الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوميات صائم

يوميات صائم
31 أغسطس 2008 23:10
مع إطلالة شهر رمضان المبارك، يبدأ كل منا في ترتيب أولوياته لاستقبال هذا الشهر الكريم ويضع أجندته للتعامل معه، فربات البيوت ينهمكن في تدبير ''ميرة'' رمضان، والرجال يجهزون المصاريف ويرصدون الميزانية الرمضانية، والأطفال يستعدون للفرح بمباهج الشهر الكريم، والأجواء الأسرية والعائلية التي تصاحب موائد الإفطار والسحور، فضلاً عن اصطحاب الأهل لهم لأداء صلاة التراويح في المساجد· وهذه أمور جانبية لا ينبغي أن تصرفنا عن الإعداد الحقيقي لاستقبال رمضان، وهو إعداد يتناول العزم على الطاعة بالمواظبة على الصلوات وفعل الخيرات· والإعداد النفسي بالالتزام الأخلاقي تجاه النفس وتزكيتها، وأخذها في معارج القيم الفاضلة من تسامح، وتناصح، وتعاون، وإنفاق، وتراحم· والإعداد الثقافي، بتلاوة القران الكريم وتدبر معانيه، والعيش لحظات في تفسير آياته ومقاصده، وقراءة ما تيسر من الكتب والثقافة· ثم الإعداد الاجتماعي بإخراج الزكوات والصدقات، وتفقد الأرحام والقرابات، والإصلاح بين المتخاصمين، والمشاركة في الخيرات والمبرات· كل ذلك مما يتجلى واضحاً في المجتمع خلال شهر الصيام، خاصة أن رمضان، ومنذ يهل هلاله، نستقبله بدعاء تعلمناه من رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' شطره للفرد وشطره الآخر للمجتمع: ''اللهم أهلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام···''، فالأمن لكل الناس والإيمان لكل إنسان، والسلامة للفرد في جسده وأهله وماله، والإسلام لكل الناس والمجتمعات· رمضان حالة إيمانية، ونفحات إلهية يتجلى بها الله سبحانه وتعالى على عباده، فمن صفاته الرحمة والغفران، ومن طباعنا البشرية الغفلة والنسيان· وأما نحن في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فإننا نستقبل مع رمضان، وجرياً على تقليد رئاسي سامٍ نخبة من العلماء، ومن أقطار إسلامية شتى على نفقة صاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله'' ليكونوا ضيوفاً يشاركوننا في إحياء رمضان بالدروس، والمحاضرات، والحوارات، فيزداد رمضان بوجودهم توهجاً وإيماناً وثقافة وهداية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©