الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة العنصرية وإزالة الفوارق مبدأ إسلامي

17 يونيو 2017 21:01
أحمد شعبان (القاهرة) الإسلام دين لا يعرف العنصرية مطلقاً، بل يدعو إلى التعايش مع جميع الناس وشتى الأمم على اختلاف أجناسهم وما يعتقدونه، وجاء الإسلام بتعاليم خالدة، منها المساواة بين البشر، وعدم التفاضل بينهم على أي أساس من الأسس غير العمل الصالح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى». يقول الشيخ عبدالعزيز النجار من علماء الأزهر الشريف: العنصرية معناها التفرقة والتمييز في المعاملة بين الناس على أساس من الجنس، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، أو حتى المستوى الاجتماعي والطبقي، وهذه العنصرية متجذرة في البشرية منذ القدم، وهناك نماذج صارخة لهذه العنصرية، ولكن ديننا الإسلامي الحنيف، حارب العنصرية والطبقية بشتى أنواعها وأشكالها منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أعلنها القرآن الكريم صريحة مدوية أن التفاضل بين البشر لا يكون إلا بميزان التقوى فحسب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...)، «سورة الحجرات: الآية 13»، والاختلاف في طبيعة الجنس البشري، وتعدد صوره وأشكاله، جعله الله آية من آياته في الكون، قال سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)، «سورة الروم: الآية 22». وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى قال: «إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن»، وقال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية». ومن سماحة الإسلام أنه سعى نحو إزالة الفوارق الطبقية بين المجتمع الواحد، وظهر ذلك جليا في جملة تشريعات تهدف إلى تحرير العبيد، ومنع الرق الذي كان منتشراً بقوة في الجزيرة العربية، وفي غيرها قبل الإسلام، فجعل عتق الرقاب سببا في النجاة من النار، قال تعالى: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ)، «سورة البلد: الآيات 11 - 13»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©