الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الدينية.. جرعة إيمانية مفقودة

الدراما الدينية.. جرعة إيمانية مفقودة
17 يونيو 2017 21:37
سعيد ياسين (القاهرة) بعدما كانت المسلسلات الدينية عماداً أساسياً للبناء الدرامي الرمضاني لسنوات طويلة، اختفت هذا العام لأسباب متفاوتة، غالبيتها تدور حول ارتفاع تكاليف إنتاجها وتصويرها وما تستلزمه من ديكورات وملابس وخيول ومجاميع واستديوهات مفتوحة وغيرها. وحاول قائمون على شركة «صوت القاهرة» تعويض هذا الغياب من خلال مسلسل لا يعرف الجمهور موعد عرضه بسبب عدم وجود أي إعلان دعائي له، وهو الجزء الثاني من «قضاة عظماء»، الذي يدور في حلقات منفصلة حول عدد من القضاة البارزين في التاريخ الإسلامي، ويشارك في بطولته فنانون مصريون وسوريون، منهم حسن يوسف وأحمد عبدالعزيز وسوزان نجم الدين وطارق دسوقي وأحمد ماهر وكمال أبورية وجمال عبدالناصر وغسان مسعود وأيمن زيدان وعبدالرحمن أبوزهرة، واشترك في تأليفه مجموعة كتاب هم أحمد مارديني وفتحي السيد وعبدالقادر الأطرش الذي يتولى إخراجه أيضاً. إلى ذلك، قال المخرج محمد العمري، رئيس شركة «صوت القاهرة»، التي تولت إنتاج «قضاة عظماء»، إنه بعيداً عن مسألة المكسب والخسارة والإعلانات والتسويق، فإن للشركة دوراً خدمياً تنويرياً وتثقيفياً تجاه المشاهد، موضحاً أنه يسعى إلى استكماله. وأشار إلى أنه رغم الأزمة المادية الحادة التي تمر بها قطاعات الإنتاج الحكومية بشكل عام، و«صوت القاهرة» بشكل خاص، فإنه سعى للوجود ولو بعمل تاريخي ديني واحد، رغم ارتفاع تكاليفه الإنتاجية، مضيفاً أن الدراما الرمضانية على مدار عقود طويلة تميزت بوجود المسلسل الديني أو التاريخي وسط خريطتها، في حين أصبحت الآن خالية منها تماماً. من جهته، قال المخرج توفيق حمزة، الذي كان قدم ثلاثة أجزاء من مسلسل «المرأة في الإسلام» لعفاف شعيب ومنى عبدالغني، إنه على المسؤولين أن يعيدوا التفكير في تقديم المسلسلات الدينية وأن يعهد بتنفيذها إلى قطاعات الإنتاج الحكومية، لأنه لن يتحمس لها منتجو القطاع الخاص، مشيراً إلى وجود نصوص دينية جاهزة للتصوير لمؤلفين كبار في الدراما الدينية، منهم بهاء الدين إبراهيم وعايد الرباط ومحمد أبوالخير ونبيل حرك وآخرون، وأن لدى هؤلاء أعمالاً موافقاً عليها رقابياً ومن مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، ومنها ما يتناول حياة «محمد الغزالي» و«العز بن عبدالسلام» و«أسماء بنت أبي بكر» و«سعيد بن المسيب» و«الشيماء» و«أبوهريرة». أما المخرج مصطفى الشال، الذي أخرج عدداً من المسلسلات الدينية، منها «إمام الدعاة/‏ الشيخ الشعراوي» و«الإمام النسائي» و«ابن ماجة» و«الليث بن سعد» و«عبدالحليم محمود» و«أنوار الحكمة» وغيرها، فقال إن مسألة صعوبة التسويق تمثل للقائمين عليها «عذراً أقبح من ذنب» نتيجة فشلهم دائماً واستسهالهم غالباً، وحرصهم حتى أثناء إنتاج هذا النوع من المسلسلات على ما يشبه العرض السري لها، سواء قبل الفجر أو وقت الظهيرة، كما نفض النجوم أيديهم تماماً من هذا النوع من الأعمال التي برعوا فيها حين قدموها، ووجدوا الخلاص في الدراما الاجتماعية الاستهلاكية التي لا تتطلب تمكناً من اللغة العربية أو تركيب لحية وباروكة وارتداء ملابس ثقيلة في شهور الصيف والتصوير في الصحراء بعيداً عن الاستديوهات المكيفة. وقال الفنان يوسف شعبان، الذي شارك في مسلسلات دينية، منها «سيف اليقين» و«محمد رسول الله إلى العالم» و«فتى الأندلس» و«لا إله إلا الله» و«الأزهر الشريف منارة الإسلام» و«الكعبة المشرفة»، إنه آن الأوان ليلتفت المنتجون إلى الأعمال الدينية ويولونها الاهتمام الأكبر، خصوصاً في ظل وجود كيانات إنتاجية عربية كبيرة، وإنه يمكن أن يتم الاتفاق على هذه الأعمال بصورة جيدة لتستفيد من خلالها الأجيال الجديدة، وتعرف دينها الصحيح وبطولات وقصص العشرات من المسلمين الأوائل. وشدد على ضرورة عودة الدراما الدينية إلى موقع الصدارة مثلما كانت في السابق ولعقود طويلة، إلى جانب ضرورة عرضها في توقيت جيد يمكن الجمهور من متابعتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©