الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مروضو ثعابين ينشرون الرعب بين المارة في المغرب

مروضو ثعابين ينشرون الرعب بين المارة في المغرب
19 يونيو 2010 22:21
يلجأ بعض مروضي الثعابين إلى أساليب عدة من أجل ربح المال، غير إقامة الاستعراضات، لا يأبهون خلالها بما يمكن أن تسببه أفعالهم حيث يقوم بعضهم بالتجول بثعبان مخيف في الساحات العامة والمتنزهات، مستغلين خوف الناس منه لابتزازهم وحملهم على دفع المال لهم ليكفوا شر الأفاعي عنهم. في فصل الصيف يزحف مروضو الثعابين نحو المدن المغربية لتقديم استعراضاتهم في الساحات العامة وتحقيق أرباح كبيرة بفضل إقبال السياح الأجانب والزوار المحليين على الاستعراضات الخطيرة التي يبتدعونها؛ فتراهم يروضون أخطر أنواع الثعابين ويجبرونها على الاستعراض والرقص على أنغام الناي ثم يحملها أحدهم ويراقصها. وأمام الجمهور المتحلق حوله يقوم رئيس الفرق بتقديم الثعابين التي تم اصطيادها حديثا والتي ما زالت تحتفظ بكميات كبيرة من السم القاتل وبعد تقديم معلومات عامة عنها يقوم بإزالة السم عنها على وقع تصفيق الجمهور. يفاجئون المارة على الرغم من إعجاب الناس بقدراتهم واستعراضاتهم إلا أن الغالبية تتذمر من تصرفاتهم وجشعهم الذي يدفعهم إلى القيام بأعمال خطيرة قد تتسبب بإصابة أحد الجمهور بلدغة قاتلة بعد تسلل سم الثعبان إلى جسمه لأن مروضي الثعابين لا يقومون بنزع السم عن الثعابين بشكل دوري أو إصابته بالهلع والرعب الشديدين بعد أن يجد نفسه في مواجهة ثعبان ضخم. ويلجأ بعض مروضي الثعابين إلى أساليب عدة من أجل ربح المال غير آبهين بما يمكن أن تسببه أفعالهم حيث يقوم بعضهم بالتجول بثعبان مخيف في الساحات العامة والمتنزهات ويفاجئ المارة في الشوارع بوضع ثعبان على كتف أحدهم أو أمامه أو حتى في جيبه، ما يتسبب بحالة هلع وخوف بين المارة. ويقول أحد زوار ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش إنه يعاني من كوابيس مخيفة منذ أن وضع أحد مروضي الثعابين ثعبانا ضخما حول عنقه على حين غرة حين كان يتجول في الساحة ورفض إزالته، ودعاه إلى أخذ صورة تذكارية مع الثعبان ودفع مقابل مادي له، فرضخ لطلبه وأعطاه مالا مقابل سحب الثعبان من حول عنقه. وتتعدد عمليات ابتزاز المارة والسياح من قبل مروضي الثعابين الذين يدركون ما يمثل هذا الحيوان بالنسبة للعامة، ومن يأنف منهم من ابتزاز الناس لا يتعامل مع الثعبان بالحرص الكافي لاتقاء شره، حيث يقوم بعض مروضي الثعابين بدعوة الناس للتحلق من حوله لمشاهدة الاستعراض الذي يبدأ بإخراج ثعابين كثيرة من الصندوق واستعمالها بشكل متوالٍ في الرقص والاستعراض وبسبب كثرة الثعابين يزحف بعضها نحو أقدام الجمهور المتحلق في دائرة حول المروض ولأن أنظار المتفرجين وتركيزهم منصب حول ما يقوم به المروض تصل بعض الثعابين إلى أحد المتحلقين وتتمكن من إيذائه ولدغه أو على الأقل إخافته حين تلمس بجلدها قدمه. أرباح إضافية رغبة منهم في تقريب هذه العروض من الجمهور وتحقيق أرباح إضافية يقوم بعض مروضي الثعابين بجولات على الأحياء السكنية ويدفعون الثعابين لإخافة الساكنة ويقومون بتصرفات غريبة حيث يطرق أحدهم الباب ويترك الثعبان على عتبة المنزل ويختفي متسبباً في حالة من الخوف والرعب لسكان البيت ما يدفعهم إلى منحه مبالغ كبيرة مقابل سحب الثعبان بعيداً عن البيت. ولا تخلو جولة مروضي الأفاعي على الأحياء السكنية من مخاطر بسبب إقبال الأطفال على عروضهم واقترابهم بشكل كبير من الثعابين، كما أن بعض مروضي الأفاعي غير المحترفين ينسون هذه الحيوانات الزاحفة وراء باب السلم حيث سجلت في بعض الأحياء حوادث خطيرة كان سببها نسيان المروضين احد ثعابين على ممر المسكن الذي قدم فيه الاستعراض أو وراء باب الدرج أو داخل الحديقة، فضلاً عن أن السكن بالقرب من مروضي الأفاعي ينطوي على مخاطرة كبيرة لأنهم لا يتخذون الاحتياطات الكافية لتربية هذه الثعابين ومنع تسللها إلى خارج الصناديق المخصصة لها، وبفعل وفرة الأفاعي لدى هؤلاء العارضين لا يأبهون لغياب بعضهم كما أنهم يتخلصون من المريضة وغير النشيطة بسهولة غير مكترثين بخطورتها على سكان الأحياء الشعبية الفقيرة حيث يقطن هؤلاء العارضون. غير محترفين يعتبر مروض الأفاعي عمر العيساوي أن من يقوم بهذه الأفعال دخيل على الحرفة همه الوحيد الاستجداء بالثعابين وإرهاب الناس ليجودوا عليه بالعطايا، ويقول «نسمع شكاوى كثيرة من طرف الجمهور وبسبب تصرفات بعض المحسوبين على حرفة ترويض الأفاعي تتم الإساءة إلينا وينكر علينا البعض القدرة على تقديم عروض فنية خطيرة في جو يسوده الاحترام والحرص على سلامة الجمهور». ويضيف «هؤلاء المخاطرون بحياة الناس كانوا في الأصل يقدمون استعراضاتهم بواسطة القدرة وحين انتبهوا إلى عشق الناس وإقبالهم على استعراضات الثعابين دخلوا هذا الميدان، وعلى الرغم من أنهم لا يجيدون التعامل مع هذه الزواحف الخطيرة فقد تجرأوا على التنقل بها داخل الأسواق والمواسم الشعبية المزدحمة وفي الأحياء السكينة». ويعتبر العيساوي أن المحترفين في تربية الثعابين يأنفون من التنقل بين الأحياء والمنازل بحثاً عن عطايا، حرصاً على صورتهم وعلى حياة الناس لأنه مهما كان حرص المروض لابد أن تزحف الثعابين نحو الناس حين تخرج من الصناديق، ويكتفي المروضون المحترفون بتقديم استعراضاتهم داخل الأسواق وخلال ساعات محددة لتقليص نسبة خطورة هذه الزواحف. ويضيف أن الفرق بين الدخلاء والمحترفين في ترويض الأفاعي يكمن في الاستعراض الذي يقدمه كل منهما فالمحترف يرفع فتحة صندوق الثعابين ويبدأ بعزف الناي فيستجيب الثعبان حين يسمع عزف الناي الحزين ويخرج من مخدعه ويبدأ بالتراقص يمينا ويسارا مع تحريكه لسانه بين الفينة والأخرى في انسجام تام مع العزف، بينما الدخيل على هذه الحرفة لا يستطيع التواصل مع الثعبان، كل ما يستطيع عمله هو حمل الثعبان وإدخاله في جيبه وتقريبه من المتحلقين حوله.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©