الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سحر أفريقيا.. الأدبي

سحر أفريقيا.. الأدبي
11 نوفمبر 2009 23:04
الكثير من الروايات البوليسيّة الإنجليزيّة والأميركيّة والفرنسيّة الصادرة في الأشهر الأخيرة أبطالها أفارقة وأحداثها تجري في القارة السمراء، فأفريقيا أصبحت مصدر إلهام لما يسمّى بـ”الروايات السوداء”، فالكاتب الأميركي دونالد ويستلايك (67 عاماً) Donald Westlake، والمؤلف البريطاني جيلس فودن (42 عاما) Giles Foden استلهما روايتهما البوليسيّة الأخيرة من سيرة الدكتاتور الراحل عيدي أمين دادا الذي حكم أوغندا، أمّا الفرنسي جون باتريك مانشات (67 عاماً) Jean-Patrick Manchette فقد استقى أحداث روايته البوليسيّة الأخيرة من أحداث اختطاف المعارض السياسي المغربي الشهير المهدي بن بركة في باريس واغتياله عام 1965، في حين أنّ الروائي الفرنسي كاريل فاري Caryl Ferey اختار أفريقيا الجنوبية مسرحاً لقصصه لما يسود هذا البلد من جرائم، إذ يتمّ يوميّاً اغتيال 40 شخصاً في جرائم مختلفة. إرهاب ورهائن ووجد الكتّاب الغربيون في الحروب الأهليّة التي تمزّق أفريقيا وفي مظاهر العنف المختلفة مادّة خصبة لرواياتهم البوليسيّة، مع إضافة إرهابيين ضمن أشخاص الروايات، وإقحام تجار ومستهلكين للمخدّرات، وتطريز الأحداث بمختلف الأمراض وجرائم القتل التي تعمّ القارّة الأفريقيّة. واختار كتّاب آخرون “الكونغو” كمسرح لإحداث رواياتهم على خلفيّة البحث عن مادّة الأورانيوم واستغلالها، كما أنّ روايات أخرى ـ من تأليف نساء كاتبات غربيات ـ كان موضوعها اختطاف رهائن ضمن أحداث دامية لصراع مسلّح من أجل الاستحواذ والسيطرة على النفط. ورواية أخرى تروي قصّة حارس شخصي لرئيس دولة أفريقيّة يبحث عن قاتل الرئيس الذي كان يحرسه، وتتخلّل كلّ هذه الروايات حوادث مختلفة مرعبة، وقصص ومغامرات لعاهرات أفريقيات زنجيات، وحكايات عن تجارة أدوية، وسلاح ورشاوى من خلال نشاط شركات عملاقة متعدّدة الجنسيات. بسحر ساحر! هذا الخليط “السحري” الذي يغري القراء الأوروبيين والغربيين عموماً هو المادة الخام لكلّ هذه الروايات، وأحياناً تتخلّل الأحداث أيضاً صراعات ونزاعات بين الأفارقة البيض والأفارقة السود على خلفيّة قضايا عنصريّة، كما تتضمّن أحداثاً وأشخاصاً تبرز آثار العولمة على أفريقيا وما أحدثته من عنف في الكاميرون مثلاً. وفي رواية “زوجات وقاتلات” Epouses et Assassins للكاتب Kwei J. Quartey تدور أحداث الرواية في قرية صغيرة بغانا، تبعد 160 كلم على العاصمة “أكرا”. يتمّ العثور على طالبة تدرس في كليّة الطّب تنتمي وتعمل مع جمعيّة للوقاية من مرض “الإيدز” مقتولة وسط الغابة ولا وجود لآثار العنف ممّا دعّم الرأي القائل بأنّها هلكت بسحر ساحر، دون أن يمسّها. كلّ النّاس ـ وفق ما جاء في سرد الرواية ـ تبنّوا هذا الرأي ما عدى شخص واحد هو الطبيب الشرعي الذي اكتشف أثناء تشريح الجثّة آثار عنف، ونتيجة لذلك تتشعّب أحداث الرواية بدخول مفتش الشرطة إلى أحداث القصّة. ولإعطاء الرواية البوايسية جوّاً من الغرابة والتشويق والدهشة فإنّ الكاتب ارتأى بأن يذكر بأنّ أمّ الطالبة المغدورة قد اختفت هي أيضاً في القرية نفسه خلال زيارة لها لشقيقتها قبل 25 سنة، والرواية لا تخلو من نقد للعادات السيّئة في أفريقيا والتقاليد البالية وشيوع ظاهرة العرّافين والسحرة، والكاتب هو طبيب من أمّّ أميركيّة وأب غاني ويعيش ويقيم في الولايات المتحدة الأميركيّة. وفي رواية “دماغ كينيدي” Le Cerveau de Kennedy للكاتب السويدي هايننغ مانكال تقول بطلة الرواية الباحثة عن سرّ موت ابنها المختفي بين السويد والموزمبيق: “أظنّ أنّني بدأت أفهم حقيقة هذه القارّة، فأمام الفقر والخصاصة والحرمان فإنّ قوى عنيفة أصبحت تبسط إمبراطورياتها عليها دون أن تلاقي أيّة مقاومة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©