الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشرف العريان: الفراغ مفسدة قاتلة للروح والبدن

أشرف العريان: الفراغ مفسدة قاتلة للروح والبدن
19 يونيو 2010 22:28
هذا ما يجب أن يفطن له الناس بتدبير كل جزئياته وتفاصيله باستغلاله فيما يعود بالنفع عليهم، حيث يعمل عليه البعض بإلحاق أولادهم بالمراكز الصيفية لتدريب الأطفال على تحمل المسؤولية، وخلق جو تفاعلي مع أقرانهم مما يحقق استقلاليتهم، وينمي حسن رد الفعل مقابل عاديات الزمان وإكراهات الحياة، هذا أيضاً ما يناقشه في السطور التالية أشرف محمود صالح العريان، أخصائي نفسي، إذ يطوف بين سلبيات وقت الفراغ على الطلبة، وأهمية الترفيه الذكي وكيفية استغلال العطل. سلبيات أوقات الفراغ يؤكد أشرف العريان أنه ليس هناك خطر يداهم الشباب والبنات كما يداهمهم الفراغ، ويصف الفراغ ويقول إنه مفسدة، ويضيف العريان في نفس السياق: إذا أردت أن تعرف قيمة أي دولة أو أمة ومدى اهتماماتها فانظر إليها في وقت فراغها ماذا تفعل أو ماذا يفعل أبناؤها؟ ومن هنا من الممكن أن تكون الآثار السلبية كالتالي: يورث الملل والضجر لدى الطلبة، يورث الكسل الجسمي ويضعف المبادرة للفعل، يورث السلوكيات السلبية الغير مقبولة اجتماعياً، يورث البحث عن طرق لإضاعة الوقت بشكل سلبي وغير مفيد. الترويح عن النفس والتعليم الذكي يتحدث أشرف العريان مؤكداً على ضرورة استغلال الوقت في المفيد، والترويح عن النفس والترفيه عنها يعتبر مفيداً إن تم استغلاله الاستغلال الصحيح وذلك عن طريق التعليم الذكي إذ يقول: على الرغم من أن الإسلام أكد على الوقت وأهميته إلا أنه لم ينس حاجات الإنسان إلى الراحة والاستجمام والترويح عن النفس لأنها تعطي الطلبة الطاقة الكامنة لمواصلة مشوارهم الدراسي والتعليمي بعد ذلك، حيث إن لكل مقام ووقت حديثاً كما تقول المقولة الشائعة، ولكن أبناءنا في حاجة للتوجيه والإرشاد للأنشطة التي تروح عنهم وفي نفس الوقت تعلمهم بشكل غير مباشر، وتغذي العقول والنفوس معاً، إذ تعمل على تحقيق التوافق الشخصي والنفسي والاجتماعي لدى الطلبة، واستكشاف المواهب والقدرات عندهم، ورعاية وتنمية المهارات لدى الموهوبين، إضافة إلى زيادة الثقة بالنفس وتنمية التواصل مع الآخرين وتكوين صداقات جديدة، كذلك هي تساعد على اكسابهم معارف ومعلومات جديدة، وتبعدهم عن الآثار السلبية لوقت الفراغ. وسائل عملية لتحقيق الاستفادة ينصح أشرف العريان بالاستفادة من وقت الفراغ، وخاصة العطلة الصيفية، ويقول في ذلك: يجب الاستفادة من الدورات وورش العمل التي تنفذ بمراكز الناشئة التابعة لمراكز التنمية الأسرية أو للجمعيات والمؤسسات والمراكز التي تعنى بذلك داخل الدولة، والتي تقيم دورات وورش عمل لتحقيق أهداف معينة مثل (مهارات التفكير الإبداعي– تنمية المهارات والقدرات العقلية الإدراكية– التنمية الذاتية الشخصية من مهارات التعامل مع الآخرين والتواصل أو الثقة بالنفس القيادة ومهارات اتخاذ القرار والعمل الجماعي، مهارات التخطيط وتحديد الأهداف مهارات وطرق مواجهة الضغوط المختلفة، تعلم مهن أو حرف معينة مثل الخزف، النسيج، الأعمال اليدوية الفنية، الرسم الحر، والفن بأنواعه، وغير ذلك من المهارات الإبداعية). ويقول العريان إن القدوة الحسنة في الحياة مهمة جداً لذا يجب زيارة بعض المشاهير من العلماء والأدباء، لأن الإنسان دائما يفتقد إلى قدوة يقتدي بها إذ يذكر: غالبا تكون هذه القدوة من نسج الخيال عند كثير من الشبان والفتيات،» ولقد لوحظ باستبيان أجري على شريحة من المشاهير أن 63% منهم كانوا قد زاروا مشاهير في صغرهم. زيارة الأقارب وفي نفس السياق يقول العريان إن زيارة الأقارب والأهل له دور مهم جدا في تعزيز الروابط الاجتماعية، ويفيد: هذا من الأمور التي قد يغفل عنها الكثير من الناس فيقصرون بحق أقاربهم فلا يتفقدونهم ولا يحسنون إليهم، وبعض الآباء لا يربون أولادهم على ذلك، فأفضل الصدقات ما كانت للأقارب: فعن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال: «أو فعلت»؟ قالت: نعم، قال: «أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك». متفق عليه. الرياضة أما الرياضة فإنها تجدد البعد النفسي، يقول العريان، وتفرغ الطاقات الفائضة عند الشباب، وهي بدورها تلعب دوراً مهماً في تناسق نمو جسد الأبناء، ومن الرياضات المهمة يذكر السباحة، الرماية، الفروسية، ألعاب القوى وغيرها من الرياضات الأخرى، إذ يقول العريان: لقد صارع النبي صلى الله عليه وسلم ركانة فصرعه، وسابق عائشة فسبقته مرة وسبقها مرة. الكتابة كما يؤكد أشرف العريان على ضرورة كتابة المذكرات والخواطر الخاصة، ويقول: من الأمور التي تساعد على الاستفادة من الوقت استفادة إيجابية هي الكتابة حيث تشغل ذهن الشاب بالمفيد، وتنمي عنده القدرة على مسك القلم والتوصيف الجيد وتخفيف الضغط عليه وتساعده في تحديد نظرته للعالم ورؤيته له رؤية صحيحة، وذلك من خلال كتابة المذكرات، وليس فقط كتابة المذكرات إنما الكتابة بكل معناها فإنك تستطيع أن تطلب من ولدك أن يحدثك بشكل كتابي عن مفهومه عن فلسطين أو العراق أو الوطن أو عن نزهة قمتم بها، ولقد أحسن أحد المعلمين للتربية الإسلامية عندما قال للطلاب، يريد أن يشجعهم، أن النبي سيزوره الليل فطلب من كل طالب أن يكتب رسالة لهذا النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت المفاجأة التي قصها علينا وهو فرح يبكي، وأنت سوف تبكي معه عندما تسمع وتقرأ ما كتبه الطلبة كرسالة لرسول الله: فأحدهم يقول أحبك يا رسول الله متى أراك؟ والآخر: معذرة يا رسول الله عما فعلته الدانمارك، والثالث: يقول أنا لا أصلي وسأعدك أن أصلي. حرف يدوية كما تم التأكيد على الحرف اليدوية إذ قال العريان: لقد شجع الإسلام على العمل اليدوي والحرفي أو الصناعة، فقال صلى الله عليه وسلم «يدخل في السهم الواحد ثلاثة صانعه ومنبله وراميه». فبدأ بالصانع ليؤكد على أهمية الصناعة وأهمية الحرف للإنسان، وفي أحاديث أخرى يتكلم عن قدوات تاريحية نبوية فيقول:»كان زكريا نجارا» و»كان داود حدادا». إن تعليم الطلبة حرفة معينة في العطلة الصفية له فوائده الجمة منها: الاستفادة منها كمصدر اقتصادي في المستقبل، التعامل مع الأمور بشكل عملي مما يوسع أفق الطالب ويبعده عن التنظير، الابتعاد عن الكسل والخمول، كما يكسبه معارف جديدة إيجابية، تمنحه صداقات جديدة. حفظ القرآن الكريم ينمي المهارات كما أن تنسيب الأطفال إلى مراكز الجمعيات والمؤسسات، ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم من الأمور التي تساعد الأولاد على استنفار طاقاتهم، وبذل جهودهم، وتشجعهم على الحفظ وتقوية الذاكرة، والتدريب على النطق والكلام السليم الجيد، إذ يذكر العريان أن تلاوة وتجويد القرآن الكريم وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، ودراسة السنة النبوية، له مردود عال على الأطفال والشباب، ويقول إنه من الضروري جدا إشعار الطفل والشاب بأنه جزء من أسرة صغيرة في البيت، وأسرة أكبر في الحي، ثم أكبر في المجتمع. ومن ثم إدراك ما يمكن إدراكه، ومن الطرق التي تساعد على ذلك إنشاء صفحة السلبيات، وطرق معالجتها، وبالتالي نحقق فوائد عديدة منها: تعليم الأطفال والشباب على متابعة السلبيات وعدم السكوت عليها، تعليمهم كيفية المعالجة السليمة لهذه السلبيات، تعليمهم المقارنة بين الايجابيات والسلبيات في حال عدم قدرتنا على تغير السلبيات. المطالعة والقراءة يؤكد أشرف العريان أهمية القراءة في العطل، ويقول: يعتقد كثير من الأسر أن الإجازة هي فسحة للابتعاد عن الدراسة والثقافة والعلم، وأنها فرصة ليتخلى الشاب أو الفتاة عن أي شيء له علاقة بالعلم، إذ يلاحظ على الطلاب هجرانهم للقراءة بمجرد انتهاء الامتحانات، وسبب هذا يعود إلى أن الطالب لم يدرك أهمية القراءة ودورها في بناء شخصيته وتنمية ثقافته، فالطالب منذ نعومة أظفاره يطلب منه أن يحفظ دروسه فقط، فليس في حياته أن هناك قراءة خارج المدرسة، فلم يتعود أن يهدى له كتاب أو أن يشتري كتاباً، حتى إنه لم يتعود أن يرى والدايه وأهل بيته وفي أيديهم كتاب يقرأونه أو مجلة علمية يطالعونها. ويساءل أشرف عن الفرق بين المتعلم والأمي إذا كان كلاهما لا يقرأ، ويقول: يستحب أن تلتزم الأسرة في الصيف بالقراءة، ومناقشة ما تقرأ ومن الوسائل المعينة على القراءة: وجود مكتبة في البيت ولو صغيرة، تخفيف مشاهدة الفضائيات التي تستهلك الوقت، السماح للطفل وللشاب بطرح ما فهمه مما قرأه أمام والديه وإخوانه مما يشجعه على متابعة القراءة. المشروع الشخصي يؤكد العريان على ضرورة وجود هدف ورؤية واضحين للطفل بتبني بعض المشاريع والعمل عليها إذ يذكر: يقصد بالمشروع الشخصي، شيء يكرس الشخص له حياته أو معظم حياته، وبمعنى آخر لابد من أن يزرع الآباء في نفوس أولادهم مشروعات مختلفة ليبدعوا بها، ومن ثم يحولوها تطبيقا عمليا على أرض الواقع، لقد كان حلم البخاري أن يجمع الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستغرق في هذا العمل ستة عشر عاما، والذي نقل تقنية صنع المحركات على اليابان مكث ثماني سنوات وهو يفك محركات السيارات في ألمانيا، ثم يطبقها حتى استطاع بعد ذلك من حفظ كل قطعة في المحرك وطريقة صنعها ومكان تركيبها، وكان حلم أديسون أن يخترع مصباحاً مضيئاً فاستغرق بذلك 2990 تجربة فاشلة حتى أنار معه المصباح الكهربائي، إذ تجد كل إنسان عنده مشروع شخصي يستنفر كل قوته وعزيمته للوصول إليه، وإنه واصل بعون الله تعالى، إننا بحاجة إلى طرح مشاريع شخصية على أولادنا، وهذه المشاريع تتفاوت كثيرا من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر، أمثلة عن المشاريع الشخصية: حفظ القرآن الكريم، حفظ السنة النبوية الشريفة، الاتجاه إلى تعلم حرف أو صناعات جديدة ترفد تقدم بلده وازدهارها، التوجه لابتكار حلول للكثير من مشاكل مجتمعه كمعالجة مشكلة البطالة، ومشكلة قلة المياه، القيام بالتطوع بمؤسسات خيرية تساعد الفقراء والمحتاجين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©