هدايا رمضان.. مسبحة و إم بي ثري

قبل غرة الشهر الفضيل، يستعد كثيرون لتوزيع الهدايا الرمضانية على من حولهم من الأصدقاء، والزملاء، والأقارب بغية نشر الخير، وتصفية القلوب، وإسعاد الآخرين· وبمجرد أن تثبت الرؤية الشرعية للهلال، ويعلن عن حلول رمضان، تبدأ الهدايا بالوصول إلى أصحابها مغلفة بأرق المشاعر الإيمانية، مشعلة تنافساً تجارياً بين شركات وجدت فيها مجالاً للربح· يستعرض مصطفى أمين، المسؤول في أحد محال التسجيلات الإسلامية، الهدايا الرمضانية ''الأكثر مبيعاً''، موضحاً أنها كانت في العام الماضي أشرطة المحاضرات الإسلامية المتعلقة بأحكام الصيام· أما هذا العام فلم يجزم أمين بطابعها، موضحاً أن الوقت مازال مبكراً لذلك· ويقول مصطفى: ''يتميز رمضان بأنه أقوى مواسم العام في سوق المطبوعات والتسجيلات الإسلامية، فالكل يرغب في إهداء من حوله هدية مميزة بهذه المناسبة، وعادة ما يستعد الكثيرون في آخر أسبوع من شعبان لشراء الهدايا الإسلامية التي تتركز أغلبها على الكتيبات، والأشرطة الإسلامية، وساعات المساجد التي تظهر مواقيت الصلاة والإقامة وغيرها من الهدايا التي يطلب الزبائن عادة تغليفها بشكل جميل لتوزيعها على الأصدقاء والزملاء''، لافتاً إلى أن البعض يشتري كميات من المصاحف لتوزيعها في المساجد أو حتى لشحنها للدول الفقيرة ولطلبة العلم· وهناك أيضاً، وفق أمين، العلب الرمضانية الخاصة التي تصدرها بعض دور النشر وتحتوي كتيبات إسلامية، وأشرطة محاضرات أو تلاوة قرآنية، وبوصلة، ومصحف، مشيراً إلى أنها من الهدايا المرغوبة بين الناس لأنها شاملة، ورخيصة الثمن مقارنة مع غيرها من الهدايا، بالإضافة إلى أنها جاهزة للتوزيع دون الحاجة لإعادة تغليفها· ويرى محمد فوزي، بائع في مكتبة إسلامية، أن التطور التكنولوجي زحف على كل شيء حتى على الهدايا الرمضانية، موضحاً أن الناس سابقا كانوا يقبلون على شراء سجادات الصلاة، والمصاحف· أما حالياً فتوسعت الخيارات بدخول مشغلات ''إم بي ثري'' القرآنية، والمصاحف ''الديجيتال'' المفسرة بتسع لغات، وساعات اليد، والمنبهات الرقمية التي أوجدت تصنيفاً جديداً للهدايا الرمضانية، ووسعت دائرتها من مجرد الكتب الدينية والمطويات إلى أجهزة أكبر وأشمل بعضها يختصر مجلدات كاملة من الكتب لو اشتراها الشخص كهدايا لاحتاج إلى ميزانية ضخمة· ويشير فوزي إلى أن أسعار الهدايا الرمضانية أرخص من باقي الهدايا، وأكثر فائدة للمسلم لأنها تحمل عبرة وأجراً عظيمين· وتبدأ الأسعار من 15 درهماً وتصل إلى الآلاف إذا أضيف عليها عقد من الذهب أو دهن العود الفاخر أو غيرها من الهدايا· تؤكد مريم خوري، المتخصصة في تغليف الهدايا، أن الكثير من الناس يحرصون على توزيع الهدايا الرمضانية على الأصحاب والأحباب في رمضان اقتداء بسنة الرسول الكريم حين قال، (صلى الله عليه وسلم): ''تهادوا تحابوا''· ومن تجربتها، تقول إن النساء هن الأكثر حرصاً على إهداء من حولهن في رمضان بعكس الرجال الذين يحرصون على إهداء أهلهم في العيد· وتتابع: ''تختلف الهدية الرمضانية باختلاف الشخص المُهدى إليه، فعادة ما يهدى الوالد جهاز (راديو) أثري الشكل، ومسبحة، وبعض الأشرطة الدينية، وتهدى الأم ثوب صلاة جديد، وكتيبات أذكار، وعطراً خفيف الرائحة، بينما يهدى الزوج مسبحة أو مصحفاً للمكتب''· وتحرص خوري على تغليف الهدايا بشكل يعكس روحانية الشهر الفضيل، لافتة إلى أن هدايا رمضان تغلف عادة بألوان داكنة، أو باللون الأخضر؛ لأنه يبث الهدوء والسكينة في النفس، وتزين الهدية ببعض مفردات التراث الإسلامي كالمسابح، والأهلة، وفوانيس رمضان الصغيرة التي صارت رمزاً للشهر الفضيل·