الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربنا تقبل منا.. إنك أنت السميع العليم

ربنا تقبل منا.. إنك أنت السميع العليم
18 يونيو 2017 18:24
أحمد محمد (القاهرة) إنَّ الله تعالى خلق موضع البيت الحرام قبل الأرض بألفي عام، وكانت زبدة بيضاء على الماء، فدحيت الأرض من تحتها فلما أهبط الله آدم عليه السلام إلى الأرض استوحش، فشكا إلى الله تعالى، فأنزل الله البيت المعمور من ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرد أخضر، باب شرقي وباب غربي فوضعه على موضع البيت، وقال يا آدم إني أهبطت لك بيتا تطوف به، كما يطاف حول عرشي، تصلي عنده كما يصلى عند عرشي، وأنزل الحجر وكان أبيض فاسود من لمس الحيض في الجاهلية، فتوجه آدم إلى مكة ماشياً وقيض الله له ملكاً يدله على البيت فحج وأقام المناسك، فلما فرغ تلقته الملائكة وقالوا بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام، قال ابن عباس رضي الله عنهما، حج آدم أربعين حجة من الهند إلى مكة على رجليه، فكان على ذلك إلى أيام الطوفان، فرفعه الله تعالى إلى السماء الرابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، وبعث جبريل عليه السلام حتى خبأ الحجر الأسود في جبل أبي قبيس صيانة له من الغرق. ويذكر أهل العلم، كان موضع البيت خالياً إلى زمن إبراهيم، ثم إن الله تعالى أمره بعدما ولد له إسماعيل ببناء بيت يذكر فيه، فسأله عز وجل أن يبّين له موضعه، فبعث الله سحابة على قدر الكعبة، فجعلت تسير وإبراهيم يمشي في ظلها إلى أن وافق مكة، ووقفت على موضع البيت فنودي منها إبراهيم أن ابن على ظلها لا تزد ولا تنقص، وقيل أرسل الله جبريل ليدله على موضع البيت كقوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ...)، «سورة الحج: الآية 26»، فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت، فكان إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجر، فذلك قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ...)، «سورة البقرة: الآية 127». قال ابن عباس إنما بني البيت من خمسة أجبل، طور سيناء وطور زيتا ولبنان وهو جبل بالشام، والجودي وهو جبل بالجزيرة، وبنيت قواعده من حراء وهو جبل بمكة، فلما انتهى إبراهيم إلى موضع الحجر الأسود، قال لإسماعيل ائتني بحجر حسن يكون للناس علما فأتاه بحجر، فقال ائتني بأحسن من هذا، فمضى إسماعيل يطلبه فصاح أبو قبيس يا إبراهيم إن لك عندي وديعة فخذها، فأخذ الحجر الأسود فوضعه مكانه، وقيل إن الله تعالى بنى في السماء بيتا، وهو البيت المعمور ويسمى الضراح، وأمر الملائكة أن يبنوا الكعبة في الأرض بحياله على قدره ومثاله. وكان دعاء إبراهيم وإسماعيل عند البناء، يقولان: (... رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، «سورة البقرة: الآية 127»، وهذه من أولى الدعوات من دعاء إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، وخليل الرحمن، دعوة مباركة جمعت عدة مطالب عظيمة لا غنى عنها للعبد في أمور دينه ودنياه، منها سؤال الله تعالى القبول في الأعمال والأقوال، ‏فقال وابنه إسماعيل عليهما السلام: (... رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ...). والسميع والعليم اسمان لله تعالى من أسمائه الحسنى، يدلان على صفة السمع والعلم، أي أنت السميع لأقوالنا التي من جملتها دعاؤنا العليم بما في ضمائر نفوسنا من ‏الإذعان لك، والطاعة في القول والعمل، ولا يخفى عليك شيء في قلوبنا، وقصر صفتي السمع والعلم عليه لإظهار اختصاص دعائهما به تعالى، وانقطاع رجائهما عمّا سواه بالكلية، أنك كثير التوبة على عبادك، فهو يقبل التوبة من عبده كلما تكررت منه إلى ما لا نهاية، ذو الرحمة الشاملة، وهذا الاسم يخص به المؤمنين يوم القيامة، أما الرحمن فهي رحمته تبارك وتعالى لجميع الخلائق في الدنيا مؤمنهم وكافرهم، إنسهم وجنهم. وأخيراً، فإن الدعاء ملجأ ومقصد كل الأنبياء والمرسلين، ‏وأن العبد لا غنى له عنه في كل أحواله الشرعية والدنيوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©