الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد طوسون: القرآن مصدر إلهامي

محمد طوسون: القرآن مصدر إلهامي
31 أغسطس 2008 23:07
تحمل أعمال الفنان التشكيلي محمد طوسون معاني دينية وفلسفية، ويمزج الفنان بين الخط والرسم في ما يعرف بـ البكتوجراف ليخط، حسب قوله، بصمة مميزة في تاريخ الفنون التشكيلية، بعد أن زهد في محاكاة المدارس الفنية الغربية الحديثة، وقرر أن يكون مختلفاً على المستوى الفني، وأن يقدم من خلال تجربة فنية خاصة به، أعمالاً تستلهم آيات القرآن الكريم بالخط ويعبر عنها فنياً بالرسم في الوقت نفسه· يقول طوسون: ''في لوحة ''إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم''، تجد الآية مكتوبة بشكل فني متداخل مع رسم للهدهد وموتيفات فنية خاصة، وفي أرضية اللوحة مطوية مكتوب فيها: ''ألاّ تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين''· وفي لوحة ''فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون''، تلاحظ أنه تم تسليط الضوء على الدلو والجب الذي ألقي فيه يوسف، ليحيل المتلقي الى قصة سيدنا يوسف مع أخوته الذين ألقوه في الجب· ثنائية الخط والرسم يضيف طوسون إنه ''نشأ كخطاط مثل والده الفنان فهمي طوسون، أحد أشهر الخطاطين في القاهرة، واحترف الخط في الخامسة من عمره على يد والده، ثم اكتشف في نفسه موهبة الرسم، فأصبح الرسم والخط ثنائياً متلاحماً بداخله، وصقل ذلك بالدراسة العلمية''· يزيد: ''اكتشفت أن الخط العربي لم يحدث به أي تجديد في قواعده، وكل محاولات الخطاطين عبارة عن لوحات جميلة مكررة''، وأن الحرف العربي ''مجرد كتلة تجريدية، ولو وضع في مكانه الصحيح لأحدث ثورة فنية''· مشيراً إلى أن ''الحرف العربي ليس كتلة جامدة ولكنه كتلة روحانية تسمع وترى، وتعبر باللون والرمز والمعنى والكلمة عن مضمون اللوحة التي تحتوي على كل عناصر التشكيل الفني''· من هذا الفهم، يقول طوسون: ''حاولت جاهدا التركيز على التشكيل كقيمة للفظ المكتوب وكلغة مرتبطة بالعالم العلوي، وأردت أن أعبر بالالوان والاشكال عن مكنونات نفسي· ولم أجد خيرا من القرآن الكريم لألتقط منه الآيات التي تضم بين ثناياها صورا مرئية''، وتعاملت معها فنياً بلغتي الخاصة· لم ألجأ الى الوصف المباشر، وإنما اعتمدت على حجم الحروف وإيقاع الكلمات، وصنعت منه نسيجا يدعو الى التأمل في اكتشاف مسار الآية المكتوبة، والمجاهدة في قراءتها، مستخدما طبيعية الكلمات وكثافة لونها في التعبير عن المجال البصري''· ويوضح أن ''التجربة الفنية التي خاضها مع الحروف والرسم مرت بسنوات عديدة حتى نضجت معالمها، وبفضل حماسه لها تمكن من حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه التي تحتوي على صور غاية في الجمال''· يواظب طوسون على قراءة القرآن الكريم كل يوم، ليكتشف، حسب تعبيره، دلالات جديدة، ويستوحي أفكاراً لأعماله الفنية، يترجمها في أسلوب فني الى لوحة جمالية تحمل قيماً روحانية وتأملية· فلكل لوحة روح تدعو المتلقي إلى التأمل والتدبر في الله خالق الكون، وكثير من المتلقين يشعرون بأنهم يقتربون من الله عندما يشاهدون اللوحات الابداعية لعبد من عباده''· إضافة فنية جديدة وطوسون لا يعتبر نفسه امتدادا مباشرا للفنانين الإسلاميين الأوائل، لأنه، وفق ما يقول، قام بتقديم محتوى جديد على مستوى المضمون والشكل، موضحاً أنه ''يبتكر موتيفات خاصة ولا يقترب من الموتيفات المعروفة''، وهو لا يخفي عشقه لاستخدام الألوان الصارخة والمبهجة كالأحمر والأصفر والبرتقالي ليزين بها لوحاته· ويعتبر طوسون لوحاته الفنية وسيلة مهمة لتقديم الثقافة الإسلامية للعالم، بعدما تمكن من الخروج من التصنيف التقليدي للفنانين الذين يستلهمون الفنون الإسلامية في أعمالهم، معتبرا أن هؤلاء ''أضروا بتلك الفنون وسجنوها في الزخارف والموتيفات في حين أن الفنون الإسلامية أعمق وأوسع من ذلك بكثير''· ويرى أن ''الحروفيين الذين استلهموا الخط والحروف العربية كتراث في أعمالهم، أضروا بقيمة الخط العربي، وشوهوه، عندما جعلوه غير مقروء في حين أن الخط كما في لوحاته خُلق ليقرأ وتفهم معانيه''· ويشدد على أن ''فنوننا الإسلامية بحاجة إلى الحفاظ عليها''، موضحا أن ذلك يكون ''بالعمل على تطويرها، واكتشاف مواطن جمالها وتفردها· والبحث عن قيم وأشكال إبداعية جديدة تنطلق من أسس هذه الفنون وفلسفتها''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©