الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النقّاش.. يمارس الرسم بالحفر على الخشب

النقّاش.. يمارس الرسم بالحفر على الخشب
19 يونيو 2010 22:20
تعد صناعة الخشب من أهم وأبرز الحرف اليدوية في المنطقة، نظراً لأهمية المنتجات الخشبية في حياة أجدادنا وحياتنا المعاصرة. بحيث تدخل فيها صناعة الهودج والراحلة وأعمدة الخيام والصناديق والمندوس وبعض الأواني ولوازم الحرف التقليدية. إذ توارث الأجداد مهنة النجارة وما يتصل بها من حفر على الخشب جيلاً بعد جيل. فيما تعتبر اليوم مهنة الحفر على الخشب من المهن الشعبية النادرة إذ لم يعد يمارسها سوى قلة من الحرفيين، وتكاد تندثر رغم جمالياتها الفنية، لولا دعم «نادي تراث الإمارات» لهذه المهنة وتشجيع الحرفيين واستقطابهم لتفعيلها لئلا تتعرض للزوال. حول أهم المصنوعات الخشبية والحفر عليها جاء في كتاب «المهن التقليدية والتراثية» أحد إصدارات النادي: «أهم المصنوعات الخشبية والمتداولة في البيئة المحلية هي الأواني ومستلزمات المطبخ، حيث يقوم النقّاش بحفر نقوش على تلك الأدوات. وكذلك الهودج الذي كانت النسوة تقعد فيه بعد وضعه فوق الجمل، وهو مصنوع من الخشب الجيد ومزين بنقوش محفورة على أعمدته، وكان كثر يتفنون في النقش على أعمدته الخشبية. وهناك الراحلة التي يركب عليها الرجل بعد وضعها فوق الجمل كالكرسي، وهي مكونة من قطعتين وتصنع من الخشب الصلب وتغطى بالجلد». بينما في داخل محل الحفر على الخشب «النقاشين» بسوق القرية التراثية يجلس أبو سعيد- نقاش، ويمارس مهنة الحفر على القطع الخشبية مبدياً السعادة لاحترافه هذه المهنة، يقول في ذلك: «يسعدني أن عملي يتصل بالفن والجمال ويعتمد على الذوق، فالنقاش أشبه برسام يرسم على الخشب، وقد ورثت هذه الحرفة الفنية عن والدي منذ ربع قرن، وهي عريقة لها تاريخ طويل، فالحفر على الخشب متعدد الأنواع منه الأندلسي والفاطمي والعربي المعاصر، وبات حرفة شرقية بامتياز، رغم أن المهن اليدوية قل عملها لكنها مازالت تحافظ على رونقها ومكانتها المهمة في مجتمع الإمارات الذي ينشد حماية التراث والمحافظة عليه». يضيف أبو سعيد مشيراً إلى آلية العمل وأنواع الخشب الذي يستعمله: «أحول الخشب إلى لوحات فنية وأعمال تحاكي تفاصيل تراثية مستلهمة من بيئة الإمارات كمجسمات السفن والحصون أو لوحات وأوان تملؤها نقوش الصقور والنخيل وغيرها، وأستعمل أنواعاً مختلفة من الأخشاب أهمها: السنديان والجوز والزان، وهناك الغاف المحلي والفيني الهندي. وهي تصل إلينا كقطع مفصلة وجاهزة نقوم بالحفر عليه بعدة أشكال ورموز، بعدها أرسل القطع إلى محل النجارة بجانبنا كي يقوم بحفّ وطلاء أو بخّ القطع بالورنيش اللماع لمنحها اللون المطلوب، وغالباً ما يأخذ لون «اللكر» الشفاف، لذا يستلزم إنتاج بعض القطع يومين أو ثلاثة، أما الأدوات التي أستخدمها في الحفر فهي الأزاميل والمبارد والريش المعدنية والإبر والألوان الصباغية». ويشير في ختام كلامه إلى حرصه وزملائه على «المشاركة في معارض محلية وخارجية عبر سوق شعبي مصغّر يُقام خلال مهرجانات التراث والسباقات الرياضية». فيما يلاحظ المتجول في السوق الشعبي أن تلك القطع الخشبية المحفور عليها نقوش جميلة متعددة منها لخريطة الدولة والنجوم والزهور والخيول ودلال القهوة وغيرها؛ أسعارها مقبولة ومشجعة تتراوح من 10- 100 درهم، لذا تلقى إقبالًا من مواطني الدولة الذين يحرصون على تزيين دورهم ومكاتبهم ومحالهم التجارية بها تعبيراً عن الانتماء الوطني والتمسك بالتراث. حيث لكل قطعة جماليتها ودلالاتها، ويزداد الإقبال على اقتنائها في الأعياد الرسمية والمناسبات التراثية. فضلاً عن حرص السياح على اقتنائها كهدايا تذكارية عن أبوظبي العاصمة الجميلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©