قناة الأزهري الفضائية المصرية تستقطب العالم على مائدة التسامح

أعلنت قناة الأزهري الفضائية، القناة التعليمية الترفيهية التي جاء تأسيسها نتيجةً للزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما إلى القاهرة في يونيو 2009، عن بث برامجها باللغات الإنجليزية والفرنسية والأوردو وباشتو بالإضافة إلى برامجها باللغة العربية. وتهدف القناة إلى إبراز صورة الإسلام المعتدل لتصل إلى مئات الملايين من المشاهدين حول العالم. ويمثل هذا التوسع ترجمة رؤية الحوار المبني على الاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب، وفق الكلمة التي ألقاها الرئيس أوباما في جامعة القاهرة بعنوان "بداية جديدة". وتعمل قناة الأزهري الفضائية على محطة تلفزيون الأزهري 2 عبر المحطات الفضائية هوت بيرد، وآسيا سات، ونايل سات، وسيتيح لها البث بأربع لغات الوصول إلى أكثر من 325 مليون أسرة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وتوصيل رسالة العقلانية والتسامح. وتهدف القناة إلى إزالة ومكافحة التفسيرات العدوانية المتصلة بالإسلام التي تكاثرت وشاعت خلال السنوات المنصرمة حتى أثارت الفوضى والاضطرابات في العالم الإسلامي. وتمثل قناة الأزهري المرتبطة بشكل وثيق بجامعة الأزهر، المؤسسة الإسلامية الأقدم والأكثر إجلالاً، الاستجابة الأولى الملحوظة من قِبل العالم الإسلامي إلى دعوة الرئيس أوباما لخلق تفاهم أعمق بين الأديان والتعريف بالجذور السلمية للإسلام. وتشتمل القناة على عدد من البرامج الجديدة، والرسوم المتحركة للأطفال، والمسلسلات الدرامية، والمحاضرات، من إعداد علماء الدين الذين تلقوا تعليمهم بجامعة الأزهر، بما في ذلك الشيخ المحبوب خالد الجندي. ويرأس المحطة محمود سعد، أحد أبرز مقدمي البرامج التلفزيونية في العالم العربي. وقال الشيخ خالد الجندي إن هنالك سوقاً مفتوحاً للاعتدال الديني وأكد على المنافسة الشديدة مع أصوات التعصب وعلى انتصار رسالة التسامح المدوية التي تنادي بها قناة الأزهري الفضائية. ويقدم الجندي برنامجاً مباشراً يستقبل مكالمات الضيوف للسؤال عن التفسيرات حول الإسلام وتطبيقاتها في الحياة العصرية. ويحظى البرنامج بإقبال شديد من الشباب الذين يواجهون الحيرة إزاء التسوية بين التفسيرات المتضاربة المتعلقة بالقرآن الكريم. وعلى الرغم من القبول والإقبال على قناة الأزهري الفضائية فقد لاقت من جانب آخر معارضة عنيفة. وقال الشيخ الجندي إن أولئك الذين يسيئون تفسير الإسلام لأغراضهم الأنانية ينظرون إلى القناة وكأنها تهديد لهم وقد توعدوا العاملين بالموت بسبب البرامج المقدمة والعمل الاجتماعي. مؤكداً ضرورة الابتعاد عن هذا التيار الذي يتسم بالعنف. لفتت قناة الأزهري الفضائية الأنظار بعد نشر إعلانات صفحة كاملة بمناسبة قتل المسيحيين الأقباط على أيدي المسلمين المتطرفين في شهر يناير 2010، حيث تلقّت القناة تهديد بالقنابل في 9 فبراير 2010، وتلقى مقدمو البرامج والعاملون تهديدات شخصية بالقتل. وأضاف الشيخ خالد الجندي أن هذه التهديدات تعكس المواجهة الأكيدة بين العناصر المتطرفة ومناصري الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.