الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل صبري: دمج أطفال التوحد في المدارس الحكومية حقق نجاحاً باهراً

أمل صبري: دمج أطفال التوحد في المدارس الحكومية حقق نجاحاً باهراً
19 يونيو 2010 22:01
كان الحفل الختامي لمركز التوحد تتويجاً لجهود سنة كاملة من العمل الجاد والمضني، بل لعمل سنوات طوال من التخطيط والتفكير بحثاً عن شعاع نور يضيء طريق شريحة هامة من المجتمع وذويهم، بهدف إخراجهم من ظلمة هذا التوحد وحالاته الغامضة، ولعل ما نهجه مركز الإمارات للتوحد من سياسة الدمج في بعض المدارس الخاصة والحكومية، وما حققه من نتائج جيدة لهو تعبير عن رؤية مستقبلية ناجحة قد تفتح مساحات من الآمال العريضة للمتوحدين ولأهاليهم، وهذا ما عبر عنه بعض أولياء الأمور خلال الحفل الختامي السنوي لسنة 2009 و2010، إذ تفاعلوا مع الحدث، وأعربوا عن سعادتهم الكبيرة بإيجابية أثر سياسة الإدماج على أولادهم، وما حققته من مرود معنوي كبير. في سياق آخر بدأ الحفل بعروض ورقصات، من تصميم وليد الحلو، الذي استطاع تدريب مجموعة من الأطفال من الجنسين من مركز الإمارات للتوحد على رقصة استعراضية ورقصة اليولة “الله عطانا”، كما تخلل الحفل عروض للباليه والجيمناستيك. نتائج الإدماج عن هذا الحفل الختامي لمركز الإمارات للتوحد، وعما تحقق خلال هذه السنوات، تقول أمل جلال صبري مديرة المركز إنهم تمكنوا خلال فترة وجيزة من تحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة، وأهمها دمج 26 طفلاً من أطفال المركز في المدارس الحكومية والخاصة إذ قالت عن هذه النقطة: استطعنا قطع أشواط كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة، وذلك بدمج هؤلاء الأطفال من مختلف الأعمار، ولدينا أطفال مدمجين من الروضة الأولى ولغاية الصف التاسع، والدمج كان على أسس علمية، أولها تقييم وتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل، وبعد هذه الخطوة يبدأ التقييم الفردي لكل طالب، بناء على تقييمه، بحيث نبدأ في تعديل سلوكه، وتدريبه وتأهيله للدمج، وتختلف فترة الدمج من طالب إلى آخر، إذ تتراوح بين 3 سنوات و3 أشهر حسب القدرات الاستيعابية لكل شخص، وتضيف أمل جلال أنه بعد استكمال هذه المرحلة يتم مخاطبة مجلس أبوظبي للتعليم من أجل دمج الأطفال الذين يستحقون الدمج واستوفوا كافة الشروط، موضحة في هذا السياق: حسب كل حالة فردية نختار المدرسة، ثم المدرسة المرافقة بناء على حالة المرسل، وبعدها نبدأ نقابل الفريق المستقبل لنا من مدرسة وإخصائية نفسية وإدارة المدرسة، إذ نعرفهم بحالة الطفل والصف الذي يجب أن يدمج به، وعن المدارس التي تستقبل أطفال مركز الإمارات للتوحد وتعمل على دمجهم ضمن صفوف الأسوياء تقول: إننا نتعامل مع مدرستين أساسيتين: هما مدرسة اليوبيل الخاصة، ومدرسة عبد الجليل الفهيم، وقد عملنا على تهيئة هذه المدارس لاستقبال هذه الحالات. لم يكن سهلا دمج أطفال التوحد ضمن مدارس الأسوياء دون خلق جو مناسب لذلك، كما توضح صبري: قبل إدماج أطفال التوحد بالمدارس الحكومية والخاصة، إذ قمنا بخلق الجو المناسب للدمج بتهيئة هذه المدارس، حيث قدمنا كتيبات تثقيفية لهذه المدارس ووزعناها ليستفيد منها الجميع، كما قدمنا محاضرات ومعلومات عن التوحد، وقمنا بطرح بعض الأسئلة وتمت الإجابة عليها تخص التوحد وحالاته ومتطلبات التعامل معه، وتطرقتا أيضا لكيفية التعامل مع أطفال التوحد، وتضيف أمل جلال أن الأطفال الأسوياء في هذه المدارس تم إعدادهم نفسيا لاستقبال هذه الفئة، من خلال القصص التي تحمل رسائل تثقيفية، وتقديم ما يفيد في التعامل مع هؤلاء، عن طريق شاشات العرض، إذ تؤكد أمل جلال أن ذلك كان له تأثير جيد حيث يشد انتباه الأطفال وينجح في خلق التفاعل، و”خلال بداية كل سنة دراسية يتوجه الطفل للمدرسة التي سيتم فيها الدمج مع المُدرسة الظل أو المرافقة، إذ نعتمد على التعليم الفردي داخل المركز ونعمل على تنمية القصور الاجتماعي من خلال الدمج في الحياة المدرسية، سواء داخل الفصول أو من خلال الأنشطة مع أقرانه داخل المدرسة، وقد تم الاتفاق مع مجلس أبوظبي للتعليم عن عملية الدمج، بحيث يبدأ بخطة تعليمية فردية تتناسب وقدرات كل طالب، من خلالها يتم تقييم للطالب، وقد تم استثناء التوحد من تعليم اللغة الإنجليزية، لغير القادرين على الجمع بين اللغتين”. نقلة نوعية وتلفت أمل جلال إلى أن الدمج حقق نقلة ملموسة في صفوف طلبة التوحد، وانجز نتائج مذهلة وعائداً معنوياً كبيراً، رغم الصعوبات الكبيرة التي اعترضتهم في بداية الدمج، بحيث تقول: عارض بعض أولياء أمور الطلبة الأسوياء وجود أطفال التوحد إلى جانب أولادهم، ومع مرور الوقت وكثير من الجهد تغيرت الانطباعات، شجعنا الأطفال الأسوياء باللعب مع أطفال التوحد وصرفنا لكل واحد منهم جائزة وهدايا، وتم بذلك ربط صداقات بين الطرفين، فيما رفض البعض هذه الهدايا وربط صداقة حقيقية مع هؤلاء وأبدي ودا وعاطفة، وهذا سهل على هؤلاء الاندماج والشعور بالأمان. وتشرح مديرة مركز الإمارات للتوحد أن اثنين من أبناء المركز التحقوا بسوق العمل بعد تأهيلهم من خلال ورش التأهيل المهني، وفقا لبرنامج مفصل يعتمد على تقييم القدرات الحالية والكامنة، وتقول في هذا الإطار: يعتبر هذا إنجازا كبيرا يبرهن على احترام الإختلافات الفردية، ويعزز قدرة كل شخص على العطاء والمشاركة ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع. وفي ختام الحفل وزعت الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان الهدايا على المكرمين من أطفال المركز، كما قدمت هدايا للمدرسين، فيما قدم أولياء الأمور وساماً لمديرة المركز تقديرا لجهودها الكبيرة التي تبذلها من أجل هذه الفئة. رسالة طفل توحد خلال الحفل تم إلقاء كلمة مؤثرة باسم طالب توحد قالها كالآتي: من هنا من فوق هذا الصرح الشامخ حيث الصبر والتحدي حيث الحب والعطف والحنان في كل أرجاء المكان... أقف وقفة إجلال و إكبار لكل من ساعدوني… وإلى الطريق أرشدوني… أشكر كل من أضاء لي شمعة فأرشدني في طريق الحياة المفعم بالأشواك... إلى مديرة المركز المعطاء... وإلى أبي وأمي... إلى معلمي ومعلماتي... شكرا لكم. أشكركم وأنا أتذكر أياماً كنت أعيش فيها وحيدا.... أفكر.... أبكي... أتساءل؟ من يمسح دمعي ومن يدفن يأسي ووحدتي؟ من يوقد لي في الظلام شمعة تضيء لي طريقي؟ من يوجه لي كلمة مدح تطيب خاطري، تكسر حواجز دربي؟ من يرجع لي مرح الصبا وملاحقة الفتية بعد أن حرمت منه؟ من يزيل أثر غصة الأسى والحزن في قلبي؟ إنه أنتم.. أنتم من مد لي يد العون لتخرجني من ظلمة الأسى إلى نور الأمل... أنتم من أخرجني من برودة الحزن والألم والمشاعر.. إلى دفء الحب والحنان... فأشكركم شكرا محملا بأجمل الزهور وأعطر الورود... أنثره عبيرا بين أيديكم ليبقى عبقه على مر الزمان محملا بالأمل والعطاء.. فشكرا لكم... شكرا لكم.... شكرا لكم. دراسات تؤيد الدمج أثبتت أحدث الدراسات العلمية في الولايات المتحدة وأوربا أن الدمج من خلال بيئة تفاعلية اجتماعية ضمن المحيط المدرسي مع الأقران الأسوياء، يتيح الفرصة تلو الاخرى وبصورة يومية للمشاركة في أنشطة اجتماعية تنمي لديهم القدرة على إقامة علاقات مع الأقران، وتبادل المشاعر والإنفعالات والتي تشكل لب المشكلة لدى الطفل. وتم تأسيس مركز الإمارات للتوحد بجهود أولياء أمور أطفال التوحد نظراً لأن الطاقة الاستيعابية الحالية للمراكز المتخصصة المماثلة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الأطفال فقد أصبحت نسبة انتشار التوحد 1 : 150 حالة ولادة وبالفعل في غضون فترة وجيزة أصبح عدد أطفال المركز 46 طالباً أدمج منهم بالمدارس الخاصة والحكومية 26 طالباً بصحبة مدرسات ومدرسين مساعدين . وتبلغ نسبة المواطنين منهم 51، وتشكل إعاقة التوحد تحدياً كبيراً للعاملين في مجال تأهيلهم نظراً لطبيعة الإعاقة والتي تتطلب تنفيذ برامج فردية بواسطة متخصصين مما يؤدي إلى تكلفة عالية تفوق 70,000 درهم سنوياً لكل طفل، يقوم الأهل بسداد النصف ويتحمل المركز النصف الآخر من خلال دعم الأفراد والهيئات المختلفة بالدولة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©