستمتعت الجماهير بما قدمه المنهالي وأخذت تبادله التصفيق والتفاعل الجميل على ما قدمه المطرب الإماراتي الموهوب، في حين أخذت الفرقة المصاحبة في ممارسة رقصة الحربية بوصفها واحدة من أجمل ألوان الفن الشعبي الإماراتي، حاملين علم الدولة وسيوفاً تلألأ بريقها على منصة المسرح معلنة عن سيادة الشعر في هذا المحفل الأدبي الشعبي الأضخم من نوعه في تاريخ المنطقة العربية. لحظة فاصلة ثم جاءت اللحظة الفاصلة مؤذنة بإعلان نتيجة المسابقة بفوز الشاعر الإماراتي راشد الرميثي، وعودة اللقب والبيرق مرة أخرى بعد خمس سنوات إلى موطنه الأصلي في الإمارات ليشارك كل من في المسرح أهل الإمارات بفوز ابنهم بلقب شاعر المليون في نسخته الخامسة، حيث اجتمع الشعراء للوقوف على خشبة مسرح شاطئ الراحة، وأعلنت حصة الفلاسي وحسين العامري عن النتائج، فحصل بداية عبدالله مرهب البقمي على 63% من تصويت الجمهور على موقع المسابقة الرسمي على الإنترنت، فيما أعطت اللجنة من أصل 30 درجة مخصصة للحلقة الأخيرة علي البوعينين التميمي وراشد الرميثي 29 درجة، وعبدالله بن مرهب البقمي وأحمد بن هياي المنصوري 28 درجة، وحل أخيراً سيف بن مهنا السهلي بـ 27 درجة. وبعد جمع درجات اللجنة على مدى الحلقتين الماضيتين مع نسب تصويت الجمهور، احتل المركز الخامس عبدالله بن مرهب البقمي ليحصل على مجموع 57%، وحل في المركز الرابع علي البوعينين التميمي بحصوله على 62%، وجاء في المركز الثالث سيف بن مهنا السهلي بـحصوله على 63%، أما المركز الثاني فحجزه أحمد بن هياي المنصوري بحصوله على 64%، فيما حمل بيرق الشعر راشد أحمد الرميثي إثر حصوله على 76%. مجاراة العجمي قبل بدء الشعراء بإلقاء قصائدهم، اعتلى مقدما البرنامج، حصة الفلاسي وحسين العامري خشبة المسرح، مرحبين بأعضاء لجنة التحكيم حمد السعيد، د. غسان الحسن، سلطان العميمي، ثم بنجوم نهائي الموسم الخامس من “شاعر المليون” الذين تقدمهم أحمد بن هياي المنصوري في الإلقاء، وكانت اللجنة قد طلبت من الشعراء مجاراة قصيدة ناصر العجمي التي أعلن فيها طلاقه من بيرق الشعر. نادية بوهناد: “شاعر المليون” ذو فرادة وتميز أكدت الدكتورة نادية بوهناد، التي قامت بالتحليل النفسي للشعراء على مدى حلقات النسخة الخامسة من البرنامج من خلال استوديو التحليل مع الشاعر والإعلامي عارف عمر، أن “شاعر المليون” جعل جمهور الشعر أكثر اتساعاً في العالم العربي، وهو ما لاحظناه من وجود مشاركين ومتابعين من دول خارج منطقة الخليج مثل اليمن والعراق والأردن، كما أن البرنامج يمثل صاحب الفضل الأكبر في ظهور العديد من البرامج والقنوات الإخبارية الخاصة بالشعر في أنحاء العالم العربي، وهو الشيء الذي يحسب للبرنامج ويجعل منه برنامجاً ذا فرادة وتميز في عالم البرامج التلفزيونية المتعلقة بالشعر والأدب والثقافة. وذكرت بوهناد أن مستوى الشعراء الإماراتيين الذين شاركوا بالمسابقة، كان متقدماً باستمرار طوال أيام المسابقة، وهو ما جعل البيرق يذهب لأحدهم، وكذلك المركز الثاني، وهذا دليل على المشاركات المتميزة لهم عبر كل حلقات المسابقة. صاحب اللقب: انطلاق البرنامج من أرض أبوظبي مسؤولية ودافع لشعراء الإمارات الشاعر الإماراتي راشد الرميثي الذي أعاد اللقب والبيرق مجدداً إلى الإمارات، أهدى الفوز إلى الإمارات قيادة وشعباً، مؤكداً أن الحصول على اللقب وإهدائه للوطن كان هدفه منذ البداية، وهو أقل شيء يمكن أن يقدمه أبناء الإمارات لوطنهم. وقال إن وصوله للمرحلة النهائية ووجوده في معية شعراء كبار على مسرح شاطئ الراحة، جعلاه يشعر بالراحة والاطمئنان بأن البيرق بات قريباً منه، لافتاً إلى أن المراحل السابقة مثلت حملاً نفسياً ثقيلاً أكثر من المرحلة الأخيرة، بسبب ارتفاع مستويات الشعراء وجودة النصوص التي قدموها، وهو ما مثل حافزاً له لتقديم الأفضل والأقوى في كل مرة، ما أهله في نهاية الأمر للفوز بالمسابقة والحصول على اللقب الغالي الذي يعد حلماً لكل الشعراء العرب في مجال الشعر النبطي. وأثنى الرميثي على مستويات الشعراء المنافسين، وقال إن هذه النسخة من البرنامج شهدت تقارباً كبيراً بين المستويات المرتفعة للشعراء، وهو ما جعل التنبؤ بمن يفوز معلقاً إلى آخر وقت في المسابقة. وأوضح أن هذا الفوز يمثل حافزاً كبيراً له لتكريس المكانة الكبرى بين الشعراء العرب، وذلك من خلال الحرص على تجويد مادته والارتقاء بها إلى ذُرى عالية في سماء الشعر. وأشاد الرميثي بالدور الكبير الذي يقوم به “شاعر المليون” في إسراء الساحة الشعرية في العالم العربي، كون البرنامج يعتمد في المقام الأول على التجربة النقدية، وهذا يدفع الشعراء للاهتمام أكثر بنصوصهم والتجويد فيها، وهو ما انعكس إيجاباً على كافة التجارب الشعرية، وأدى إلى أعادة إحياء الحياة الشعرية في الخليج ووضعها في مكانتها اللائقة في عالم الفكر والأدب العربي. وأكد الرميثي أن وجود البرنامج وانطلاقه من العاصمة الإماراتية، مثل مسؤولية كبيرة على شعراء الإمارات، وفي الوقت نفسه دافعاً كبيراً لهم لتقديم أفضل ما لديهم من إبداعات شعرية، خاصة في ظل حضور واهتمام الشيوخ الكبار بالبرنامج كجزء من اهتمامهم بمنظومة الأدب والثقافة بشكل عام في الإمارات، خاصة في السنوات الأخيرة التي أضحت فيها العاصمة الإماراتية منارة ثقافية مهمة، ومكوناً حضارياً ملموساً يسهم في تكامل منظومة الارتقاء والنهضة الحضارية التي تشهدها الدولة في المجالات كافة. أحمد المنصوري: كنت واثقاً من ذهاب البيرق إلى الإمارات أكد الفائز بالمركز الثاني الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري، أنه كان واثقاً من ذهاب البيرق إلى الإمارات بعد المستوى الراقي الذي قدمه أبناؤها خلال المسابقة وانتقالهم من مرحلة إلى أخرى، مع نصوص شعرية جيدة حازت إعجاب لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء. وأهدى المنصوري فوزه بهذا المركز المتقدم إلى عشاق الشعر النبطي في الإمارات والخليج الذين تابعوا مجريات البرنامج، وتعلقت أعينهم وآذانهم بأعذب القصائد التي قدمها الشعراء على مدى حلقات البرنامج. ولفت إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه أولي الأمر في الدولة بألوان الثقافة والأدب الشعبيين من خلال الفعاليات والأنشطة العديدة التي تشهدها الدولة باستمرار، والتي توجت بانطلاق هذا البرنامج الشعري الفريد من نوعه الذي استطاع أن يجتذب جماهير عديدة إلى عالم الشعر والقوافي بعد أن ابتعد عنه الكثيرون بسبب التأثيرات الثقافية المختلفة التي تأتي من هنا وهناك. جمعة الغويص: جميعهم يستحقون اللقب أشاد الشاعر الإماراتي جمعة بن مانع الغويص صاحب الأوبريت الذي تغنى به عيضة المنهالي، بالمستوى المشرف لأبناء الإمارات، والذي توج بحصولهم على المركزين الأول والثاني، وهذا ليس بغريب على أبناء الإمارات الذين يحرصون على تقديم الأفضل دائماً في سبيل رفعة وطنهم. وأشار الغويص إلى أن الشعراء الخمسة الذين تأهلوا للمرحلة النهائية قدموا ألواناً جميلة من الإبداع الشعري، ويستحق كل منهم أن يحصل على اللقب والبيرق، غير أن آلية المسابقات دائماً تفرض فوز البعض والآخر يخرج مرفوع الرأس بفضل مساهمته الجيدة وتقديمه قصائد عذبة حازت إعجاب الجميع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©